10

12 1 0
                                    

قبل يومين كان ستفن قد جاء ليتحدث مع جدها لكنه لم يسمعه و لا حتى استقبله، بل اخبره ان يبتعد و ان لا يعود ثانيية حاول ستفن معه لكنه دخل و طرق الباب خلفة قائلا انه لا يود ان يسمع و ان مجيئه لوحده كان كافيا بان يخبره ان عائلته غير راضيية و انه لن يتذلل لاحد و لن يسمح لاحد ان يذل حفيدته و لا ان تذل حتى لو نواياه حسنه و هي قبلت ذلك من أجله!
كان الجو باردا و كانت الرياح تعصف احيانا و لكن ذلك لم يمنع الناس من الاحتفال و الخروج من المنزل كانت تحمل توبي و تنظر إلى الخارج، غير جدها ملابسه واخذها معه إلى الخارج، فالاشهر الماضيية كان جدها قد كون علاقات لا بأس بها حتى هلن أصبحت اقل انطوائيه و لم يعد معظم الناس ينظرون إليهم كدخلاء لكن طبعا لم يمنع ذلك البعض من ذلك!!
طوال الوقت كانت تمشي خلف جدها و كانت تبحث بعينيها عنه لكنها لم تراه، وقف جدها مع بعض المسنين و اقتربت أحدا الشابات من هلن(كانت فتاة قد عالجتها هلن و كونت معها معرفة سطحية في عيادة العطار) و قالت لها بانهم سيخرجون بنزهة ان كانت تود الانظمام لهم نظرت هلن لجدها فنظر جدها إلى الشابات ثم قال : لا تتأخري و اعتني بنفسك..
ابتسمت هلن و اخذت معها توبي و هي تنظم إلى الشابات، لم تكن تتحدث الا نادرا و لم تكن تحب الاختلاط بهن و لا حتى احاديثهن فان كان بعضهن لطيفات الا ان معظمهن كانو يعاملونها ببغض، لكنها ودت ان تمشي لوحدها و ان تتضرع بحجة الذهاب معهن لتبتعد قليلا، كانت كارولين معهن، نظرت لها نظرة فوقيه، ثم هزت رأسها لاتبعدها عن تفكيرها، همست لها صاحبتها: تستسلمين هكذا بسهولة؟!
كارولين:ماذا تعنين؟
الفتاة: ماذا اعني؟اتعتقدين ان الكل لا يعلم ما يحدث؟انها تغري ستفن الذي كان من المفروض ان يكون زوجك و انت تنسحبين بكل سهولة و تدعينها تأخذه منك...
كارولين: ليست هي السبب، انا و ستفن...ان الامر معقد ثم ان والديه لن يقبلو بشئ كهذا انظري إليها...ليس لديها سوى جمالها و حتى ذلك مخدوش مازال وجهها يحمل آثار الحرق،لن انزل لمستواها...
الفتاة: يبدو أنك لا تعلمين شيئا كارولين!!! ألم تسمعي بالامر؟لقد كان ستفن يلحقها طوال الوقت، انه واقع بشباكها تماما، انظري إليها تسطنع البراءة و قد سحرته تماما...
في هذه الاثناء كان الشباب يمشون و قد بدأ البنات يتهامسون و يضحكون بخجل و هن ينظر اليهم، انظمو اليهن كان ستفن بينهم و ما ان لمح هلن حتى ابتسم و مشى نحوها لمعت عيني هلن و هي تراه تنفست بعمق و هو يهمس بقربها قائلا: اشتقت اليك...
رأت كارولين ذلك، لم تكن هي فتاة بغيضة لكن عندما رأت وجه ستفن و كيف أشرق و هو يتحدث معها و شعرت بلهفته نحوها شعرت وكأن أحدهم كان يعتصر قلبها...
كان الثلج يتساقط و قد بدأ يتسارع و ان كان ممزوج بقطرات المطر، نادى احد الشباب قائلا: هيا يا شباب فلنمهد الطريق لهذه الشابات...
نظر ستفن لهم ثم قال: أراكي بعد قليل...
ابتسمت هلن و هي تودعه بعينيها، كانت قد ربطت توبي بحبل لكي لا يضيع منها فقد كان كلبا بري و كان مايزال صغيرا، كانوا يمشون في طريق بين البلدة و البرية، كان الطريق اعلى من الاراضي التي على يساره والتي كانت تؤدي الى النهر و الجبال،كانت تنظر لستفن و قد ابتعد مع الشباب و هم يتقدمون الطريق حين شعرت بالحبل يفلت من يدها كانت كارولين قد تقصدت المشي بينها و بيت توبي ما سبب خروج الحبل من بين يدها و سقوط توبي من على الطريق فزعت هلن لصوته و توقفت لتعيده لكنه كان قد تزحلق من على الثلج ثم بدأ يركض نحو النهر نزلت هلن لتعيده حاولن بعضهن ايقافها قائلين انها لن تستطيع المشي و سوف تعلق هناك لكنها كانت مصرة ان تذهب و تساعد كلبها، نزلت و بدأت تمشي نحوه كان قد علق فوق الجسر(لم يكن الجسر عاليا فقط كان يساعد في عبور النهر) راحت تناديه لكن الماء كان قد غطى معضم الجسر فخاف توبي و ابتعد اكثر نحو الجبال وجدت هلن صعوبة بالاستمرار في الجو القارس و الثلوج، كان مستوى الماء مرتفع مشت بحذر فوق الجسر و قد تبلل حذاءها و ثوبها من تحت،في ذلك الاثناء بدأ الفتيات بالصراخ لنجدة ما ان علم ستفن حتى اسرع هو و شابين اخرين و نزلا ليقدما المساعدة، كان الجو بدأ يسوء و الرياح أصبحت أقوى و بدأ المطر يهطل بقوة، فأصبح الجسر تحت الماء، وقف احد الشابين و قال: اذا عبرنا فلن نستطيع العودة ان مستوى الماء يرتفع و قد يتسبب المطر بسقوط كتل الثلجية..
نظر لهما ستفن و قال: سوف اذهب مستحيل ان اعود من دونها...
قال الاخر: اذهب و اطلب المساعدة.. عاد أحدهما و بقا الاخر مع ستفن اللذى كان ياخذ طريقه فوق الجسر لكن الجسر تحرك تحتهما، اسرع الشاب و عاد إلى الجهة الاخرى لكن ستفن كان في وسط الجسر عندما انكسر، قاوم ماء النهر الهائج و الأمطار متمسكا بحبل الجسر المكسور و اوصل نفسه لجهة المغايرة، ثم استمر بالبحث عنها لكنه بقا لوحده مشى نحو الجبل و بدأ ينادي اسمها، و اخيرا وجدها كانت عالقة على جرف و هي تمسك بتوبي فلم تكن تستطيع أن تنقذ نفسها و لا ان تترك توبي،
ستفن: حمدا لله هلن هذه انتي اعطني يدك...
هلن: لا استطيع....
ستفن: هل تستطيعين ان ترفعي توبي؟ حاولت هلن ان ترفعة لكنه بدأ يتحرك و كادت ان توقعه فصاحت خائفة،كان المكان زلقا وكانت قدميها على حافة مبلله امسك ستفن بذراعها و قال :لا تخافي اهدئي.. أسند قدمة بمكانا لكي لا يتزحلق ثم امسك بذراعها بقوة و قال لها: تمسكي بي هلن حاولي ان ترفعي نفسك...
حاولت هلن رفع توبي مجددا فنجحت هذة المرة و امسكه ستفن و امسك الحبل الذي كان حول رقبته باسنانه تمسكت هلن به بإحدى ذراعيها و رفعت نفسها بالثانيية تمسك ستفن بخاصرتها و سحبها بقوة، احتظنته بقوة ثم اخذت الحبل من بين اسنانه و هي تبتسم محرجة، امسك يدها و بدأ يمشيان بصعوبة كان السماء قد اضلمت و الجو أصبح سيئا جدا، نظر ستفن لبرهة ثم قال: لن نستطيع العودة
هلن: ماذا سنفعل؟ استدار لها و هو يمسك وجهها بين يديه و يقول:لا تخافي اتفقنا سنجد حلا..نظرت له بحب و ابتسمت و هي تقول: لست خائفة!!ليس بعد الان.. ابتسم لها و امسك يدها و هو يوجهها لاين تمشي، كان يتسلقان الجبل بصعوبة لكن الصخور كانت تساعدهم، قالت هلن: إلى اين نذهب؟
ستفن: هناك كهف، سنحتمي فيه الا ان تتوقف الأمطار.

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن