نهض هكتور و زمجر الما ثم عرج إلى الخارج و راح يتبعها لقد هربت بكل ما أوتيت من قوة، كان ينظر حوله ليحدد من أين ذهبت ليتبعها عندما سمع صوت خطواتها تمشي داخل البلدة اتبع الصوت حتى خرج من الأشجار كان جايكوب، الذي نجح بان يجعلها تتوه عنه،كانت اشعة الشمس بدأت تظهر، فهرب هيكتور قبل ان يراه احد.
عندما عاد للبيت، أخبر والده بما حصل بحثو عن هلن في أنحاء البلدة لكن لم يجد لها اثر،كان والد ستفن قد قرر ان يعاود البحث فالصباح، تلك اليلة كانت عصيبة عليهم لكن حدث ما لم يكن فالحسبان ابدا و عاد لهم الحياة، عاد ستفن كان يبدو كالشبح أصبح نحيفا و مكدم الوجه غائر العينين شعره و لحيته طويلة و ملابسة ممزقة...
جلس بتعب بعد ان تعانق مع والديه و أخيه وكان يمرر عينيه باحثا،لم يكن قد نطق باي كلمه، فقد كان تعبا و لم تكن الكلمات تسعفه فاكتفى بعناقهم و بذرف الدموع قال: أين هلن؟ نظر والديه لبعضهم و كان الذنب و العار يأكلهما فقالت والدته:ارتح الان و سوف نتحدث غدا..
ستفن: أين هلن امي؟أود أن أراها فورا، ألم تعد؟
ليلي: بلى لقد عادت... تنهد ستفن بارتياح ثم قال: اذن أين هي؟لم تكن في بيتها، لم يكن هناك أحد!!
خيم الصمت للحظات ثم قال جايكوب بانفعال: لم تعد هنا ستفن لقد هربت!!!كانت تعيش بمفردها في ذاك الكوخ مع طفلها، طفلكما...لكنها هربت لأنها كانت وحيدة و خائفة، كان شخصا يلاحقها، رجل يحمل ندبة طويلة على وجهه هربت خوفا منه!
نهض ستفن بانفعال و هو يسمع لم يفد كل ما قاله والديه و مهما حاولو ان يبررو او يجعلوه يهدأ او يفهم وجه نظرهم كان شديد الغضب و كان يشعر بخيبة امل كبيرة و ألم يعتصره، كل ما عاناه ليعد و يجد هلن التي كان قد أوصى والديه عليها قد هربت وحيدة و خائفة و قد عانت الويلات في غيابه!!!
بعد شهر أو أكثر من رؤيته لكارولين اتاه نيكلاوس تحدث معه اخبره بأنه سيساعده بان يهرب من السجن لكنه لن يفعل اكثر من ذلك أعطاه خريطة توضح الدوريات في طريقه ولكن كيف سيتجنبها و ماذا سيفعل لم يكن ذلك من شأنه، شكره ستفن كثيرا لكنه تسائل لما يفعل ذلك فاخبره انه يدين له بانقاذه حب حياته فيما مضى و هي ترد له الدين... بعد ان هرب مر بمعاناة و رعب كبير حتى وصل للمناطق الحرة كان يشعر و كأنه يلاحق وهما كل أنواع الألم كانت تطارده و هو يجري وراء حلمه بان يعود لهلن و لعائلته لم يتوقف الا نادرا و لم يرتاح الا عندما شعر بأنه لا يستطيع المداومة اكثر و مع ذلك وصل متأخرا، لو انه فقط عاد قبل يوم واحد لكان كل شئ بخير الان لكنه وصل بعد ان هربت هلن!!فلم يكن بأستطاعته ان يرتاح الان نهض و قرر ان يذهب للبحث عنها، بكت و انتحبت امه كثيرا لكنها لم تستطع ان توقفه فما كان لها إلا أن تترجاه ان يرتاح ساعة واحدة و ان يأكل قبل ان يخرج لكنه لم يقبل كل ما كان يفكر به هو ان هلن الان وحيدة بالخارج مع رضيع على صدرها و عدوا يلاحقها!
عندما خرج لحقه جايكوب توقف ستفن و عانقه ثم ربت على كتفه أراد ان يمشي لكنه توقف عندما سمع جايكوب يقول: انا اسف اخي لاني خذلتك، حاولت أن أفي بوعدي قدر المستطاع..
ستفن: لم تخذلني، الخذلان و الألم الذي اشعره بداخلي لا يوجد أي منه اتجاهك انت بل انا فخور بك، ساجد هلن، أعدك بذلك، لقد تركتك صبيا و عدت لاراك شابا بغايه الشهامة..
جايكوب: دعني اتي معك...
ستفن: لك واجبك هنا جاي، هز جايكوب رأسه موافقا و قد امتلأت حنجرته بالبكاء ثم ودعا بعض...لم تتوقف هلن من الركض حتى ابتعدت كثيرا، و ضل طفلها يبكي فجلست و ارضعته لتسكته كانت مرتعبة ولكنها شعرت بقليل من الطمأنينة بعد ان أشرقت الشمس كانت تمشي على الطريق عندما مرت عربة تحمل الكثير من النساء و الأطفال توقف السائس، كان يأخذهن للعمل في إحدى المعامل فالمدينة المجاورة ركبت معهن، و على الرغم من خوفها من المجهول لكنها شعرت بالأمان والانتماء كن نساء فقيرات و لكن طيبات و كن يغنين ليصنعن لحظات و ابتسامات لبعض، كانت هلن قد شدت عينا طفلها بخرقة قائلة بان الضوء لا يدعه ينام او يرتاح،لترتاح من أسئلة الناس او خوفهم او فضولهم ليرو طفلها كان ذلك يعتصر قلبها ففضلت اخفاءه، عندما وصلو، كان معملا لتنظيف الملابس و كيها، عندما رأها صاحب العمل رفضها قائلا بأنه لا يستطيع أن يوضف امرأة عندها رضيع لأنها لن تعمل جيدا، توسلت له و وعدته بان ذلك لن يأثر على عملها مطلقا كانت تحتاج مكانا لتبيت فيه و ما كان لديها فرصة افضل...
كانت تواجه صعوبات كبيرة في عملها، كانت تشد طفلها على صدرها و لكنه كان ضعيفا و كثير البكاء و هي كانت تتعب كثيرا كانت تعمل فالنهار و لا تحصل على النوم الكافي و كثيرا ما كانت تتعرض للمضايقات بسبب بكاء طفلها، و كان صاحب العمل يبحث عن أي فرصة ليضايقها او يتحرش بها و كانت تتحمل تفاهات كلامه و تتجنبه لكي لا تطرد، وضع طفلها ضل يتدهور و ما كانت تفعله لتساعده ما كان ينفع كان يعاني من ضيق التنفس و كان يبكي معضم الوقت، في مرة جلست في وقت راحتها و هي ترضعه فجلست عندها امرأة و قالت: لما لا تأخذيه إلى الطبيب؟هناك طبيب يعالج المرضى من الناس الفقراء و يساعدهم بطريقة او بأخرى لما لا تأخذيه لعله يفعل شئ ليساعدك، تبدين على وشك الانهيار!!!
اخذت هلن عنوان الطبيب و بأول فرصة سنحت لها اخذت الطفل لزيارته، كشف الطبيب عن الطفل ، و راح ينظر بفضول إلى عينية ثم فحص تنفسه و نبضات قلبه، ثم قال: ان طفلك مريض للغايه، انه يعاني من مشاكل في قلبه، اما عن عينيه فليس الامر باعجوبة و لا شئ، هناك طبقة رقيقة من الاغشيية فوق عينيه استطيع ان ابعدها و عندها ستكون عينيه بخير...
لم تعلم ماذا تشعر، فمعرفتها بان عينيه بخير و يمكن اصلاحهما اسعدتها كثيرا لكن مشكلة قلبه كانت عائق في طريق تلك السعادة، كانت تعلم بان هناك مشكلة في قلبه فقد كانت ترى الأعراض لكنها كانت تأمل بان يستطيع الطبيب ان يفعل شيئا،
الطبيب: استطيع ان اجري له عمليه، لكنها صعبة و ستكلف مبلغا كبيرا من المال..
هلن: تقصد بانه من الممكن معالجته؟
الطبيب: نعم لكن مهما اسرعتي كان ذلك افضل، كنت ساساعدك لكن لا استطيع تحمل تكلفة عمليه كهذه ان لم نجري له العمليه قد يموت في غضون شهر أو شهرين...
لم تكن هلن تحمل المال الكافي لهكذا عمليه لكنها كانت تحمل خاتم خطبتها و الذي كانت تحتفظ به حول رقبتها، ترددت قليلا لكنها قالت: ليس لدي سوى هذا الخاتم، هل ممكن ان يكفي؟
نظر الطبيب للخاتم حاول أن يظهر لا مباليا، اعاده لها و قال: الأفضل أن تبيعه و تحضري المال المطلوب، انا متأسف حقا...
خرجت هلن شاردة الذهن ضائعة، لم تكن تود ان تخسر ذاك الخاتم ابدا، حتى لو كانت ستموت جوعا ما كانت لتفكر بان تبيعه لكنها كانت ستخسر ابنها فظطرت ان تفكر بالامر، كانت تمشي و بحظنها ابنها حين هاجمها احدهم،دفعها على الحائط بقوة و امسك الخاتم ثم سحبه بقوة قاطعا الحبل الذي كانت تعقده حول رقبتها!!!سرق الخاتم و هرب جرت وراءه و هي تبكي و تشتم لكنه ابتعد و اخذ منها أملها في شفاء ابنها!
أنت تقرأ
كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخان
Randomتقع القصة في الزمن القديم، تحكي عن شابة تعيش حياة قاسية بسبب عادات و تقاليد المجتمع، حب، حرب، دراما و خيال...