بدأ يلتقيان سرا، يمضيان الوقت و هما يتحدثان و يتعرفا على بعض اكثر، و ما كان يحدث بينهما شيئا اكثر من مسكة يد لكن تلك اللمسة كانت لغة خاصة بينهم لغة حب و رغبة و شوق يفهمانها جيدا لكن هلن ما كانت لتسمح بأكثر من ذلك و ما كان ستفن يتمادى اكثر،كانا جالسين قرب الشجرة كان هو يقرأ الرواية التي احضرها لها و هي تسمع، توقف عن القراءة و نظر لها...
هلن: لما توقفت؟
ستفن: السطور التاليه تحتوي على كلام حميمي..هل تودين ان استمر؟
احمرت وجنتاها خجلا لكنها اضهرت نفسها لا مباليه مدت يدها و قالت: اعطيني الكتاب..
أعطاها الكتاب و هو ينظر إليها مبتسما قرأت السطور و كان يستمتع بالنظر إلى تعابيرها اغلقت الكتاب و هي تقول: قليل الحياء!لما يكتب هذا!!!
ستفن: انه يعبر عن الشخصيية و يكتب عنها و هذا جزء عما يشعره، كيف يشعر بالغضب او بالحزن بالسعادة....
نظرت له بتوتر و اشاحت نظرها كان هناك الكثير اللذي تود قوله، احنت رأسها و هي تتلاعب بالكتاب جلس بقربها و قال: اتودين ان استمر بالقراءة؟ هزت رأسها نفيا، كانت تود ان تتكلم اكثر عن الموضوع لكنها كانت تخجل، و تخاف بنفس الوقت،كان ترغب به و تعلم كم يرغب بها هو أيضا ولم تكن تود ان يحدث شيئا غير لائق بينهما، كانت سارحة بتلك الأفكار حين فزعت و هو يمسك يدها،بلعت ريقها و هي تنظر اليه قريبا منها، مرر اصابعه على يديها بدفأ ثم قلب يدها بين يديه و لامس باطن يدها مرت القشعريرة بجسدها و اغمضت عينيها رغبتا و خوفا لما كانت تشعره، احنى رأسه و طبع قبلة في باطن كفها كانت اصابعها تلامس وجهه ثم شفتيه سحبت يدها بسرعة لكنه امسك بيدها نظرت له بتوتر وضع يدها تحت معطفه قريبا من قلبه و هو ينظر إليها ثم قال: اتشعرين بذلك؟ كانت تتنفس بسرعة نظرت له متوترة، حرك يدها فوق قلبه و رفع حاجبه و هو ينظر إليها و كأنه يسألها ثانية ثم قال: اتشعرين بدقات قلبي؟ امسك يدها و وضعه على وجهه ثم اقترب منها تسارعت دقات قلبها كثيرا و شعرت بالحرارة تتدفق إلى وجهها شعرت برغبه عارمة لتقبيله تمنت لو انه احتضنها و قبلها كانت تشعر و كأن تيارا يجري بعروقها بكل أنحاء جسدها، وضع شفتيه على خدها و قبلها ثم مسح جبينه بخصلات شعرها التي كانت على جانب وجهها و ابتعد بسرعة لكبح نفسه لكنه نظر إلى يدها الاخرى، كانت تمسك بيديه بقوة غارزتا اضافرها في باطن كفه نظرت الى يدها و ابعدت يدها بسرعة و هي تقول: اسفة هل...اذيتك؟!!!كانت قد طبعت اضافرها داخل كفه نظر إلى كفه و ابتسم راضييا و قال: هل أجاب ذلك عن تساؤلاتك؟
نظرت له مستفسرة كانت ما تزال تحاول أن تهدأ من انفاسها،
ستفن: كنت تتساءلين ان كان ما كتبه حقيقة أردت أن إريك نبذة عما وصفه...أصبح وجه هلن صارما عقدت حاجبيها و زمت شفتها و اشاحت نظرها عنه و كورت يديها فحجرها...
ستفن: انا اسف، لم اقصد ان اجعلك تستاءين ..
نهضت و أرادت ان تبتعد مسرعة لكنه نهض مسرعا ورائها محاولا ان يجعلها تهدأ معتذرا منها شعر بتشتت علم انه اقترب اكثر مما ينبغي لكنه لم يتجاوز حدوده، كان يتفهم خوفها و حذرها و يحترم ذلك وقفت و توقف بسرعة وراءها نظرت له و اخذت نفسا عميقا ثم قالت: لست مستاءة ستفن، انا فقط خائفة..
ستفن: اتفهم ذلك، هلن انا احبك و اودك دعيني اتحدث مع جدك أود أن اجعلك تطمئني، لا اتحمل خوفك او شكك...
هلن: لا لست اشك بحبك ابدا ستفن انا فقط خائفة..
ستفن: اذا دعيني اتحدث معه لا يمكن ان نبقي هذا سرا، عاجلا ام اجلا سيكون علينا خوض هذه المعركة..
هزت هلن رأسها موافقة ثم قالت: دعني اتحدث معه مسبقا(تنهدت بعمق) اخاف ان يعني ذلك انتهاء كل شئ..
تقدم ستفن خطوتين و قال: لن ينتهي هذا ابدا،لا شئ سيجعلني انسحب و لا احد سيستطيع ابعادي عنك...
****************
لاحقا فاليل كان ستفن جالسا مع جايكوب يلعب الشطرنج ليعلمه،عندما سأله:هل ترى هلن؟ حرك ستفن حصانه ثم نظر له و قال: لماذا تسأل؟
جايكوب: اشتاق إليها لم أراها منذ مدة، و اشتاق لتوبي(كان جروا قد وجدته هلن منذ كم اسبوع و كانت تربيه )..
ستفن: انت من وجده؟ نظر جايكوب له و كأنه قد اوقعه ابتسم ستفن و هز رأسه ثم قال: ماذا الا يمكن اني رأيتة مرة منذ أن عدت؟!
حرك جايكوب احد قطعه من دون أن يقول شيئا...
ستفن: ما رأيك؟
جايكوب : لا يعجبني الامر، لأنها تعجبني انا! ضحك ستفن و قال: لا يمكن أن نحبها نحن الاثنين كما تعلم
جايكوب: اممم ما كنت ستحضى بفرصة لو كنت اكبر بكم سنة فقط!
ستفن: هيي ايها الرجل الصغير ما زلت صغيرا و هي تكبرك بالعديد من السنوات
جايكوب: ثمان سنوات فقط، ليس بالكثير
دفع ستفن ضهره إلى الوراء و هو يضع يده تحت ذقنة و يمرر اصبعة على شفتيه بعد ان هاجم ملك جايكوب قائلا: كش ملك!!!
نظر جايكوب إلى طاولة الشطرنج بدقة ثم تنهد و قال و هو يسقط ملكه: حسنا ليس لي فرصة أمامك لقد فزت، و تستحق أن تأخذ الملكة(صمتا قليلا ثم بدأ جايكوب يرتب القطع ثانيية و يقول)لن يقبلا والدينا و انت تعلم ستفن...
ستفن: ستكون بظهري اليس صحيحا؟
جايكوب: دائما...لم يمر الامر بشكل جيد مع هلن لقد جن جدها، لم يكن يعترض على ستفن فقد كان يتمنى ان يجد رجلا مثله لحفيدته، فقد كان وسيما قويا و شابا و نبيلا لكن مكانته الاجتماعية و ثروته هما ما افسدا الامر، كان متأكدا بان عائلته لن تسمح له بان يتزوج من فتاة كهلن لا تملك سوا جمالها، و لم يرد لها ذلك، تمنى ان تحب فلاحا يقدرها و يحبها و ان لا يخجل بها و لا يحاول أحدا التقليل منها او منه ان يكونا بمستوى بعض، قال لها بان الامر لن ينتهي بشكل جيد، و انه حتى ان افترضا انه شابا بغايه النبل و يحبها جدا لكنه ما ان يحصل على ما يبتغي منها فسيندم و سيحاول ان يكسب عائلته ثانية،قضت هلن تلك اليلة و هي تبكي و قد هددها جدها بان لا تراه ثانيية و الا سوف يتركا هذه البلدة ايضا!لم يضل سوى كم يوم و كان ستفن سيعود إلى دراسته فلم تود ان تناقشه اكثر و لا ان تغضبه فقررت ان تنصاع لامره و ما كانت تستطيع أن ترى ستفن الا في ليلة الميلاد، كانت البلدة ستقوم باحتفالات في ذاك اليوم و كانت تأمل بان يسمح لها جدها بان تلقي نظرة!!!

أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
Aléatoireتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...