الفصل التاسع عشر

252 8 0
                                    

دقات الناقوس تُحذِّر

من خيرات وشرٍ مُنذر

بعضٌ هادئ وبعضٌ يهدر

ما التبعات لنبضٍ يغدر؟

دقات الناقوس تُحذِّر!

 

لم يكن ما بها من صخب داخلي يماثل ما به ..فحين اجتمعت الأسرتين حول طاولة الطعام، وسادت الحوارات الخفيفة أثناء تناولهم للوليمة التي أعدتها إنصاف ترحيبًا بعائلة كنتها الأولى.. انفصلت جود عما يدور من أحاديث منفردة ببعض الأفكار المترددة، فلم تشارك سوى بالقليل من الكلمات الودودة بينهم .. إلى أن حسمت قرارها، وقد ساعدها في ذلك إصرار السيدة إنصاف على عدم مشاركتها لهن في جمع أطباق الطعام بعد الانتهاء..

فاقتربت جود من إلهام قائلة ببعض التحفز :

_هل يمكنني التحدث معكِ قليلًا؟

تعجبت إلهام بعض الشيء مناظرة شقيقها الذي يعقد حاجبيه بعدم فهم .. محدجًا زوجته بنظرات مستفهمة وكأنه يود اختراق رأسها لرؤية ما يدور بداخلها.. فيما عادت إليها إلهام بعينيها وهي تجيب بود :

_بالطبع!

قادتها بهدوء إلى غرفة الاستقبال الخالية مستشعرة أهمية ما تريد التحدث معها عنه .. فجلست مقابلة لها في مشهد شديد التشابه رغم الاختلاف الجذري في هيئتهما .. حيث مالت كل منهما بجذعها مستندة إلى ركبتيها وكأنهما على وشك خوض مناقشة سرية .. فبادرت جود بجدية :

_علمت أنكِ كنتِ تتابعين قضية ضحى رحمها الله ..

أومأت إلهام برأسها ملاحظة تحاشيها لذِكر طبيعة الحادث .. بينما تابعت الأخرى بالتماس شديد :

_أردت أن أسأل إن كان لديكِ أية تفاصيل.. أي دليل قد يساعد على جلب حقها دون أن تُغلق القضية على هذه الحال ليذهب دمها سُدى.. أرجوكِ، فهذا أقل ما أستطيع تقديمه لصديقتي.

تأثرت بكلماتها قليلة الحيلة، فردت بأسف :

_تعرفين أنني تركت عملي في يوم الحادث فلم أستطع سوى المتابعة مع أحد الزملاء .. كان الأمر معقدًا بشدة خاصةً مع اختفاء ابنة عمها بعد الحادث وعدم امتثالها للنيابة .. حتى أن نادية كانت من ضمن المستجوَبين واستغرقنا وقتًا ليس بقليل معها لأخذ شهادتها بعدما فقدت النطق إثر صدمة نفسية حادة بنفس الليلة..

تغضن جبين جود بريبة قائلة :

_هل تقصدين أن اختفاء ابنة عمها له علاقة بموتها؟ كيف! لقد كانت أقرب الناس إليها!

هان الودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن