_آ....آسف أنا آسف ......
قطعت تلك الكلمات التي كانت بالكاد أعلى من الهمس سكون الغرفة الكئيب مصطحبة شهقات مختنقة.......
وكان ذالك ما نطق به الأكبر وهو يجلس أرضا بجانب سرير تاي ضاما يده الصغيرة بين يديه يدفأهما فهو عاجز عن السيطرة عن ذالك الشخص المختل القاطن داخل كيانه......
وفي كل مرة يفرط فيها بإتباع همسه الدخلي ينتهي الأمر بهذا الشكل.......
الأصغر محطم والألم ينهش كل شبر من جسده وجون كاي ينهشه الندم على ما فعله.......
.
.
.
.
.
مر الوقت طويلا وإستيقظ تاي في مساء اليوم الموالي بالألم المعتاد الذي يجتاح رأسه وقلبه وجسده المحطم.......يحاول النهوض لكنه بالكاد يحرك يده عندها تسابقت دموع ساخنة كجمر الجحيم على وجنتين لتلطخ وسادته.......
كان قلبه يرفرف رعبا وقد تلاشى الشعور بالأمان من قلبه......
كيف سيهرب وهو على هذه الحالة.......؟
الألم يعتصر جسده دون أن يتحرك فماذا لو فعل.......؟
.
.
.
ركز تاي نظره على السقف بعينان دامعتان وأنفاس مضطربة عديمة التناسق يفكر بعمق إلى أن يجد حل......
.
.
.
وبعد خمسة دقائق تقريبا خطرت على باله فكرة فلطالما إعتنى به جون كاي إلى أن إستعاد صحته بعد تعنيفه بهذه القسوة لذالك هو لن يؤذيه خلال هذه الفترة وبمجرد أن يستعيد صحته تماما لن يبقى للحظة في هذا المنزل المرعب المليء بالأذى ......لكن.....
ماذا ولا فشل .....؟
ماذا لو هرب ووجده عمه ....؟
.
.
حامت أفكار سلبية كثيرة حول عقل الأصغر تزيد رعبه وتكبل أطرافه ليحاول تناسيها بأي شكل من الأشكال حتى أنه جاول النهوض مجددا قصد الشعور بالألم لإخراس عقله فهذا النوع من الألم الذي يشعر به لا يجتاح جسد بشري إلى وأخذ كل تركيزه وطاقته......
.
.
.
.
تتالت الأيام كالدقائق لكنها كانت أشبه بالقرن على الأصغر......في كل يوم يشعر به بالتعافي أكثر فجون كاي كان يعتني به وكأنه لم يؤذيه يوما أو كإبن له .....
لكن.....
كان ألم روحه يجعلها ثقيلة على صدره ثقل حجر يبلغ الأطنان من وزنه مازاد ألمه وتمزقه الداخلي مع مرور الأيام ......
ما صنع منه شخص هادء وساكن كحال الليل بسواده الحالك والكئيب لكنه كان يخفي قصص طويلة مختلفة من مرعبة مفزعة و حزينة مبكية أو مفرحة مضحكة.......
.
.
.
بعد عشرة أيام ......تأمل كل أنحاء الغرفة بحزن مريب ليستقيم متوجها نحو الحمام لأخذ حمام دافئ ليرخي عضلاته المرهقة ثم العودة لغرفة وكانت تحركاته حذرة لكي لا يستيقظ جون كاي........
وبعد عشرة دقائق تقريبا عاد أدراجه نحو غرفته ليفتح الخزانة قاصدا إنتقاء ملابس مناسبة وإذا بفكرة تداهم عقله وبلا حسيب ولا رقيب ليتصنم مكانه ويعبس بحاجية فاتحا فمه غارقا في محادثة مع نفسه......
فكر للحظة أن عمه المختل قد يؤذيه في أي لحظة .....
يؤذيه؟.....
بل يقتله......
قد ينهي جون كاي حياة الأصغر في أي لحظة وبمجرد إدراك تاي لهذا أحضر حقيبته وملأها بالملابس ثم خبأها جيدها في الخزانة لكي لا يفطن عمه لشيء......
من يعرف.....؟
ربما سيجبر على ترك البيت الذي قضى به طفولته المتناضقة في اي لحظة ......
كلشيء متوقع في حالة العيش مع مختل......
.
.
.
في تلك اللحظة كان يدي تاي ترتعش بعنف ويشعر بنار تلفح جسده ......كان مذعورا من دخول جون كاي المفاجئ ......
ماذا سيفعل به حينها......؟
هذه الفكرة تشنج جسده ذعرا.......
لينتهي به الأمر يجثوا على ركبتيه يلتقط أنفاسه وكانه قطع كليمترات ركضا ممسكا بقصميصه يعارصه بين يده ليبدأ بالتمتمة بهستيرية......
" ل.....لابأس س...سيكون كلشيء بخير.......سيكون كلشيء بخير......إهدأ.....سأكون على ما أرام .....لا بأس....."
.
.
لطالما إستأنفت كلمة "لا بأس" وختمت تهدأة تاي لنفسه بنفسه.....
.
.
"ل....بأس.....لا بأس لا تبكي صغيري......كلشي سيكون على مرام......لا تخف أنا بجانبك"......
..
.
.
شكرا للقراءة🖤
يرجى قراءة الملاحظة✓......
أنت تقرأ
لا بأس
Action{_لا بأس سيكون كل شيء بخير ذات يوم سأنتظر ولن أيأس....} دائما ما يقال إن خداع النفس شيء سهل جدا وهذا ماكان يفعله بطل هذه الرواية كيم تايهونغ .....لطالما خدع نفسه بتلك الجملة التي يقوم بواسطتها بردم أفكاره السلبية وواقعه المر .....هل سيستطيع الإستمرا...