25

8 1 0
                                        

كان الوقت متأخرا، عندما دخلا نزلا لا بأس به، نظر صاحب المحل لهما و تسائل عن هويته هلن، فاخبره ستفن انها زوجته، نظر اليه قليلا ثم قال: لا تبدوان بخير، اسمع يا سيد هذا النزل محترم..اخرج ستفن مسدسه من دون أن يشهره بوجه بل وضع يديه بقوة على الطاولة امامه و قال: اذا لما تعتقدني اتيت إلى هنا؟ لقد مرينا بليلة عصيبة و أود أن ارتاح و زوجتي، سنخرج في الصباح...اومأ الرجل برأسه و أعطاه مفتاح غرفة، امسك ستفن بيدها و مشى وراء صاحب المحل،لم تكن الغرفة سيئة كانت غرفة نظيفة و صغيرة، أغلق الباب و قفله، جلست هلن على السرير بتعب استدار لها و جلس على الأرض مستندا على الحائط و هو يدفع رأسه إلى الوراء مغلقا عينية بتعب،ثم قال: خذي قسطا من النوم، أمامنا طريق طويل غدا...
نظرت له للحظات بصمت، كان يبدو متعبا جدا عينيه غائرتان و وجهه مكدم و قد نمت لحيته قليلا،قد نحف و شعرت بأنه كبر خلال هذة السنة سنوات، لابد أن حياته لم تكن سهلة ايضا،لم يكن ضروريا ان يسألا ماذا حدث كانا قد خسرا الكثير و تألما كثيرا بعيدا عن بعض، شعرت هلن بالذنب، شعرت و كأنها أسرعت في موت ابنها، لو لم تقبل لما كان الان ميتا و لا هي تعرضت لكل ما حصل!كانت تشعر بالوخز و الألم في كل جسدها و كانت تشعر بالإهانة و الخجل مما اقحمت نفسها به!!حاولت أن تستلقي لكنها لم تفعل ترددت قليلا ثم قالت: هل انت غاضب مني ستفن؟
ستفن: لما قد افعل ذلك؟!
هلن: ان كان هناك ما تود ان تقوله فقوله الان..
تنهد ستفن ثم فتح عينيه و هو ينظر اليها: كيف استطيع ان اغضب بعد كل ما مريتي به، لكني فقط اتسائل لما لم تستطيعي البقاء هلن؟!!
هلن: لقد تخلو عني اهلك ستفن، و كان هكتور يلاحقني،
ستفن: لما لم تلجأى إليهم تلك اليلة ، مهما كان ما كانو ليدعو احد يأذيك!!!
هلن: لقد اذوني، لقد تخلو عني و انا احمل طفلك ثم تركوني معه بمفردي في ذاك الكوخ كيف ألجأ إليهم بعد ذلك؟فكرت انه لم يعد هناك ما يبقيني لو علمت انك حي لما ابتعدت ابدا، ستفن لا تتصور ما عشته!!!
كان ستفن يضع رأسه بين يديه ثم قال من بين اسنانه: نعم هلن اعلم اعلم لهذا أكاد اجن، لقد وعدتك بان اعتني بك و تسببت لك بكل انواع العذاب!!تسأليني ان كنت غاضبا؟!!!انا أكاد احترق غضبا من نفسي، كل ما حدث كان بسببي لو اني انتظرت بعد، ما كان سيحدث ما حدث لك!!! اقتربت هلن و جلست امامه و هي تقول: لا ستفن لم تكن انت السبب...و لا انا، كيف كان لنا ان نعلم ما سيحدث!!! عض ستفن شفته السفلى محاولا ان يبتلع بكاءة و هو ينظر إليها ثم قال: لقد حاولت أن اعود بكل الطرق هلن انا اسف لاني لم أستطع العودة ابكر، اقسم اني حاولت و حاولت....ثم بدأ يجهش بالبكاء اخذت هلن رأسه بين يديها و عانقته و هي تربت على ضهره و تقول: اعلم ستفن، اعلم انك لو استطعت ما كنت لتتأخر و لو للحظة، لقد عدت الان ستفن...
نظر ستفن إلى رقبتها كانت محمرة و قد طبع عليها مكان أصابع ابتعد عنها و دفع بضهره إلى الحائط مجددا ضرب برأسه الحائط كم مرة ثم قال: قوليها هلن، ارجوك، اعلم انك تفكرين بداخلك بذلك...
هلن: ماذا اقول ستفن؟
ستفن: قولي ما بداخلك انت ايضا!!تنهدت هلن ثم تراجعت و جلست على السرير و قالت: تعتقد انني افكر أين كنت كل هذا الوقت؟و لما لم تعود او ترسل شيئا يصبرني لعودتك؟تريدني ان الومك على ما حدث لي و ما عانيته؟!!ربما كنت سأفعل لكن ليس الان ستفن اتعلم لما؟لاني ضننت اني خسرتك، ما اعتقدت انك ستعود يوما و قد كنت غاضبة منك لذلك كثيرا،ما كان لي هدف فالحياة سوى التمسك بطفلنا، و الذي ساكذب ان قلت اني لم اعلم اني ساخسره!!!كنت ناقمة على كل شئ، تسائلت لما كان على طفلنا ان يعاني و ان يولد مريضا؟!!عندما شعرت بالأمل بشفائه لم افكر باي شئ سوى ذلك اعتقد اني استطيع لكن.... شعرت بضيق تنفس و كأن يده ما تزال تضغط على رقبتها!! احنى ستفن رأسه و قال: عندما علمت انك هربت، سعدت كثيرا اعتقدت اني وصلت بالوقت المناسب لكني تأخرت بهذا ايضا!!!
هلن: كنت انت؟! هز ستفن رأسه موافقا ابتسمت هلن و هي تمسح خدها و تقول: لم تتأخر ستفن، لو لم تصل لكان اغتصبني لكنه لم يفعل خرج قبل ذلك..نظر لها ستفن و قد لمعت عيناه لكنه احنى نظره ثانيية و قال: لكن كان له الوقت بان يأذيك هكذا!!
فكرت هلن قليلا ثم قالت: انهم حقراء كلهم يعملون معا!!!نعم والا كيف علم السارق باني كنت احمل خاتما ثمينا؟!فقط الطبيب كان يعلم!!و عندما عدت كان متفاجئا، كان يعلم أن ذاك الرجل مهوس و متوحش استغرب عودتي بسرعة يا الاهي ستفن!!! كانت تمشي وهي تتحدث لكن ستفن كان في مكانه نظر إليها ثم تنهد و اشاح نظره،اقتربت منه و قالت: عرفت ذلك؟! انهارت على السرير و هي تبكي و تضرب وجهها و تقول: كم انا غبية غبية!!! امسك ستفن يديها و عانقها لتتوقف اكتشف ستفن ان ذاك الرجل كان متفقا مع الطبيب كان يرسل له نساء جميلات يائسات و كان هو يستعملهن لافراغ رغباته السوداء كان شخصا سادي يتلذذ بتعذيبهن،لم يجري الطبيب اي عمليه لطفل فقد خدره و لسوء حالته لم يتحمل التخدير و مات و حتى لو لم يمت فكان يعلم الطبيب انه لن ينجو فقد كان صغيرا جدا، لكنه استغل هلن ليجني مالا بها!!لم يستطع ستفن النوم الا قليلا و لم يستطع حتى ان يستلقي قرب هلن، تركها ترتاح فكانت متعبة بشكل لا يصدق و كأنها لم تنم منذ أشهر!كانت تتقلب بنومتها و كأنها كانت ترى كوابيسا، ثم تعاود النوم،قبل الفجر اقترب منها و ايقضها عندما لمس كتفها فزعت و هي تصرخ لا تلمسني!!!ابعد ستفن يده بسرعه و تراجع تنهدت هلن و هي تنظر اليه و بلعت ريقها: اسفة، كان كابوس!! هز ستفن رأسه و قال: علينا ان نخرج بسرعة...
لم يكن يستطيع ان يكون كما كان مسبقا، فيما مضى لم يكن يفكر سوى بلحظة لقاءه بها لكنه الان يشعر بالعجز لم يكن يستطيع ان يلمسها او يتحدث معها كما كان يفعل بالماضي كان يشعر بذنب عظيم نحوها، اما هي فكانت سعيدة بعودته كثيرا لكن فقدان ابنها اكبت سعادتها و ما مرت بة جعلها تخاف من كل شئ،على رغم من انها كانت تشعر بالامان معه و منذ ان افترقا لم تنم بأطمان كما نامت تلك اليلة و هو بقربها الا انها لم تستطع الاقتراب منه!كل ما اغلقت عينيها كانت تتذكر ذاك الرجل و هو يلمسها و يعنفها، قضت وقت طويل حتى تخطت ما حصل معها في ليلة دخول الاحتلال لكن ما حدث أعاد الذعر و الحالة النفسية السيئة لها ثانيية و أكثر!!فكانا يمشيان معا مطمئنين بوجودهما معا إنما بعيدين غير قادرين على ان يكونا كما كانا!

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن