21

6 1 0
                                    

لقد جاءها المخاض منذ ساعات و هي تتحمل الألم و تصلي لرحمة الله، دخل جايكوب و فزع عندما رأها بتلك الحالة اقترب منها و هو يسألها كيف يستطيع المساعدة،كانت هناك امرأه لم تكن بعيدة جدا عنها، أخبرته بان يذهب و يناديها، ذهب جايكوب بسرعة و أخبر المرأة ثم عاد و قال لأمه بان هلن على وشك أن تلد، غضبت امه منه و نهرته لكنه قال لها بوقاحة: هل ستتضاهرين بان ذلك لا يعنيك ابدا؟ليت ستفن يرى ما أصبحت عليه والدته!!! قال هذا و خرج ضلت ليلي مصدومة بمكانها ثم بدأت تبكي و تبكي و بالنهاية خرجت بهدوء متسلله الى بيت هلن، عندما دخلت كانت المرأة هناك، بعد ساعة ولدت هلن لم تستطع ليلي أن تخبئ فضولها لرؤية الطفل و شئ بداخلها تحرك و تمنت لو انها ترى شيئا فيه يجعلها تتأكد بأنه حفيدها، لكنها جمدت بخوف و هي تنظر الى المرأة و هي تحمل الطفل بين يديها كان وجهها شاحب جدا راتها تفرك وجه الطفل ثم تنظر اليه ثانيية، نظرت هلن و قالت بضعف : هل هو بخير؟اريني طفلي من فضلك...
نظرت لها المرأة و قالت: فاليرحمنا الله، لكل شئ سبب يا ابنتي وهذا الطفل طفل خطيئة فلتتحملي عقابك بخشوع...
استغربت هلن كلامها كان الطفل يتحرك بين ذراعيها و يبكي ايضا، نظرت المرأه لليلي و ارتها الطفل، كانت عينيه بيضاء بالكامل فزعت ليلي لرؤيته نظرت هلن و هي تبكي و تقول: مالامر مابه؟! قلبت المرأه الطفل و نظرت اليه بالكامل اخذت ليلي نفسا عميقا و هي تنظر ثم خرجت مسرعة،كانت المرأة على عجلة من أمرها نهضت و حرصت على ان يكون فراش هلن دافئا ثم وضعت بعض الخبز و البن عند وسادتها و تركت الطفل قربا منها و خرجت تاركتا هلن لوحدها مع مولودها!!
أصبح الخبر منتشرا و الكل كان يود ان يلقي نظرة على ثمرة الشيطان المولودة، ذريه عدوهم مولود بعينين بيضاوتين مخيفين..كان الامر صعبا على هلن لكن جايكوب كان خير عونا لها لم يكن يخاف بل بالعكس احب الصبي الصغير و كان يساعد هلن بالاعتناء به و يعامله و كأنه ابن اخاه،في يوم ما كانت تنظف الطفل عندما نظر جايكوب اليه و قال: انه يحمل وحمتي...
نظرت هلن له و قالت : اي وحمة؟
جايكوب: انظري(رفع جايكوب قميصه من وراء كان يحمل وحمة بنية الون فوق وركه وكانت نفس الوحمة التي على ورك طفلها)هل رأيتها؟
هلن: ستفن لم يكن يحمل مثل هذه
جايكوب: لا لكني أحملها و امي ايضا...
بلعت هلن ريقها و ابتسمت بسعادة ثم حملت الطفل و بدأت تقبله و تقول: كنت أعلم...
و لكن فجأة تذكرت شيئا، تذكرت ليلي يوم ولد الطفل لقد رأته و رأت الوحمة عليه لكنها خرجت و تركتها !!!
بعد ذلك حملت هلن طفلها و ذهبت لبيت ليلي عندما رأتها ليلي اقتربت و قالت: ماذا تريدين؟
هلن: اتيت للتأكد بأنك نفس الام التي كان ستفن يحدثني عنها!!! أيعقل ان تفعلي هذا؟لقد رأيتك لقد علمتي في نفس اليلة التي ولد بها انه من صلبكم و لكن هربتي و خبأت الامر و تركتني!!! اتفهم انك لم تحبيني أو تتقبليني يوما لكن كيف طاوعك قلبك ان تفعلي هذا بستفن؟!!
اقترب والد ستفن و هو يسأل: مالذي يحدث؟رفعت هلن ابنها و كشفت عنه من وراء مظهرتا وحمته لهما و هي تقول: اسأل زوجتك لما خبأت ان هذا الطفل ابنكم؟اشعرتي بالخجل بي و بابني؟ اعلمي اني أشعر بالخجل ان اكون جزء منكم، انتم من دون قلب و لا رحمة...لقد تألمت كثيرا و انا اشعر بالذنب لاني عصيت ستفن و لم اعد، لقد قال لي أن اعود إليكم و انكم ستعتنون بي هكذا كان متأكدا منكم و لكن بعد ما حدث لا أعتقد أنه كان يعلم من انتم..سترت طفلها و خرجت مسرعة!!!
دار شجار طويل بين والدي ستفن، جوزيف لم يكن يعلم باي مما حدث، لم يكن يعلم اساسا بان ستفن قد نام مع هلن من قبل!!!
عندما عادت هلن دخلت و وضعت طفلها على الفراش لكنها فزعت و حملت طفلها و هي تحاول أن تخرج ثانيية لكنه أغلق الباب، تراجعت ببطأ و هي تقول: ماذا تفعل هنا هكتور؟!!!
هكتور: بيننا وعد هلن، هربتي و جعلتني ابحث عنك في كل مكان و ها أنا وجدتك، كنت افضل حالا عندما تركتك،رفضتني لتعيشي حياة العهر هذة؟
هلن: اخرج من هنا....حالا
سمع هكتور صوت خطوات اتيية فقال مبتسما: ساخرج لنا حديث فيما بعد...خرج من النافذة،ثم طرق الباب فتحته كان جوزف تراجعت و وضعت الطفل على الفراش ثم عادت نظر لها بخجل و قال: هلن لم أعلم بكل ما حدث، اقسم لك، لم أكن أعلم أن هناك احتمالا ان يكون هذا الطفل من صلبي...
هلن: و ان لم يكن كذلك، ألم تشعر قط بما كان ستفن سيشعره لو علم؟لقد تركتموني وانا بأشد حاجة لمن يقف بجانبي جعلتموني أتعرض للاساءة و الإهانة و العوز حتى و ان لم يكن فأنا لم اخن ستفن و لا فعلت ذلك بارادتي لقد حدث لي كما حدث للكثير غيري عند دخول الاحتلال لكنكم عاملتموني كنكرة كساقطة و تركتم الناس يعاملوني هكذا!!!
جوزيف: لقد كنت أعلم بتردد جايكوب عليك هلن، من تعتقدين كان يرسل تلك الاشياء؟
هزت هلن رأسها مستهزءة ثم قالت: شكرا، شكرا لانك لم تتركني اموت جوعا، بما ان معاملتكم لي جعلت كل البلدة تأبا ان تتعامل معي لم يرد احد ادويتي و لا قبل أحد ان اطبخ لهم و لا اي شئ!!!سأترك هذا المكان، لم يعد لي شيئا هنا، مات كل من احبه و ابقتني الذكريات و جايكوب هنا، لكني الان تأكدت، أينما كنت انا احمل ذكرى ستفن بحضني و بقلبي فلن ابقى هنا...
جوزف: هلن لا تفعلي هذا، ارجوك...لن امنعك من الرحيل ان شئت لكن فالنتحدث بالموضوع...
لم تقل هلن شيئا فاردف: غدا سانتظرك في مكتبي،تعالي سانتظرك في تمام الثامنة صباحا اتفقنا؟
هزت هلن رأسها موافقة و اغلقت الباب بعد ان رحل جوزيف اغلقت الباب باحكام ثم اغلقت النافذة و اخرجت المسدس الذي كان بحوزتها،جلست قرب طفلها و راحت ترضعه...
عندما خيم الظلام، أصبحت تخاف لم تستطع النوم كانت تنظر إلى الخارج من النافذة و اي صوت أو حركة تجعلها تفز من مكانها حاملتا مسدسها بقوة، فكرت بأنها حتى لو قتلت هكتور فلن تنجو، اخر مرة كان الناس على استعداد لحرقها لمجرد جرحه ماذا سيفعلون بها الان و هي تحمل لقيطا بحظنها ان قتلته!!!
بدأت تجمع اشياءها و كانت تنتظر الشروق بفارغ الصبر لكي ترحل من هنا!
فزعت من نومها و هي تشعر بصوت الباب، كان أحدهم يدفع الباب و يحاول فتحه،أصبحت ترتجف خوفا، حملت المسدس و هي تنظر الى الباب لم يكن الباب قويا ليصده طويلا دخل هكتور و توقف و هو ينظر إليها حاملتا المسدس!
هلن: ساطلق النار، اخرج من هنا و لا تعد!
هكتور: نحن موصولان هلن مهما حدث، انظري لا أحد عندك الكل تركك لكني مازلت هنا..ساقبلك و انتي هكذا حتى و انتي تحملين لقيطا بين ذراعيك..
هلن: اخرج من هنا، اتوسل إليك...
هكتور: ساخذك من هنا و نرحل لن يعرف احد شيئا،و سنبدأ حياتا جديدة....
كان يقترب و هو يتكلم و هي تذرف الدموع و تهز رأسها، هجم عليها محاولا اخذ المسدس منها فاطلقت النار، إصابته في قدمه كانت ترتجف خوفا وقع المسدس من يدها وحملت ابنها و أغراضها و خرجت...

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن