في صورة من الخيال..
وقف القدر شامخًا يلوِّح برايته..
كإشارةٍ للبدء!
تراكمت الأفكار في رأسه حتى اكتظ وكاد يلفظ الفائض منه تاركًا إياه ليعاني من فقدان ذاكرة جزئي.. أو كلي .. أو ربما جنون!
مسح خطاب براحتيه فوق وجهه مستجلبًا التركيز المطلوب لينتهي من الأعمال المنوطة إليه.. لا سيما بعد سفر هاشم، والذي لم يخبره بشيء يخص طلبه السابق ولم يتطرق إلى الأمر إلا حين سأله هو مباشرةً ..
لقد كان يرجو قشة ..
قشة يتعلق بها من الغرق في لجة أفكاره المقيتة..
تنتزعه مما هو فيه منفضة عنه أحزانه بخفة..
تدغدغ قلبه ليعود ضاحكًا عوضًا عن العويل ..
وكانت تلك القشة متمثلة في كلمة.. بخل بها عليه صديقه .. أو ربما أكرمه وهو يخبره بعد صمتٍ قصير لمح به بعض التعاطف
"أعطِ لها بعض الوقت للتفكير يا خطاب.. سأخبرك بردها النهائي بعد عودتي من السفر."
لم يعرف وقتها هل عليه أن يتشبث بالأمل أم يفقده تمامًا ..
يا الله!
متى أصبح ينشد شيئًا إلى هذا الحد المثير للشفقة؟
قاطع أفكاره دخول مساعدته المجتهدة تحمل كوبًا من القهوة الخاصة به .. اقتربت من مكتبه بخطوات عسكرية كما العادة لتضع الكوب بهدوء ..
_اجلسي يا فيحاء أرغب في التحدث معك قليلًا.
قالها بجدية اندهشت لها الواقفة أمامه بتخشب، فعدلت نظارتها قائلة بعدم استيعاب :
_ترغب في الحديث مع مَن يا سيد خطاب؟
رد خطاب بنفاذ صبر رغم ميل كلماته للمزاح :
_انظري يا فيحاء، أنا إن لم أتحدث الآن فربما أُصاب بالجنون، فاجلسي وتحاوري معي دون أسئلة ونقاشات، لأن حمزة مشغول ولا يمكنني التحدث مع هاشم في هذا الأمر.
عقدت حاجبيها وهي ترجح أنه إما أصيب بالجنون بالفعل .. أو يعاني من ضغط عصبي شديد ولن تفرق معه كينونة المتلقي .. لذا جلست أمامه بينما تقول بفضول عفوي :
أنت تقرأ
هان الود
Romanceهل تُخلق الطهارة من روح الدنس؟ أم يُولد السوء من رحم البراءة! ما ذنب النقي في معركة النجس؟ خاضها بغلٍ قضى على كل القلوب المعطاءة!