12

9 1 0
                                    

كان المطر قد توقف قبل الفجر،و ما ان صحت هلن حتى استعدا للخروج، حملت هلن توبي و قد كانت ارتدت ثوبها و معطفها ذو غطاء الراس،امسك ستفن يدها و راحا ينزلان بهدوء إلى أن وصلا إلى النهر كانت الشمس قد أشرقت و حضر بعض اهالي البلدة ليبحثو عنهما لم يكونا يستطيعان ان يعبران النهر بمفردهما فحصلا على المساعدة و عبرا النهر،كان جد هلن معهم فاسرعت لاحتضانه،وضع والد ستفن معطفا فوق كتف ابنه و هو يربت على كتفه بفخر لإنقاذه الشابة و كلبها، نظر ستفن لجدها فقال له: شكرا لما فعلته من أجل حفيدتي، انا ممتن لك لانقاذها... اومأ ستفن رأسه له باحترام، عندما مشوا عائدين نظرت إحدى النساء لهلن و همست: أراهن بأنه اخذ ثمن انقاذه لها فقد كانا معا طوال اليل!!!
عندما عادا للمنزل كان جدها مستائا و لم يكن يتحدث معها إلا نادرا...
هلن: جدي انا اسفة اعلم باني جعلتك تقلق علي كثيرا لكني لم اتقصد ذلك ذهبت لمساعد توبي و ....
الجد: هل فكرتي بما سيحدث لك و انت تفعلين ذلك؟!!!
هلن: لم اعتقده سيبتعد هكذا، انا بخير الان و توبي بخير...
الجد: لقد كنتي طوال اليل مع ذاك الشاب هلن!!!!
هلن: لا جدي ارجوك... لم يحدث شيئا تأكد من ذلك...
الجد: اتأكد؟!حسنا حتى و ان وثقت بكلامك ماذا سيقنع الناس بذلك؟!
هلن: جدي ارجوك قلي انك تصدقني؟لا يهمني احد بقدر ثقتك انت!
الجد: هل انتي غبية؟!!الناس لا يفهمون هذا، انهم لا يرحمون سوف يتناقلون عنك الكلام حتى و ان لم يحصل!!!
هلن: جدي....لم أكن مع أي شخص الكل يعلم من هو ستفن و كم هو شخص محترم...
الجد: و الكل يعلم انه رجل و انه.... وانه يستهويك...
هلن: انه يحبني ليس فقط يستهويني!!!و لهذا ما كان ليفعل شيئا يسئ الي....

بعد كم يوم اشتعلت البلدة بما حدث و أصبح الكل يتناقل الثرثرات و يضاف لها اكثر و يتناقلها الناس أصرت والدة ستفن ان يعود ستفن لدراسته بأسرع وقت فقد انتهت العطلة لكنه ما كان يعود، كانت توده بعيدا عما يقال و أرادت ان تتجاهل كل ما يقال لكنه رفض ذلك و صارحهم بأنه يحبها و طلب منهم ان يتقدموا لخطبتها!!!رفضت الام فورا و كادت تفقد عقلها غضبا، لجأ ستفن لوالده و تحدث معه على انفراد، كانا فالمكتبه عندما فتح ستفن الموضوع ثانيية لكن والده طلب منه ان لا يفعل و قال بأنه لا يمكن أن يقبل بهكذا زواج...
ستفن: اسمعني ابي، لن أحدثك عن مدى حبي لهلن و كم أرغب بان تكون زوجتي و لن احاول ان اقنعك باني رأيت فيها كل ما قد اوده بزوجتي، و لن احاول ان اقنعك كم انها واعيه و ذكية ورائعة لأني لن استطيع ان اقنعك بذلك ما دامت من عائلة فقيرة و مادام عليها كلام و ثرثرات و اشاعات!!!لكني سأحدثك عنا نحن ابي...لقد علمتني ان لا أقبل الظلم و لا اقبله لاحد، لقد علمتني بان اكون عادلا و نبيلا و ان احمل مسؤليه اخطاءي و ان لا اتهرب من مسؤلياتي ألم تفعل ذلك؟
هز والده رأسه موافقا و هو يقول: لقد فعلت و انا سعيد بما أصبحت عليه لكني لا أفهم لما تحدثني عن هذا الان!
ستفن: لقد سمعت ما يقال عنها و انا أخبرك يا ابي انها بريئة من كل ذلك، انهم يتداولون علينا الكلام لكن لا أحد يتهمني او يحاول الإساءة الي كل ذلك لاني رجل و لي مكانة و كأن الذنوب مباحة لي كل ما يحصل انهم يشعرون بالفضول ليعلمو ان فعلت شيئا او لا!!! و لكن هي تتهم و يشار إليها و كأنها اذنبت!!!لا أفهم لو فكرنا بالموضوع قد يكون ذلك عاري اكثر منها لو حدث، ماذا لو لم تستطع ان تفعل شيئا؟ماذا لو اجبرتها؟لما عليها ان تمر بذلك؟!!!
الاب: هناك أشياء لا نستطيع تغيرها، اتفهم وجه نظرك و لكن على النساء ان يكونو اكثر حذرا...
ستفن:كيف؟و كأنها كان لها خيار فيما حدث؟لقد علقنا هناك، لو كان هناك فرصة حتى و لو ضئيلة لاعدتها بنفس اليلة لكن ما كنا نستطيع...
تنهد الاب و هو يحرك قلمه ثم نظر له و قال: ماذا تود ان تقول؟
ستفن: اقول باني لا استطيع ان ارى فتاة بريئة تهاجم على ذنب لم ترتكبه، استطيع ان احل هذا، لو طلبت يدها لو أصبحت زوجتي..
الاب: بهذا تأكد بأنك فعلت شيئا...
ستفن: لكنها ستكون زوجتي و لن يتحدث احد عنها بالسوء، ان لم افعل فلن ينفي ذلك ايضا لكن ساضهر و كأني استغليتها و اخذت ما أردت و تركتها لتعاني من عارها و هربت بعيدا!!!هل هذا ما تودني ان اكون عليه؟!
الاب: لن تظهر هكذا ستنفي ذلك وتعود لدراستك و تعيش حياتك، لست مسؤلا عما حدث...
ستفن: انا اسف ابي، لن اعود لدراستي ليس قبل ان اطمئن عليها، لن اهرب و اتركها لتواجه الامر.. استأذنك
نهض والده غاضبا و هو يقول: لا تتغابى ستفن، الا ترى الأوضاع ان الحرب على الأبواب و الأوضاع متوترة اخر ما احتاجه هي فضيحة...
ستفن: لقد وقعت الفضيحة ابي من دون أن يحصل شيئا لكني لن اتركها ليلتهمها العوام..رفع كم قميصه و اضهر الحرق على ساعده و هو يقول: هكذا كبحت نفسي عنها، لهذه الدرجة انا ضعيف و لكن لن أكون ضعيفا و اتهرب من مسؤليتي، لا أفهم ما لدى رجال ليفخرو به ان كانو بهذا الضعف أمام رغباتهم و أمام مسؤلياتهم!!!لا أرى فخرا و لا شهامة في ذلك و لن اقبل ان اكون هكذا..اسمحيك عذرا ابي... و خرج

ذهب ستفن لبيت هلن كان يأمل بان تكون فالخارج لكنه لم يراها وجد جدها تقدم نحوه بغضب و قال: لما اتيت إلى هنا؟ابتعد الا يكفي ما يتناوله الناس عنا!!
ستفن: سيدي ارجوك، لم يحدث شيئا تخجل به حفيدتك لقد علقنا و الا ما كنت لاتردد بان اعيدها بنفس الوقت...
الجد: ليس هذا ما يقوله الناس، يكفينا فضائح، ابتعد من هنا، ان كنت اتيت لترى هلن فلن اسمح لك عد إلى بيتك و اكفنا شرك ...
ستفن: اتيت لاطلب يدها منك.. نظر له الجد للحظات بصرامة ثم قال : اتيت بمفردك لان عائلتك لا تقبل بهذا..
ستفن: اقبلني بمفردي سيدي، زوجها لي و ليس لعائلتي أعدك بان....
الجد : لا تعدني بشئ، لاني لن اقبل، ان قبلت الان و بهذا الشكل فاني سأثبت الإشاعات...
ستفن: لست هنا من أجل الاشاعات، انا اطلب يدها لاني احبها، لا أفهم لما ترفضني من أجل الناس فهم لن يتوقفو عن قول الترهات و لا شئ مما ستفعله سيغير اعتقادهم الا يهمك سعادة هلن؟
الجد: هذا ما يهمني لهذا لن اقبل، تريد أن تتزوجها من دون موافقة اهلك و لكنك لن تبقى هكذا سوف تود العودة لهم و سوف تحملها ذنب بعدك عنهم و سوف تهان و تتألم...
ستفن: مستحيل لن اقبل بذلك ابدا...
الجد: اذهب من هنا...
مشى الجد نحو البيت و دخل صاعقا وراءه الباب و هو يصيح به: ابتعد من هنا..

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن