كان في طريقة الى البيت و هو يحمل بعض الكتب التي اشتراها مؤخرا عندما رأى بعض الاطفال مجتمعون و يصيحون،مشى نحوهم كانو يمشون خلفها و يصيحون ساحرة، رأها تتوقف و اخرجت قطعة كعك من سلتها و قدمتها لاحد الاطفال لكنه رماها بعيدا و هو ينظر الى يدها المحروقة،صاح ستفن به من بعيد ،توقف الاطفال و هم ينظرون اليه قادما ثم هربوا كلهم متفرقين عدا جايكوب، وقف ستفن امامه بغضب و هو يقول: جايكوب؟!!لا اصدق ما اراه!! احنى رأسه بخجل لكن الفتاة تدخلت قائلة: لا تغضب منه ارجوك، لم يكن يضايقني، كان يحاول ان يوقفهم...نظر اليها ستفن ثم عاود النظر لجايكوب و هو يشعر بالذنب لغضبه منه و يشعر بالفخر به بنفس الوقت. مدت يدها و اخرجت قطعة كعك اخرى و مدتها لجايكوب ،نظر جايكوب لاخيه فاومأ ستفن رأسه له موافقا فاخذ الكعك منها و شكرها، نظرت لستفن كانت تخفي معضم وجهها، تسائل ستفن في داخله كم تأذى وجهها ان كانت تظهر فقط هذا الجانب منه و اللذى كان متظررا،اومأت رأسها له و هي تقول :شكرا، و مشت بعيدا عنه!اعند عودتهما معا قال جايكوب بحزن: لم أكن معهم اخي، لكني لم أكن احاول ان اوقفهم ايضا!كل ما فالامر اني لم اكن اقول او افعل شيئا بغيضا كالاخرين...
اخذ ستفن نفسا عميقا ثم وضع يده على كتف شقيقه الاصغر و قال: لكنك ستفعل اذا رأيتهم يفعلون ذلك مرة اخرى، لانك تعرف ان ذلك خطأ صحيح؟
هز جايكوب رأسه موافقا ثم قال: اود ان اكل من الكعك اللذي اعطتني اياه، لكني اخاف ان تغضب امي... نظر له ستفن و قال: اعطني نصفه لقد اكلت منه مرة و كان لذيذا جدا.. ابتسم جايكوب و قسم الكعك و اعطى اخاه نصفه اكله ستفن بشهيه و هو يهز رأسه فضحك جايكوب و اكل قطعته، ثم قال: ستغضب امي منا نحن الاثنين...
ستفن: ربما علينا ان نجعل ذلك سرنا معا، و ان لا نخبر احد كي لا يغضب منا احد، ماذا قلت؟ ابتسم جايكوب و هو يقضم اخر قطعة من الكعك و يهز رأسه موافقا....كان يحب العزلة احيانا، يخرج لوحده قبل طلوع الشمس و يذهب بعيدا يتأمل شروق الشمس يمشي عائدا إلى البلدة، مر من بين الأشجار يستمتع بصوت الطيور و حفيف الشجر،كان يشعر بأنه يستمع للارض و هي تتنفس، اغمض عينية مبتسما و هو يستشعر الهواء و الاصوات، توقف فجأة، شعر بانة سمع صوت خطوات قرب الجدول،مشى قليلا و نظر إلى تحت كانت تمشي بخفة و هي تحمل سلة مصنوعة من القش، كانت قرب الجدول تستخرج الأعشاب و تضعها في سلتها،عرفها فورا من عبايتها الغامقة و غطاء رأسها، لكن الغطاء كان متدليا على كتفها و شعرها الذهبي متدليا بضفيرة متينة على ضهرها و الكثير من الشعيرات يغطين جبهتهاو خدها، فزعت عندما سمعت صوته يقول: عذرا لتطفلي لكن ماذا تفعلين بمثل هذا الوقت لوحدك هنا؟
وضعت غطاء رأسها بسرعة و و وجهت له نظره حادة لم تكن واضحة من بعيد ثم عاودت ما كانت تفعل و هي تقول: مادمت تعلم انه تطفل فلا تفعل...
مشى كم خطوة لتحت مقتربا منها و قال: المكان ليس أمن ل...
الفتاة: لفتاة وحيدة مثلي؟ليس أمن ام ليس مناسب؟
عقد ستفن حاجبه و هو ينظر إليها مستغربا، اردفت من دون أن تنظر له: منذ أن اتينا إلى هذا المكان و انا اخرج و لم يكن هذا المكان غير امنا... حتى الان طبعا!!
هز ستفن رأسه مستخفا و هو يقول:هل اعتبر ذلك موجها لي؟!!
الفتاة : ليس لك بالتحديد، لكل البشر!!
ستفن: اتفهم ذلك، يبدو أنك مررت بالكثير...قاطعته: لماذا تتصرف بلطف معي؟اسمع اقدر محاولتك، لكني لست بحاجة لشفقة احد، انا بخير و استمتع بعزلتي
ستفن: لست اشفق عليك...
الفتاة : اذا لماذا؟
ستفن: اتظنين بان لي دافع يجعلني اتعامل معك هكذا؟
الفتاة: لا أدري أخبرني انت؟
ستفن: لم تكن المواقف التي رأيتك فيها تسمح لي بان اذهب بطريقي لهذا اقتربت، اسف لازعاجك لكن لا أفهم لما تعتقدين باني سالاحقك؟!!!
ابتسمت ثم قالت: هكذا اذا، هيا قل لما توقفت؟لما قد اعتقد بأن شخصا مثلك قد يلاحق واحدة مثلي؟!نظر لها ستفن بصمت ثم اغلقت عينيها بضجر و هي تقول: اسمع انا اسفة، لست أجيد هذا...
حرك ستفن رأسه مستفسرا، فاردفت: اقصد الكلام مع الناس!!!انه يوترني!!لا أشعر بالارتياح...اقدر ما فعلته عندما ابعدت الاطفال و قبولك ان يأخذ اخاك الكعك مني اعلم انك لابد قد جعلته يرميه فيما بعد لكن...
ستفن: انتظري..ماذا؟لما قد افعل ذلك؟
الفتاة : ليس عليك ان...اسمع لقد رأيتك..عندما سكبت الشاي و تخلصت من الكعك لتجعلني اعتقد بأنك اكلته...
ستفن: لا اسمعي لم يكن الامر هكذا....
الفتاة: لا ليس عليك ان تشرح لست مستاءة ابدا، معظم الناس لا يخفون اشمأزازهم مجرد انك فكرت بما قد أشعر به يجعلك مختلفا...اقترب ستفن خطوة و قال: لا أرى شيئا قد اشمأز منه على الاطلاق، و كان الكعك لذيذا جدا، حتى اني تقاسمته مع أخي...نظرت له للحظات ثم اشاحت نظرها عنه و هي تاخذ نفسا عميقا، لقد كان يبدو وسيما جدا، أشعة الشمس كانت تخترق خصلات شعره فتعطيه بريقا جميلا و كانت عينيه الخضراوتين تبدوان فاتحتين جدا بذاك الضوء، حاولت أن تدير وجهها بشكل ان لا يضهر وجهها له، كانت رموشها بدأت تنمو من جديد و حاحبها قد نما تماما، لم تكن شفتيها قد تضررت ولا ذقتها إنما خدها و جبهتها و حتى رقبتها،انحنت و حملت سلتها و قالت:شكرا، لكن بما انه ليس امنا لي فليس امنا لك ايضا فلما انت هنا بمفردك؟
نظر ستفن لها باستغراب ثم ابتسم مستهزئا و هو يعاود المشى لطريقه، نظرت له و قالت: لم اقصد اهانتك بمقارنتك بي ان كان ذلك ازعجك!
ستفن: لا لم يزعجني على الإطلاق لكن يبدو أنك تعلمين ماذا تفعلين فليس علي ان اقلق.ابتسم لها و مشى مبتعدا كانت ما تزال تنظر له و قد اعجبها ما قاله لها كثيرا ثم عاودت ما كانت تفعله....
![](https://img.wattpad.com/cover/345907400-288-k535420.jpg)
أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
Randomتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...