قبل يومين كان ستفن قد جاء ليتحدث مع جدها لكنه لم يسمعه و لا حتى استقبله، بل اخبره ان يبتعد و ان لا يعود ثانيية حاول ستفن معه لكنه دخل و طرق الباب خلفة قائلا انه لا يود ان يسمع و ان مجيئه لوحده كان كافيا بان يخبره ان عائلته غير راضيية و انه لن يتذلل لاحد و لن يسمح لاحد ان يذل حفيدته و لا ان تذل حتى لو نواياه حسنه و هي قبلت ذلك من أجله!
كان الجو باردا و كانت الرياح تعصف احيانا و لكن ذلك لم يمنع الناس من الاحتفال و الخروج من المنزل كانت تحمل توبي و تنظر إلى الخارج، غير جدها ملابسه واخذها معه إلى الخارج، فالاشهر الماضيية كان جدها قد كون علاقات لا بأس بها حتى هلن أصبحت اقل انطوائيه و لم يعد معظم الناس ينظرون إليهم كدخلاء لكن طبعا لم يمنع ذلك البعض من ذلك!!
طوال الوقت كانت تمشي خلف جدها و كانت تبحث بعينيها عنه لكنها لم تراه، وقف جدها مع بعض المسنين و اقتربت أحدا الشابات من هلن(كانت فتاة قد عالجتها هلن و كونت معها معرفة سطحية في عيادة العطار) و قالت لها بانهم سيخرجون بنزهة ان كانت تود الانظمام لهم نظرت هلن لجدها فنظر جدها إلى الشابات ثم قال : لا تتأخري و اعتني بنفسك..
ابتسمت هلن و اخذت معها توبي و هي تنظم إلى الشابات، لم تكن تتحدث الا نادرا و لم تكن تحب الاختلاط بهن و لا حتى احاديثهن فان كان بعضهن لطيفات الا ان معظمهن كانو يعاملونها ببغض، لكنها ودت ان تمشي لوحدها و ان تتضرع بحجة الذهاب معهن لتبتعد قليلا، كانت كارولين معهن، نظرت لها نظرة فوقيه، ثم هزت رأسها لاتبعدها عن تفكيرها، همست لها صاحبتها: تستسلمين هكذا بسهولة؟!
كارولين:ماذا تعنين؟
الفتاة: ماذا اعني؟اتعتقدين ان الكل لا يعلم ما يحدث؟انها تغري ستفن الذي كان من المفروض ان يكون زوجك و انت تنسحبين بكل سهولة و تدعينها تأخذه منك...
كارولين: ليست هي السبب، انا و ستفن...ان الامر معقد ثم ان والديه لن يقبلو بشئ كهذا انظري إليها...ليس لديها سوى جمالها و حتى ذلك مخدوش مازال وجهها يحمل آثار الحرق،لن انزل لمستواها...
الفتاة: يبدو أنك لا تعلمين شيئا كارولين!!! ألم تسمعي بالامر؟لقد كان ستفن يلحقها طوال الوقت، انه واقع بشباكها تماما، انظري إليها تسطنع البراءة و قد سحرته تماما...
في هذه الاثناء كان الشباب يمشون و قد بدأ البنات يتهامسون و يضحكون بخجل و هن ينظر اليهم، انظمو اليهن كان ستفن بينهم و ما ان لمح هلن حتى ابتسم و مشى نحوها لمعت عيني هلن و هي تراه تنفست بعمق و هو يهمس بقربها قائلا: اشتقت اليك...
رأت كارولين ذلك، لم تكن هي فتاة بغيضة لكن عندما رأت وجه ستفن و كيف أشرق و هو يتحدث معها و شعرت بلهفته نحوها شعرت وكأن أحدهم كان يعتصر قلبها...
كان الثلج يتساقط و قد بدأ يتسارع و ان كان ممزوج بقطرات المطر، نادى احد الشباب قائلا: هيا يا شباب فلنمهد الطريق لهذه الشابات...
نظر ستفن لهم ثم قال: أراكي بعد قليل...
ابتسمت هلن و هي تودعه بعينيها، كانت قد ربطت توبي بحبل لكي لا يضيع منها فقد كان كلبا بري و كان مايزال صغيرا، كانوا يمشون في طريق بين البلدة و البرية، كان الطريق اعلى من الاراضي التي على يساره والتي كانت تؤدي الى النهر و الجبال،كانت تنظر لستفن و قد ابتعد مع الشباب و هم يتقدمون الطريق حين شعرت بالحبل يفلت من يدها كانت كارولين قد تقصدت المشي بينها و بيت توبي ما سبب خروج الحبل من بين يدها و سقوط توبي من على الطريق فزعت هلن لصوته و توقفت لتعيده لكنه كان قد تزحلق من على الثلج ثم بدأ يركض نحو النهر نزلت هلن لتعيده حاولن بعضهن ايقافها قائلين انها لن تستطيع المشي و سوف تعلق هناك لكنها كانت مصرة ان تذهب و تساعد كلبها، نزلت و بدأت تمشي نحوه كان قد علق فوق الجسر(لم يكن الجسر عاليا فقط كان يساعد في عبور النهر) راحت تناديه لكن الماء كان قد غطى معضم الجسر فخاف توبي و ابتعد اكثر نحو الجبال وجدت هلن صعوبة بالاستمرار في الجو القارس و الثلوج، كان مستوى الماء مرتفع مشت بحذر فوق الجسر و قد تبلل حذاءها و ثوبها من تحت،في ذلك الاثناء بدأ الفتيات بالصراخ لنجدة ما ان علم ستفن حتى اسرع هو و شابين اخرين و نزلا ليقدما المساعدة، كان الجو بدأ يسوء و الرياح أصبحت أقوى و بدأ المطر يهطل بقوة، فأصبح الجسر تحت الماء، وقف احد الشابين و قال: اذا عبرنا فلن نستطيع العودة ان مستوى الماء يرتفع و قد يتسبب المطر بسقوط كتل الثلجية..
نظر لهما ستفن و قال: سوف اذهب مستحيل ان اعود من دونها...
قال الاخر: اذهب و اطلب المساعدة.. عاد أحدهما و بقا الاخر مع ستفن اللذى كان ياخذ طريقه فوق الجسر لكن الجسر تحرك تحتهما، اسرع الشاب و عاد إلى الجهة الاخرى لكن ستفن كان في وسط الجسر عندما انكسر، قاوم ماء النهر الهائج و الأمطار متمسكا بحبل الجسر المكسور و اوصل نفسه لجهة المغايرة، ثم استمر بالبحث عنها لكنه بقا لوحده مشى نحو الجبل و بدأ ينادي اسمها، و اخيرا وجدها كانت عالقة على جرف و هي تمسك بتوبي فلم تكن تستطيع أن تنقذ نفسها و لا ان تترك توبي،
ستفن: حمدا لله هلن هذه انتي اعطني يدك...
هلن: لا استطيع....
ستفن: هل تستطيعين ان ترفعي توبي؟ حاولت هلن ان ترفعة لكنه بدأ يتحرك و كادت ان توقعه فصاحت خائفة،كان المكان زلقا وكانت قدميها على حافة مبلله امسك ستفن بذراعها و قال :لا تخافي اهدئي.. أسند قدمة بمكانا لكي لا يتزحلق ثم امسك بذراعها بقوة و قال لها: تمسكي بي هلن حاولي ان ترفعي نفسك...
حاولت هلن رفع توبي مجددا فنجحت هذة المرة و امسكه ستفن و امسك الحبل الذي كان حول رقبته باسنانه تمسكت هلن به بإحدى ذراعيها و رفعت نفسها بالثانيية تمسك ستفن بخاصرتها و سحبها بقوة، احتظنته بقوة ثم اخذت الحبل من بين اسنانه و هي تبتسم محرجة، امسك يدها و بدأ يمشيان بصعوبة كان السماء قد اضلمت و الجو أصبح سيئا جدا، نظر ستفن لبرهة ثم قال: لن نستطيع العودة
هلن: ماذا سنفعل؟ استدار لها و هو يمسك وجهها بين يديه و يقول:لا تخافي اتفقنا سنجد حلا..نظرت له بحب و ابتسمت و هي تقول: لست خائفة!!ليس بعد الان.. ابتسم لها و امسك يدها و هو يوجهها لاين تمشي، كان يتسلقان الجبل بصعوبة لكن الصخور كانت تساعدهم، قالت هلن: إلى اين نذهب؟
ستفن: هناك كهف، سنحتمي فيه الا ان تتوقف الأمطار.

أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
De Todoتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...