دخلت هلن غرفة ستفن و استلقت فوق سريره و هي تحتضن قميصه، اغمضت عينيها و هي تملأ رئتيها من رائحته استذكرت وجهه و نظراته و ذراعيه حولها، قبلاته، قبلت القميص ثم مسحت دموعها و نهضت تنهدت ثم قالت:منذ أن رأيتك..منذ أن شعرت بحبك وانا أخشى أن تكون وهما..خيالا جميلا سرعان ما سينتهي، و الان لم يبقى لي سوى أحلامي و خيالاتي عنك ستفن، سامحني على ما سافعله، لكني لن اضحي بما قد يكون أكبر حقيقة تخصك لي...
حملت أغراضها و تركت البيت، و عادت إلى الكوخ الذى كانت تعيش فيه مع جدها....مر شهور على وجوده فالسجن، بعد انتهاء المعركة اخذو كل من ضل حيا اسيرا، كان فاقد الوعي عندما مرو و اخذو السلسلة من يده ليعلمو ذويه بأنه استشهد، منذ أن اخذ اسيرا حاول الهرب مرات عديدة، كاد يفقد عقله لم يكن يتحدث مع احد و لا يفعل شيئا سوى التخطيط للهرب، في كل مرة كان يقبض عليه كان يعاقب مرة بالانفراديية مرة بعدم أعطاه الماء و الأكل مرة بالضرب المضني لكنه ما كان يكل، كان يستمر بقول أن عليه العودة،في مرة قطعو الاكل عن الزنزانة التي كان فيها ليجعلو رفاقه يكشفوه و يضربوه أن فعل شيئا، و فالمرة الأخيرة ضربوه حتى فقد الوعي غضبا لتسببه بالمجاعة لهم.لم يبقى وسيلة لم يفكر بها او طريقة لم يتخذها، كانت الأفكار تألمه يفكر بما قد حصل هناك الان، كان يتمنى ان تكون هلن قد عادت لأهله لكن شئ في داخله كان يخبره انها ما كانت ستفعل،فكان ذلك يسوقه للجنون، كل الأفكار التي كانت تجول في ذهنه كل الاحتمالات التي قد تكون حدثت، و كان يتساءل لو انهم يعلمون انه حي،لم يكن يحمل سلسلته عندما آفاق لم يكن يعلم أن كانو اخذوه منه هنا ام اخذت في ميدان المعركة او انها وقعت منه،و بعد كل ذلك لم يكن له سوى هدف واحد و هو العودة مهما حدث و مهما كلف الامر...
كانو يقيمون احتفالا بالنصر و قد جاء مجموعة من الرجال المرموقين و زوجاتهم ليزورو المعسكر يتفقدون ألاحوال، كان من بينهم ضابط لمع سيطه فالحرب و زوجته، لم تكن مرتاحة لوجودها في هذا المكان و لا اي مكان فلم تكن تنتمي لهذا المجتمع، أصر زوجها أن تحضر معه قائلا بأنه يفتخر بها و لا يودها أن تختبئ من احد لكنه كان يتفهم عدم رغبتها بوجودها في مثل تلك الأماكن كونها لم تكن منهم، لقد وقع الظابط بحب امرأة من جه العدو، و وقعت هي ايضا بحبه و بعد فترة هربت معه و تزوجها، كانت تلك المرأة كارولين!
شعرت بالضيق حين بدأو يتحدثون عن الأسرى استأذنت و جلست بمفردها بعيدا عنهم، كانت تسمع ضحكتهم و هم يتحدثون عن أسير حاول الهرب عشرات و عشرات المرات، قال أحدهم ضاحكا: قد يكون يحاول الهرب الان!
صاح احدهم: اووووه ، احضروه لنطمئن ههههههه!
بعد قليل جاءو به مر من أمام كارولين اتسعت عيناها و هي تنظر اليه و لم تستطع ان تمسك دموعها شعرت بأن قلبها يغرق، لم تعتقد بأنها ستتأثر بهذا الشكل لكن رؤيته مقيد اليدين شارد الذهن مكدم الوجه المها، المها بشكل لا يوصف! شعر زوجها بسوء حالتها، اقترب منها و قال: هل تودين ان نخرج قليلا؟
كارولين: كلاوس لا استطيع تحمل ذلك، ارجوك لا تدعهم يهينوه هذا ليس عدلا انه اسير هنا!
نيكلاوس: لن يفعل احد ذلك، فقد راودهم الفضول لمعرفة الشخص الذي سمعوا عنه من مسؤل السجن يبدو أنه ليس بحالة عقليه جيدة ... نهضت كارولين بغضب و خرجت و بدأت تدخن عند الباب، فتح الباب و خرج ستفن منه و احد الحراس يمسك ذراعه كان شارد الذهن لكنه رفع بصره و نظر لكارولين، لمعت عيناه واتسعت قليلا تعرف عليها نظرت له بأسف و قليل من العار و سقطت من يدها السجارة، داست عليها عندما مرا و دخلت ثانيية، تلك اليلة لم تستطع ان تنام، ضلت تدخن و تجول فالبيت، في وقت متأخر استيقظ زوجها و اقترب محتظنا اياها من وراء و هو يتساءل لما لم تنم حتى الان، تنهدت ثم اطفأت سجارتها و قالت: كلاوس؟هل تحبني؟
نيكلاوس: امازلت تسألين؟بالتأكيد!
كارولين: لو طلبت منك شيئا هل ستفعله من أجلي حتى لو كان صعبا؟
تردد قليلا ثم قال: حبيبتي انت تعلمين باني سأفعل اي شئ استطيع عليه، فقد أن كان بمقدوري..(سكت للحظات و هو ينظر إليها كانت تنظر اليه بتوتر فاردف)اخبريني أعدك أن أفعل ما بوسعي...
كارولين: ذاك الأسير الذى رأيناه اليوم...
كلاوس: ما به؟
كارولين: انه...انه شخص أعزه كثيرا، انه صديق طفولتي و جاري و كان كاخ لاخي، انه شخص بغاية النبل، ارجوك كلاوس افعل شئ لتحرره
اشاح نظره عنها و هو يقول: كارولين لا أعلم ماذا اقول...هذا ليس من صلاحيتي...
اقتربت منه و أمسكت بيديه و قالت متوسلة: ارجوك حاول من اجلي، ان رؤيته هكذا تعذبني، انه يحاول العودة لعائلته او لحبيبته ربما، فكر لو أن هذا حدث لنا؟كل تلك المحاولات، و كل ما يتحمله من ألم في سبيل هربه لابد انه يخشى من شئ، أو لا أعلم افعل شيئا...
كلاوس: هذه حرب كارولين، كل شخص له قصة و ناس ينتظرونه...
سكتت للحظات ثم أشعلت سجارة أخرى و قالت: اتعلم عندما كنت مراهقة كان هو و اخي يذهبان لتجول فالبرية و يعودان يتباهان و يتحدثان عن مغامراتهم،في مرة لحقتهما، و كدت أن أقع و انا اتسلق خلفها الجبل لو لم ينقذني لكنت مت، بعدها ضل اخي يوبخني حتى اوقفه و قال له لقد حصل ما حصل كف عن هذا، عندما عدنا غضب ابي كنت سأذهب مع عمتي إلى العاصمة و لكنه عاقبني بعدم الذهاب كان ستفن يعلم كم كنت متحمسة للذهاب فتقدم معتذرا و قال انه هو من طلب مني مرافقتهم و انه السبب بما حصل،اذكر انه قد عوقب بعدم اخذيه لرحلة الصيد كان يحب الذهاب كثيرا، لكنه تقبل ذلك لكي اذهب انا للعاصمة!كلاوس لولا ستفن لما كنت سأكون هنا الان، لما كنا سنتقابل و لا نحب بعضنا!!ارجوك حاول مساعدته اكراما لي...بعد ان انتقلت هلن لكوخها، لم ترضى ليلي بان تزورها ابدا، غضبت كثيرا و قالت بانها ليست منهم و ليس لهم علاقة بها، ما دامت غير ممتنه لجعلها واحدة منهم و فضلت ان تكون هناك، ذهب والد ستفن لرؤيتها مرة طالبا منها ان تعود لكنه رفضت بكل ادب، عندما عاد جنت ليلي و أخبرته بسبب اختلافهما، قالت له انها حامل و ترفض إجهاض الطفل، لكنها لم تخبره بأنه قد يكون لستفن، فشعر الاب بالاستياء الكبير منها و لم يذهب لرؤيتها ثانيية لكنه كان يرسل لها الطعام بين الحين و الاخر، كانت هلن في حالة صعبة للغاية لم يكن احد يود ان يتعامل معها بعد ان ضهر حملها، واصبحت تختبئ من نظرات الناس المليئة بالاستهجاء و الازدراء ، كانت تتمنى أن ترى تلك النساء رجالهم و هم يلاحقونها و يحاولون التودد إليها،ان كانو يعتقدون انها رخيصة فما كانوا هم و هم يحاولون الحصول عليها!!! لكنها كانت صارمة و بعد حين فضلت ان لا تخرج ابدا، كان البرد يعصف و الكوخ في حالة سيئة، و كان الشئ الوحيد الجيد في كل هذا هو جايكوب، كان يزورها باستمرار و يأتي بما يستطيع الحصول عليه لها من حطب او طعام او اي شى يعتقد بأنها ستحتاجه، كان احيانا يقضي وقتا طويلا هناك و كان يحضر معه كتب تخص ستفن و يقرأ منها لها احيانا، و كانت امه تكره ذلك كثيرا كانت تحاول أن تمنعه لكنه أصبح اكبر من ان يخاف منها فكان يتسلل إلى الخارج، أخبرت والده قائله بان يمنعه من ذلك، قالت بأنه بدأ يكبر و ان لم نمنعه فستسحره و نخسره هو ايضا، غير ذلك فلم يكن من الائق أن يقضي هذا كل هذا الوقت مع امرأه وحيدة!!!
أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
Randomتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...