كانا مستلقيان على جنبهما مواجهان بعض فالفراش و كانت ذراعا ستفن حولها و هي تضع يدا على صدرها و الاخرى فوق جنب ستفن،
ستفن: هل انتي نادمة؟ هزت هلن رأسها نفيا ثم مدت يدها و هي تلامس وجهه و تقول: احبك ستفن و فكرة ان تبتعد عني ثانيية تقهرني ما كنت لاتنتظر اكثر..
ستفن: هل بقيتي خوفا من ان تخسريني دون أن نفعل هذا؟
هلن: بقيت لاني رغبت بان اكون معك، أردت ذلك، لن اخسرك، سوف اقتلك ان لم تعد الي فهمت؟
ضحك ستفن و هو يدخلها اكثر في صدره، ثم نظر إليها و بدأ يقبل وجهها و هي تقول: ثم اننا سوف نعود غدا، لا أود زفافا و لا ثوبا فخما و لا اي شئ ستفن، لن يكون لبقا ان نقيم هكذا احتفال بهذة الضروف...
ستفن: سوف نقيم زفافا بسيطا للأسف و ثوبك سيكون مكتملا الان، انا متأكدة ان امي اعدته، و اعدت كل شئ...عدا ذلك لن نذهب غدا... عقدت هلن حاجبها و هي تنظر اليه مستفسره، اكمل ستفن: سنذهب اليوم... رفعت هلن حاجبها و هي تجلس فالفراش و تقول: لقد تأخر الوقت!!
استند ستفن على كوعه و هو يقول: لقد دفعو اجر الغرفة فلن يأتي احد حتى الصباح ان كان هذا ما يقلقك،هل لديك عمل فالمشفى؟ نظرت هلن له قليلا ثم ابتسمت و قالت: ربيكا تدين لي بتغطيتي...
ضحك ستفن و قال: هل كنت تتسترين عليها ايضا؟! اقتربت هلن و جعلته يستلقي على ضهره و هي عليه ثم قبلته و هي تقول: هل هذا ما شد انتباهك؟! كان ستفن يداعب ضهرها و اردافها و هو ينظر إليها بصمت للحظات ثم قلبها على الفراش و سجنها بين ذراعيه و هو ينظر إليها بشغف، كان صدرها يرتفع و ينزل بقوة مع تنفسها و شعرت بالقشعريرة تمر بكامل جسدها و هي تنظر الى ستفن و هو ينزل نظره شيئا فشئ من عينيها لشفتيها، رقبتها ثم صدرها، مرر شفتيه برقة على كل ما وقعت عينيه عليه و هو يقبل و يمتص بشرتها جاعلا جسدها يسترخي له بهدوء و كان جسمها ينبض كالقلب و تسارعت نبضاتها اكثر و هي تشعر بيدية تلامس فخذيها.... و مارسا الحب مرة ثانيية...
بعد ذلك نهض ستفن و لبس ملابسه و نزل لكي يرى الأوضاع كان الوقت مبكرا جدا و المكان هادئ تماما عاد لهلن التي تركها لترتاح قليلا قبل ان يستعدا للعودة، عندما عاد كانت نائمة جلس على الأرض و هو يضع رأسه على الفراش و يتأملها كانت بغايه الجمال، كانت ممسكتا بالملايه على صدرها و شعرها متناثرا فوق كتفها وضهرها،ود لو يقضها و يذهبا بسرعة من هنا ليعودا إلى البلدة لكن قلبه لم يطاوعه ان يفعل، كانت تبدو متعبه و محتاجة لنومها، شعر بغصة في قلبه و لأول مرة خاف و شعر بالسوء لما حصل، كانت أجمل ليلة عاشها في حياته و قد احتفظ بتفاصيلها بذاكرته كاغلى شئ ممكن ان يحدث له، لكنه شعر بالقلق و كل ما كان يريد أن يعودا بأسرع وقت و ان يتزوجها، لم يكن يريد زفافا و لا اي شئ فقط ارادها ان تكون زوجته رسميا، تركها تنام لساعة ثم جلس على السرير و ابعد الشعر عن وجهها وهو يناديها بهدوء تحركت هلن بكسل من دون أن تفتح عينيها، ثم نادها مرة اخرى فتحت عينيها ببطأ و راحت تنظر اليه بصمت، ابتسم لها و قال: أيعقل ان انهض كل يوم على هذا الجمال؟!!
ابتسمت و اغلقت عينيها بكسل ثم مررت اصابعها في شعرها و دلكت عينيها ثم نظرت له و قالت: ألم تنم؟
ستفن: هيا أيتها الكسولة علينا ان نعود بسرعة انسيتي؟!
استعدا ثم ذهبا إلى المشفى كان طبيب مستاءا من عودة هلن لكنه كان يعلم بظروفها، كانا سيغيبان اقل مدة ممكنة و كانت ستعود لعملها و هو إلى الجبهه،منذ الفجر و كان صوت دوي المدافع يعوي بالجو، و الأخبار السيئة تتناقل، كان الكثير من سكان المدينة يخرجون منها لمدن و قرى أخرى و البعض يكدس الذخائر و ينوي إغلاق البيت و عدم الخروج منه، اخذت هلن اغراضها و كانت هي و ستفن يشعرون بالسوء لترك عملهما في مثل هذا الوضع لكن ما كانو ليحصلوا على فرصة أخرى، كانا سيخرجان عندما وقفت كتيبة من الجنود أمام المشفى و دخل احد الظباط و بيده برقيه تطالب بمن يستطيع العودة إلى الجبهة بالانضمام حالا نظر ستفن و هلن لبعض، لقد قرأ ستفن سطرا رن في ذهنه في تلك اللحظة بان الشهامة و الواجب و الشرف و التضحية في سبيل ما تؤمن به و كل هذا يبدو سهلا عندما لا تكون واقعا بالحب!!الحب يضعف و يزرع الخوف و التردد في داخل الانسان، لو لم يكن من أجل هلن كان أول شخصا رفع يده و انظم إليهم لكنه كان يحاول ان يختبئ ان يهرب كان يتمنى لو انه خرج قبل ان يصلو و كان قلقا من ان يأخذوه، لم ينتظر الظابط ان ينظم احد فقد راح يكشف عنهم و يسأل الطبيب عن حالاتهم، شعر ستفن بالاذلال لسكوته نظر لهلن و قال: سيأخذونني هلن فل...
قاطعته قائلة: لا تقل شيئا تعال معي ساخرجك لا يمكنك ان تعود ستفن لست بخير، ليس من أجلي لكنك فعلا لا يمكن أن تعود!
ابتسم و قال: انا بخير هلن، لن اهرب لا استطيع ان افعل ذلك...
هلن: ستفن صدقني كونك تشعر بخير و تمارس حياتك بشكل طبيعي لا يعني أنك بخير، ما تزال تعاني من فقر الدم و جرحك لم يطب تماما لدرجة تعود بها لتحارب..
كان ستفن يعلم ما كانت هلن تتحدث عنه فقد كان يشعر بالدوار احيانا و ينتابه الام فى رأسه و أحيانا يشعر بالخدر في ساقيه عدا ذلك فقد كان يشعر انه بخير تماما اما جرحه فكان بحالة جيدة،ابتسم لها و قال: انا متأكد بان جرحي بخير مادمت لم احتج لاعادة الخياطة مثل صاحب ربيكا...ضربته بكوعها وهي تجحظ عينها عليه... أمسكت بذراعه و قالت: عليك ان تعود لسرير.. نظر الظابط له و قال تبدو بخير ما هي اصابتك؟
الطبيب: لقد كان في غيبوبة و نشكر الله و بعده هذه الممرضة و الا كان ميت الان..
الظابط: لكنك تبدو بخير الان..
الطبيب: انه بخير نظرا لما مر به لكنه ما يزال يعاني من آثار ما حدث له لا أعتقد أن من الحكمة عودته لجبهة...
نظر الظابط لطبيب بشكل صارم و قال: انت لا تعلم ما نحتاجه فالجبهة فلا تتحدث عن الحكمة معي،(نظر لستفن و خاطبه )الست احد الظباط الجدد؟
ستفن: نعم سيدي
الظابط: كيف تشعر؟
ستفن: بخير سيدي، كنت فقط امل بان تمهلني لاعيد خطيبتي لبلدتي و اعود بسرعة...
ابتسم الظابط باستهزاء قائلا: اتظن ان الوقت مناسبا لهذا؟نحن ننقهر بالجبهة و انت تحدثني عن خطيبتك؟!!!
ستفن: اسف سيدي، لكن ان كان هذا سيحدث فأعتقد ان من حقي ان احرص على سلامة اهلي..
الظابط: لا سلامة لاحد ان ضاع الوطن، واجبك ان تدافع عن وطنك..

أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
Diversosتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...