احظر احد الجنود حقيبة الطبيب لهلن، نظفت الجرح، و ضمدته، ثم خلع قميصه و أشر إلى كتفه فنظفت ذاك الجرح ايضا، امسك بيدها و قال: اخلعي ملابسك.. هزت رأسها نفيا و توسلت له ان لا يأذها, نهض و أعاد طلبه بصرامه، حاولت الهرب لكنه امسكها و دفعها بقوة على السرير ركلته بقوة و نهضت ،امسكها مرة ثانيه و دفع بذراعيها إلى الوراء بعنف مسببا الما كبيرا لها، ثبتها على السرير و هو يمسكها من عنقها لكنها ضلت تقاوم صاح بها ان تهدأ و الا ضربها بقوة لكنها لم تفعل ركلته على جرحه فامسك بقدمها و صفعها بقوة على فخذها حررت يديها و هي تحاول أن تسحب نفسها من بين يديه فامسك بذراعها و صفعها بقوة على وجهها وقعت من على السرير و قد تشوش بصرها و شعرت بطعم الدم في فمها لم تستطع الحركة للحظات، كانت تشعر به يلمسها و هو يدنو عليها فحاولت ان تدفعه مرة أخرى فصعقها بصفعة أخرى ادت بفقدانها الوعي!
فتحت عينيها بصعوبة كان رأسها يطن الما، كل جسدها كان يؤلمها، كانت ترتجف و هي تمسح دموعها التي بللت وجهها فأصبحت حمراء و هي تختلط بالدم المتيبس على وجهها، كان ثوبها مرفوع من تحت و ممزق من فوق، سترت ساقيها وهي تنظر حولها، كان نائما على السرير و هو يشخر نظرت له بقرف و قد كادت تتقيأ مما حصل لها منه،لم يكن الفجر قد حل و كانت السماء مظلمه، نهضت بصعوبه و اخرجت ابرة من حقيبة الطبيب و اقتربت منه بهدوء ثم زرقته بها بسرعه نهض و هو يمسك بشعرها و ينظر اليها جاحظ العينين كانت قد خدرته فسقط على السرير مجددا، لبست ملابسه و شدت شعرها بقوة ثم وضعت قبعته العسكرية و حملت مسدسه، و وضعت وشاحا كان يضعه حول رقبته على رقبتها و خرجت ببطأ من الباب الخلفي كان المكان هادئا بعد ان قضو الجنود اليل بالصخب و الشرب ساعدها الضلام ان تختبأ ابتعدت قليلا دون أن يلاحضها احد و ما ان وصلت على الطريق خلعت ملابسه كان ثوبها ممزق من فوق لكنها غطته بالوشاح ركضت مبتعدة و هي تبكي مر على الطريق عربة يجرها حصان و قد كان يقودها رجلا مسن توقف عندها، نظرت له بريبة و هي ترتجف خوفا و الما، تنهد الرجل بحزن و قال: اصعدي يا بنتي
قالت هلن و هي تشهر المسدس نحوه: احمل مسدسا... نظر لها بحزن متفهما من منظرها ما عانته ثم قال: حسنا، إلى اين تريدين ان تذهبي؟خرجت من الكوخ و هي تقول: لا أحد هنا
الرجل:قلت لك انه يبدو مهجورا،أين اخذك الان؟
هلن: هل يمكن أن تنتظرني قليلا؟ هز رأسه موافقا، دخلت مرة ثانيية بحثت بين أغراضها و اخرجت ثوبا سليما ثم غيرت ملابسها و حاولت أن تصفف شعرها قليلا، اخرجت عبأتها و بكت و هي تضعها ثانيية نظفت وجهها و غطت رأسها ثم خرجت و اتجها لبيت والدي ستفن...
كان جد هلن مريضا جدا فاخذته ليلي لبيتها و كانت تعتني به هناك كان على فراش الموت حين وصلت هلن ذهبت اليه و عانقته، لمس وجهها و هو يقول:مالذي حدث لك؟هزت رأسها وهي تبتسم من بين دموعها و قالت: لا شئ، تعرضت لحادث في طريق العودة، انا بخير ها أنا الآن معك جدي، كل شئ سيكون بخير..
تلك اليلة توفي جدها، لقد وقف جايكوب و ليلي و جوزيف والد ستفن مع هلن في محنتها،بعد اسبوع من وفاة جدها وصلت برقيه ترثي شهداء المعركة و تذكر اسماءهم و كان اسم ستفن بينهم!
كانت ايام لا تطاق عويل النساء و الدموع ما كانت تنتهي، كانت والدة ستفن طريحة الفراش اما تبكي و تنتحب او كانت تفقد الوعي و والده كان يحاول ان يكون قويا لكنه كان ينتظر اليل لينفرد بنفسه في مكتبته و يبكي، كان جايكوب اقلهم بكاءا كان صامتا و كأنه في صدمه و بين كل الناس كانت هلن الأقرب له،كانت غير مصدقة و كأنها تعيش في انكار،مرة تقول انها لن تصدق حتى تراه و مرة تواجه الحقيقة فتبدا بالنحيب حتى تنام لكنها كانت تلاحظ جاكوب الذي كان يشعر و كأنه شبح في هذا البيت، كانت تجلس بقربه و تمسك يده من دون أن تقول شيئا و يبكيان بصمت...
مر شهرين على هذا، كانت الحرب قد هدأت بعض الشئ بعد احتلالهم لعدة مدن و مناطق اما المناطق الحرة فكانت تحت حصار قاسي، كانت هلن تنشر الملابس عندما جلست بتعب و هي تضع يدها على صدرها و تأخذ نفسا عميقا، نهضت مرة أخرى لكنها كانت تشعر بدوار شديد فجلست، كانت ليلي تنظر إليها من النافذة خرجت و مشت نحوها بسرعة و فاجأتها حين نادتها، استندت هلن على الحائط و نهضت و هي تنظر إليها
ليلي: ما بك؟
هلن: لا شئ شعرت بدوار،لم اتناول شيئا بعد.. نشرت اخر قطعة من الملابس...كانت ليلي قد قللت الخدم فالبيت، و هلن كانت تساعد و ان طلبت منها ان لا تفعل ان أرادت لكنها أحبت ان تساعد،كانت ليلي تعاملها بشكل جيد لكنها لم تكن تحبها ابدا، كانت رؤيتها تألمها و لم تكن تستطع ان لا تفكر بأنها كانت نذر سوء عليهم و كانت تكره تعلق جايكوب بها.ارادت ان تدخل عندما اوقفتها ليلي و قالت: هل تظنينني غبية؟عندما عدتي إلى البيت كل من كان هنا عرف ما حصل لك و ان لم تقولي شيئا، لقد اوصيت الكل ان لا يسألك او يقول شيئا قد يؤلمك، لكننا عرفنا ماحدث، لقد صليت ان يكون الامر انتهى هناك لكني كنت اراقبك، لا اصدق ما تفعلين انتي عديمة الخجل، تنامين في بيتي و تاكلين من طعامي و تريدين ان تحتفظي بذريه من قتل ابني!!!
توترت هلن و لم تعرف ما تقول، احنت رأسها و هي تمتص المها..شعرت ليلي بغضب اكثر عندما لم تنكر هلن الموضوع فامأمسكت بذراعها بقوة و هي تقول: سوف اخذك فالمساء إلى بلدة أخرى و ستتخلصين منه، لا أريد فضائح أخرى يكفينا ما عشناه بسببك..لم تتحمل هلن ما سمعته فردت:بسببي؟و ماذا فعلت انا؟
ليلي: لا تناقشيني الان، يا الاهي خلصنا من هذه الفضيحة ماذا سيقول عنا الناس،الا يكفي ان الكل يعلم أن العدو قد دنسك الان تخفين حملك؟!!
سحبت هلن ذراعها و قالت بحزم: لن اتخلص من هذا الطفل...
ليلي: هل جننتي؟سوف...قاطعتها هلن: قد يكون طفل ستفن...اتسعت عينا ليلي و ضلت تحاول أن تقول شيئا لكنها لم تستطع و بالكاد استاطعت ان تغلق فمها نزلت دموعها ثم قالت بعد لحضات: لا اصدقك...متى اقصد ...اخبريني بكل شيء..
اخبرتها هلن بما حدث،جلسا كلتاهما و هن يبكيان،ثم نهضت ليلي و قالت:سوف نذهب فالمساء...
نهضت هلن عاقدة الحاجبين و هي تقول: ماذا تقولين؟ألم تسمعي ما قلت؟!!!
ليلي: سمعت...سمعت ان ابني قد ضاجعك و بعد ليلة رجل اخر فعل و لا تعلمين ان كان هذا طفل له أو لا، و لكنه فكلا الحالتين ابن زنا...
هلن: لا اصدق ما تقولينه..
ليلي: ماذا سنقول لناس؟ها؟ الكل سينظر له كأنه طفل العدو وحتى لو فرضنا انه لستفن، ماذا سنقول؟انك قد سلمت نفسك له قبل ان تتزوجيه؟!!اننا لن نعرف ابدا ان كان نتيجة شهوتكما او نتيجة اغتصاب؟!!!لن اتحمل هذا ابدا سوف تأتين معي و سوف تتخلصين من هذا بسر من دون أن يعلم احد،لقد خسرت ابني لكني لن اترك سمعته تتلطخ و يبقى حديث الناس... قبلت بك هنا اكراما له و لحبه لك و لشفقتي عليك و لكني لن اسمح لك بان تلطخي سمعتنا....دخلت ليلي و ضلت هلن واقفة مصدومة مما سمعته!
أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
Randomتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...