الفصل السادس والعشرون

241 7 0
                                    

بريئةٌ من الجرم بيدين مدنستين
تلطخت بدماء حريتي ثيابي
رتوشٌ من الماضي تغزو الفكر والعين
لستُ بجانيةٍ .. وأنتظر عقابي!

لم يكن المتبقي من الحاضرين حتى نهاية الحفل بكُثر .. لذا لم يكن من الصعب عليهم، بعد تهنئة العروسين وتودعيهما قبل صعودهما إلى الجناح المحجوز مسبقًا بذات الفندق، أن يستمعوا إلى ذلك الصخب العنيف الآتي من الخارج .. عقد كل من هاشم وفريد حاجبيهما بقلق، فيما لحق بهما عمر  متبادلين النظرات المتأهبة، وسرعان ما تحرك ثلاثتهم إلى الشارع الذي عمه السكون في ذلك الوقت من الليل إلا من ثلاثة رجال بدا وكأن أحدهم يفصل بين الآخرين في شجار محتدم ..

لم يأبه حمزة بجسد محمد الذي حال بينه وبين ذلك البغيض الذي ألقى بسُمه في آذانه للتو، فأوقد به غضبًا عاتيًا لن يخمد إلا بإطاحته.. فقد جذب بالأخير في نية واضحة للفتك به، وببضعة لكمات قاسية كان قد طرحه أرضًا ..
استقام الآخر بغل لاعنًا تلك التمرينات العنيفة التي سلبت معظم طاقته، وهم بتوجيه ضربة مباغتة إلى جانب حمزة الذي عاجله بركلة أعادته لافتراش الأرضية مجددًا، كانت بداية لسيل من الركلات التي نالت جانبه بينما يحاول صديقه التدخل ساحبًا حمزة الذي ظللت عليه سحابة من الغضب الأسود ممطرة إياه بزخات ثائرة من البأس..

_ما الذي يحدث هنا؟
سأل هاشم بعد استيعاب وهو يتقدم سريعًا مع أخيه وصديقه للفصل بينهما، فاستغل ذلك المقيت تشتت حمزة واستقام مداهمًا إياه بلكمة أسفل فكه، فتدخل هاشم دافعًا إياه بعيدًا بحدة، فيما لكمه فريد على حين غرة قائلًا كمن يعلل فعلته بعد أن اكتشف هويته :
_لا أعرف ماذا فعلت لكني لا أطيقك.
وقف عمر حائلًا أمام حمزة وهو يهتف بعينين متسعتين :
_اهدأ يا حمزة، ماذا حدث لكل هذا؟
دفعه حمزة دون أن ينظر إليه هادرًا بوجه قست ملامحه بشراسة :
_اتركني يا عمر، لن أرحل قبل أن أقتله.
أمسك به عمر محاولًا تكبيله، فيما كبل كل من هاشم وفريد ومحمد الآخر بالفعل .. فصاح عمر  :
_صل على النبي يا رجل، ما بك؟
غمغم حمزة سرًا بانفعال لم يخبُ، قبل أن يهتف في فريد مشيرًا في إتجاهٍ ما :
_اذهب والحق بنادية.
عقد فريد جبينه بقلق مسرعًا إلى حيث أشار .. فيما توقف جميعهم بأنفاس لاهثة متابعين نظرات البغض النارية المتبادلة بين الرجلين .. قبل أن يسحب محمد صديقه بسخط هاتفًا فيه :
_كفى فضائح وهيا بنا، هيا ..
تحرك الآخر معه على مضض قاذفًا بنظرات نارية لا تسوى شيئًا أمام الجحيم المتقد بمقلتي حمزة آنذاك .. فاستغل محمد استطاعة صحبة الأخير إبعاده قليلًا، وأسند بصاحبه قائلًا بضيق شديد امتعض منه الآخر :
_كان يجدر بي أن أتركه ليقتلك، تستحقها والله تستحقها.

هان الودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن