9

16 1 0
                                    

بدأ يلتقيان سرا، يمضيان الوقت و هما يتحدثان و يتعرفا على بعض اكثر، و ما كان يحدث بينهما شيئا اكثر من مسكة يد لكن تلك اللمسة كانت لغة خاصة بينهم لغة حب و رغبة و شوق يفهمانها جيدا لكن هلن ما كانت لتسمح بأكثر من ذلك و ما كان ستفن يتمادى اكثر،كانا جالسين قرب الشجرة كان هو يقرأ الرواية التي احضرها لها و هي تسمع، توقف عن القراءة و نظر لها...
هلن: لما توقفت؟
ستفن: السطور التاليه تحتوي على كلام حميمي..هل تودين ان استمر؟
احمرت وجنتاها خجلا لكنها اضهرت نفسها لا مباليه مدت يدها و قالت: اعطيني الكتاب..
أعطاها الكتاب و هو ينظر إليها مبتسما قرأت السطور و كان يستمتع بالنظر إلى تعابيرها اغلقت الكتاب و هي تقول: قليل الحياء!لما يكتب هذا!!!
ستفن: انه يعبر عن الشخصيية و يكتب عنها و هذا جزء عما يشعره، كيف يشعر بالغضب او بالحزن بالسعادة....
نظرت له بتوتر و اشاحت نظرها كان هناك الكثير اللذي تود قوله، احنت رأسها و هي تتلاعب بالكتاب جلس بقربها و قال: اتودين ان استمر بالقراءة؟ هزت رأسها نفيا، كانت تود ان تتكلم اكثر عن الموضوع لكنها كانت تخجل، و تخاف بنفس الوقت،كان ترغب به و تعلم كم يرغب بها هو أيضا ولم تكن تود ان يحدث شيئا غير لائق بينهما، كانت سارحة بتلك الأفكار حين فزعت و هو يمسك يدها،بلعت ريقها و هي تنظر اليه قريبا منها، مرر اصابعه على يديها بدفأ ثم قلب يدها بين يديه و لامس باطن يدها مرت القشعريرة بجسدها و اغمضت عينيها رغبتا و خوفا لما كانت تشعره، احنى رأسه و طبع قبلة في باطن كفها كانت اصابعها تلامس وجهه ثم شفتيه سحبت يدها بسرعة لكنه امسك بيدها نظرت له بتوتر وضع يدها تحت معطفه قريبا من قلبه و هو ينظر إليها ثم قال: اتشعرين بذلك؟ كانت تتنفس بسرعة نظرت له متوترة، حرك يدها فوق قلبه و رفع حاجبه و هو ينظر إليها و كأنه يسألها ثانية ثم قال: اتشعرين بدقات قلبي؟ امسك يدها و وضعه على وجهه ثم اقترب منها تسارعت دقات قلبها كثيرا و شعرت بالحرارة تتدفق إلى وجهها شعرت برغبه عارمة لتقبيله تمنت لو انه احتضنها و قبلها كانت تشعر و كأن تيارا يجري بعروقها بكل أنحاء جسدها، وضع شفتيه على خدها و قبلها ثم مسح جبينه بخصلات شعرها التي كانت على جانب وجهها و ابتعد بسرعة لكبح نفسه لكنه نظر إلى يدها الاخرى، كانت تمسك بيديه بقوة غارزتا اضافرها في باطن كفه نظرت الى يدها و ابعدت يدها بسرعة و هي تقول: اسفة هل...اذيتك؟!!!كانت قد طبعت اضافرها داخل كفه نظر إلى كفه و ابتسم راضييا و قال: هل أجاب ذلك عن تساؤلاتك؟
نظرت له مستفسرة كانت ما تزال تحاول أن تهدأ من انفاسها،
ستفن: كنت تتساءلين ان كان ما كتبه حقيقة أردت أن إريك نبذة عما وصفه...أصبح وجه هلن صارما عقدت حاجبيها و زمت شفتها و اشاحت نظرها عنه و كورت يديها فحجرها...
ستفن: انا اسف، لم اقصد ان اجعلك تستاءين ..
نهضت و أرادت ان تبتعد مسرعة لكنه نهض مسرعا ورائها محاولا ان يجعلها تهدأ معتذرا منها شعر بتشتت علم انه اقترب اكثر مما ينبغي لكنه لم يتجاوز حدوده، كان يتفهم خوفها و حذرها و يحترم ذلك وقفت و توقف بسرعة وراءها نظرت له و اخذت نفسا عميقا ثم قالت: لست مستاءة ستفن، انا فقط خائفة..
ستفن: اتفهم ذلك، هلن انا احبك و اودك دعيني اتحدث مع جدك أود أن اجعلك تطمئني، لا اتحمل خوفك او شكك...
هلن: لا لست اشك بحبك ابدا ستفن انا فقط خائفة..
ستفن: اذا دعيني اتحدث معه لا يمكن ان نبقي هذا سرا، عاجلا ام اجلا سيكون علينا خوض هذه المعركة..
هزت هلن رأسها موافقة ثم قالت: دعني اتحدث معه مسبقا(تنهدت بعمق) اخاف ان يعني ذلك انتهاء كل شئ..
تقدم ستفن خطوتين و قال: لن ينتهي هذا ابدا،لا شئ سيجعلني انسحب و لا احد سيستطيع ابعادي عنك...
                     ****************
لاحقا فاليل كان ستفن جالسا مع جايكوب يلعب الشطرنج ليعلمه،عندما سأله:هل ترى هلن؟ حرك ستفن حصانه ثم نظر له و قال: لماذا تسأل؟
جايكوب: اشتاق إليها لم أراها منذ مدة، و اشتاق لتوبي(كان جروا قد وجدته هلن منذ كم اسبوع و كانت تربيه )..
ستفن: انت من وجده؟ نظر جايكوب له و كأنه قد اوقعه ابتسم ستفن و هز رأسه ثم قال: ماذا الا يمكن اني رأيتة مرة منذ أن عدت؟!
حرك جايكوب احد قطعه من دون أن يقول شيئا...
ستفن: ما رأيك؟
جايكوب : لا يعجبني الامر، لأنها تعجبني انا! ضحك ستفن و قال: لا يمكن أن نحبها نحن الاثنين كما تعلم
جايكوب: اممم ما كنت ستحضى بفرصة لو كنت اكبر بكم سنة فقط!
ستفن: هيي ايها الرجل الصغير ما زلت صغيرا و هي تكبرك بالعديد من السنوات
جايكوب: ثمان سنوات فقط، ليس بالكثير
دفع ستفن ضهره إلى الوراء و هو يضع يده تحت ذقنة و يمرر اصبعة على شفتيه بعد ان هاجم ملك جايكوب قائلا: كش ملك!!!
نظر جايكوب إلى طاولة الشطرنج بدقة ثم تنهد و قال و هو يسقط ملكه: حسنا ليس لي فرصة أمامك لقد فزت، و تستحق أن تأخذ الملكة(صمتا قليلا ثم بدأ جايكوب يرتب القطع ثانيية و يقول)لن يقبلا والدينا و انت تعلم ستفن...
ستفن: ستكون بظهري اليس صحيحا؟
جايكوب: دائما...

لم يمر الامر بشكل جيد مع هلن لقد جن جدها، لم يكن يعترض على ستفن فقد كان يتمنى ان يجد رجلا مثله لحفيدته، فقد كان وسيما قويا و شابا و نبيلا لكن مكانته الاجتماعية و ثروته هما ما افسدا الامر، كان متأكدا بان عائلته لن تسمح له بان يتزوج من فتاة كهلن لا تملك سوا جمالها، و لم يرد لها ذلك، تمنى ان تحب فلاحا يقدرها و يحبها و ان لا يخجل بها و لا يحاول أحدا التقليل منها او منه ان يكونا بمستوى بعض، قال لها بان الامر لن ينتهي بشكل جيد، و انه حتى ان افترضا انه شابا بغايه النبل و يحبها جدا لكنه ما ان يحصل على ما يبتغي منها فسيندم و سيحاول ان يكسب عائلته ثانية،قضت هلن تلك اليلة و هي تبكي و قد هددها جدها بان لا تراه ثانيية و الا سوف يتركا هذه البلدة ايضا!لم يضل سوى كم يوم و كان ستفن سيعود إلى دراسته فلم تود ان تناقشه اكثر و لا ان تغضبه فقررت ان تنصاع لامره و ما كانت تستطيع أن ترى ستفن الا في ليلة الميلاد، كانت البلدة ستقوم باحتفالات في ذاك اليوم و كانت تأمل بان يسمح لها جدها بان تلقي نظرة!!!

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن