15

9 1 0
                                    

كان الطبيب قد أمر بان يصنفو الجرحى بوضع علامة صح او خطأ، علامة صح كانت تعني بان الجريح في حالة يمكن انقاذه اما الخطأ فيعني انه قد تصعب انقاذه او يكون ذلك مستحيلا، ليجعل عمليه الإنقاذ اسرع و يخسرو اقل عدد من الجرحى، كانت هلن من بين الممرضات الاتي كن يتفقدن الجرحى عندما وقعت عينها على احد الجرحى مشت نحوه بسرعة، كان الطبيب يتفقده هز رأسه و رسم علامة خطأ، صاحت هلن متوسلة و هي تتمسك بالجريح و تنظر اليه محاولة معرفة مدى الضرر الذي حدث له، توسلت لطبيب ان يفعل شيئا ان يحاول انقاذه باي طريقة، لم يأخذ الكثير من الطبيب ليفهم ما يحدث علم فورا انه خطيبها، امسك بكتفها و قال : هلن لقد خسر الكثير من الدم لا أعتقد بان مداواة جرحة قد يعود باي فائدة، بالكاد قلبه ينبض...
لم تستمع له هلن و تركت موقعها و هي تطلب ان يحملوه لغرفة العمليات، أمسكت بيد الطبيب و قالت: ارجوك، لا يمكن أن تقول لي ان اتركه هكذا، ارجوك ان تنقذه...
الطبيب: هلن انتي تضيعين الوقت، علي ان انقذ ما يمكن انقاذه...
هلن: سأفعل انا، ان كانت الحالات الصعبه غير قابلة لنقاش فاستطيع ان اتولى الحالات الابسط...ارجوك...
هز الطبيب رأسه ثم دخل غرفة العمليات كانت الغرفة تحتوي على أكثر من جريح و كان الطبيب يفعل ما بوسعه لينقذهم، كانت هلن معه لكنه طلب منها ان تتوقف و ان تأتي و تساعده بحالة ستفن لأنها كانت غير قادرة على التركيز و يديها ترتجف،استخرج الطلقة من خاصرته و خاط جرحه، لم تكن قد اخترقت اي عضو مهم لكنها تسببت بنزف الكثير من الدم، عندما اصيب بالمعركة لم يسقط فلم يعلم احد انه كان مصابا بشكل سئ فلم يسعفوه اي نوع من الاسعافات الاولييه مما تسبب باستمرار النزيف، كان قد شد جرحة بنفسه لكن ذلك لم يوقف النزيف، لم يخاطر الطبيب سوى بكيسين من الدم، لأن الجرحى كانو كثر و لم تكن مواردهم كثيرة،ضلت هلن تحاول أن تحيي جسده فكانت تدلكة بقوة و بسرعة لتعيد الدورة الدموية و تساعد جسده، استقبل جسده الدم لكنه كان شديد الضعف فلم يكن الدم بجسده كافيا ليعطي القوة لجسدة و كانت حالته خطرة فقد كان من الممكن أن يكون نقص الدم قد تسبب باضرار بدماغه،لقد مر اسبوع و لم يستعيد الوعي كان في غيبوبة.
  لقد استطاعوا ان ينقذو ايان و ما ان استطاع المشي حتى جاء لرؤية ستفن و صار يبكي عليه بحرقة...
هلن: لا تفعل هذا، سيصبح بخير انا اشعر بذلك.
ايان: لقد حدث له هذا لانه كان ينقذني هلن، انا هنا الان بفضله لكن انظري ما حدث له، لن اسامح نفسي ابدا ان ...
هلن: لا تقل هذا ارجوك، لقد وعدني بان يبقى على قيد الحياة ليعود الي، لن يخذلني..سترى...
هز ايان رأسه بأسف ثم امسك بيد هلن و بكى على كفها، رفضت هلن ان يخبر ايان والديه بما حدث لستفن، و قالت بانها ستفعل بنفسها لكن ليس الان،كانت هلن تبقيه نظيفا و كأنه نائم، كانت تحلق ذقنه وتمسح جسده يوميا و تغذيه من الوريد و من الأنف ايضا، لقد فعلت ذلك بنفسها، أدخلت انبوبا من أنفه الى معدته و كانت تغذيه بها ليستعيد جسده قوته، بعد كم يوم كانت هلن قد تعبت تماما فلم تكن ترتاح ابدا، كانت تعمل طوال الوقت و لكي تعوض عن احتلالها لفراش و موارد طبية لستفن رغما عن الطبيب كانت تعمل اكثر ثم تقضي مدة راحتها بالاعتناء بستفن، لكن الفتيات معها كانو يساعدونها و يراقبون ستفن في غيابها اللذي ما كان يطول ابدا.
اكملت مسح جسده ثم بدأت تمشط شعره كانت قد حلقت ذقنه، و غيرت اغطيته كانت مرهقة نظرت اليه ثم استلقت بقربه ملتصقتا به و وضعت رأسها على صدره وهي تستمع لدقات قلبه...
هلن: عد الي ستفن، ارجوك ..لا يمكنك ان تتركني لقد وعدتني بان تعود اتذكر؟لا تجبرني ان أخبر والديك بحالتك، اعلم انك قوي كفايه لتتخطى ذلك انهض ستفن... من أجلي....
دخلت إحدى الممرضات و قالت: هلن؟اذهبي و ارتاحي قليلا، لا يعقل ما تفعلينه بنفسك، ساضل هنا
هلن: أنا بخير، ها أنا ارتاح هنا
الممرضة: انظري إلى نفسك!اذهبي و ارتاحي قليلا بالكاد هذا السرير يسعه و انتي تلتصقين به ارتاحي من أجله هو هلن، انه يحتاجك قوية لتعتني به...رفعت نفسها ثم راحت تنظر اليه و تداعب شعره ثم قبلته و قالت: ساعود بسرعة...(نهضت و قبل ان تخرج اردفت) ناديني ان حدث اي شئ...
الممرضة: سأفعل...
ضلت الممرضة لمدة عشر دقائق ثم نهضت لتدور على الجرحى الآخرين، كان سرير ستفن عند الحائط وكان يحتوي على ستارة لتفصله عن السرير الذي بقربه، كان الوقت متأخر حين فتح عينيه و راح ينظر بعيون متعبه إلى السقف ثم بدأ يتحرك ببطأ جلس على السرير و هو ينظر إلى يديه، حاول أن يستخرج الأنبوب من أنفه فشعر بغثيان شديد و الم، لكنه حاول مجددا و استخرج الأنبوب ببطأ ثم تقيأ، كان يشعر بالضمأ و الاعياء لكنه نهض، شعر و كأن قدميه مخدرة فجلس ثانيية،لم يكن جسده يستمع اليه كان قد ضل فالفراش لمدة اسبوعين او اكثر فتح فمه و نطق بالكاد سمع صوته حاول أن ينضف حنجرته و نادى مرة اخرى: هلن..
كان قد مر ساعة على غياب هلن لقد غفت من كثر تعبها ثم نهضت و عادت لتبقى بقربه،لكنها فزعت عندما عادت لانه لم يكن في سريره غط قلبها خوفا ان يكونوا فعلو شيئا خلال غيابها لم تجرء حتى التفكير به، بدأت تبحث كالمجنونة و هي تنادي : أين هو ماذا فعلتم به؟!!!
رأت الطبيب واقفا و هو ينظر إليها أسرعت اليه و قالت: أين هو؟ نظر الطبيب لها بجدية ثم ابتسم لها قائلا: اهدئي اودك ان تهدئي و ان تأتي معي...
مشت معه إلى غرفته فتح الباب و قال: ادخلي..
نظرت له بتردد ثم خطت إلى الداخل، كانت تلك الغرفة بمثابة عيادته عندما خطت لداخل نظرت الى الفراش الذي يفحص عليه المرضى و شعرت بالاختناق في حنجرتها عندما رأته،انهمرت الدموع بغزارة من عيونها و شعرت و كأن قدميها لم تعد تقدر على حملها كان جالسا على السرير، تحرك عندما راها و حاول الوقوف مستندا على السرير، جرت اليه و احتظنته بقوة دافعتا اياه ليجلس ثانيه، انهارت على ركبتيها و هي تبكي سعادة وتضع رأسها على ركبتيه نزل ببطأ و جلس محتضننا اياها ثم امسك وجهها و قال: لقد وعدتك.. ألم افعل؟
ابتسمت له و هي تنظر بعينيه شديدة الخضار كالغابات و قد تبلل رمشوه مما جعلها اكثر غمقا، كانت عينيه جميلتان جدا، تعبتين و فيهما القليل من الاحمرار غائرتين بنظرات متعبه و لكن جميلتين للغايه، ابتسمت هلن و هي تقول: لكم اشتقت لتلك العينين...
فالأيام التاليه كان ستفن يتمرن لتعود اطرافه و جسده لسابق عهده، كان محظوظا لعدم تضرر اي من اجزاءه فكان يتعافى بسرعة، بعد ان فاق ارسلت هلن رسالة تخبر والديه بأنه اصيب و لكنه الان بخير و قد يعود ليقضي فترة النقاهة ان سمح له الجيش، اول ما فكرا به هو ان سرح ليرتاح ان يعودا معا ليتزوجا في البلدة، فكانا يخططا ليفعلا ذلك....

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن