الفصل العاشر
_إياد : مالك يا أنس .
نظر له أنس و ترك كوب العصير من يده ليرتمي داخل أحضانه فدُهش إياد من فعلته تلك ...خرج أنس من أحضانه و أردف .
_أنس : مخنوق .
_إياد : مخنوق من إيه .
_أنس : مش عارف .. حاسس أني لوحدي .. مليش قيمه عند حد .. محدش يهمه وجودي .. حاسس إني نكره ..علامة تعجب .. أو كمالة عدد .
_شعر إياد بالحزن تجاه أنس و أردف : إيه اللي موصلك الإحساس ده ما راجح موجود و جمبك و حمزه و أنا .
_أنس : ما كلكم موجودين بس مش جمبي .. أنا لوحدي.. أنا ... أنا آسف .. آسف يا إياد .. آسف لو كنت جيت عليك أو ضايقتك في يوم حقك علي قلبي .
_إياد : بتتأسفلي ليه أنت معملتليش حاجه عشان تتأسف عليها .
_أنس : لأ عملت .
_إياد : حتي لو عملت واجبي أنا كأخ كبير أوعيك و أفهمك غلطك بس أنت مغلطش برضو... أنا راجح حكالي أنه قالكم علي كل حاجه .... و أنا عارف و مقدر أن كل كلمه و كل فعل عملته كان بنيه حلوه و كان خوف علي راجح مش أكتر ... أنا عمري ما كنت هأزي راجح ... عشان هو قبل ما يكون أخويا هو صاحبي و أبني و أخو مراتي .
_أنس بتساؤل : مسامحني؟
_إياد : أنا مسامحك .. بس فيه حد تاني لازم تخليه يسامحك غيري .
_أنس : مين؟!
_إياد بإبتسامه : رماح ... رُمح صاحب عمرك .
_أغرورقت أعين أنس و أردف : رماح عمره ما هيسامحني هو قالها بعضمة لسانه .. هو قالي أنه باقي على الأيام اللي عيشناها سوا و دي الحاجه الوحيده اللي مش هتخليه يقتلني .. يا إياد أنا حلفتله إني مكنتش في وعيي و مكنتش هقتله و هو مصدقنيش هو كرهني بسبب أمي .. أمي مسابتليش حتي اللي بيحبني و يفضل جمبي قطعتني من كل حاجه .. أنا هتجنن نفسي أفتكر عملتها إيه عشان تعاملني كده .. أنت عارف .. لما كنت بطلع مأموريات كان بيبقي نفسي أجي و أبوس إيدها و أقولها أدعيلي يا أمي .. كان نفسي أشوف نظرة الحنيه و الحب في عنيها ليا ... كان نفسي أرجع من أي مشوار و أدخل أحكيلها عن يومي .. و تهتم بيا كان نفسي لو كانت هي قاسيه يبقي أبويا حنين .. بس للأسف الأتنين أوس...... صمت قليلاً و تنهد و بعدها أردف .. مش قادر أغلط فيهم .. قلبي مش مطاوعني
... صمت مره أخري و بعدها تحدث بإنفعال... بس هي معندهاش قلب أه ولا هي ولا رأفت ... أقولك ولا أنت و حمزه و راجح و رماح عندكم قلب ، كلكم أنانيين و ميهمكوش غير نفسكم لكن أنس لاااا يولع أنس .
وضع إياد يده علي كتف أنس ليهدئه قليلاً ولكن سرعان ما دفع أنس إياد بعيداً عنه و أردف .
_أنس بإنفعال : أنا مش عايز شفقه من حد .. مش عايز أصعب علي حد .. أنا أنس المحمدي يعني ميهمنيش حد فيكم .. عارف أنا هبقي أناني زيكم عشان أقدر أتعامل مع الأنواع اللي زيكم .
أحتضنه إياد ليهدئه .. فسكن أنس قليلاً داخل أحضانه و بعدها قام بدفعه مره أخري بغضب .. ولكن دون قصد قام بضرب إياد مكان جرحه .. فأمسك إياد صدره بألم و أغلق عينه قليلاً .. فنظر له أنس بقلق لا يعلم ماذا يفعل .. أيقترب منه ليطمئن عليه و يأخذه داخل أحضانه .. أم يكمل غضبه و ثورته ليفرغ ما بداخله .. توقف من مجلسه فوراً و كأنه قد تخشب أو صار جماد ..فتح إياد عيناه بعدما هدئ ألمه قليلاً .. أقترب إليه أنس ليردف .
_أنس بصوتٍ هامس : أنا أسف .
_إياد : متتأسفش .. أنت مكنش قصدك .
توقف إياد ليمسك بيد أنس كي يجلسه و يجعله يكمل حديثه لربما يهدئ من ثورته قليلاً .. فنظر له أنس بأعين دامعه .. كاد إياد أن يجلسه فأردف أنس بغضب بعدما دفعه للمره الثالثه .
_أنس : لأ مش هقعد ، أنت بتكرهني هقعد معاك ليه هاا عشان تشمت فيا ولا عشان تروح تفّرح وداد و تقولها أنها نجحت في كسر أبنها .
_إياد بريبه : مالك يا أنس .. أنت شارب حاجه طيب .
_أنس بحزن : ياريتني شارب علي الأقل كنت هقدر أنسي ... بس أنت عارف مش أنس المحمدي اللي يشرب .
_أقترب إياد إليه و أردف : طب أنت تعبان تعالي أرتاح شويه .
_دفعه أنس مره أخري بغضب و أردف : أنا مش تعبان أنا مخذول عارف يعني إيه .
_إياد بحيره : مين اللي مضايقك .
_أنس : كلكم .
و تركه و رحل .
ليدلف إلي غرفته بغضب و يلقي بحاله علي السرير كأنه جسد بلا روح .
_أنس بصوت مرتفع : نام يا أنس نام .. يمكن دي تبقي آخر نومه ليك .
ْ
__________________________________________
ْ
جاء عدد كبير من رجال الشرطه إلي ڤيلا رأفت المحمدي .. رآهم إياد من شرفة غرفته .
هبط رجلان من رجال الشرطه إلي داخل الڤيلا و خلفهم باقي الأفراد .. حتي نظر إياد بغضب من هذان الرجلان .. و هبط إلي الأسفل سريعاً ليرا ماذا حدث و ما الذي أتي بأفراد الشرطه إلي هنا .
دفع أحد الرجال باب الڤيلا و دلف إلي الداخل بخطوات ثابته حتي دلف إلي داخل غرفة المعيشه التي بها وداد و أردف .
_رماح : وداد هانم ... أوبس قصدي ماما وداد مش كده.
جاء أنس و إياد من غرفهم ليتسمر أنس مكانه مما يري .. و ينظر إياد إلي الرجل الآخر بغضب و يهبط إلي الأسفل .. أما أنس فلم يتقدم خطوه واحده .
توقفت وداد من مكانها و أردفت .
_وداد : إيه يا رماح فيه حاجه .
_أبتسم الرجل الذي يقف بجوار رماح و أردف : فيه حجات .
_رماح : خدوها علي البوكس .
توقف إياد أمامها و أردف .
_إياد بغضب : لأ محدش هياخدها .. هتخدوها بتهمة إيه ها .
_الرجل : بلاش أنت يا إياد .
_نظر إياد للرجل و أردف : لييه بتعمل كده هو أنا مش قولتلك أن مش هي اللي عملت كده .
_رماح : أبعد يا إياد .
_نظر إياد إلي الرجل الآخر و أردف : لأ يا راجح متخليهمش ياخدوها عشان خاطري عندك يا راجح بلاش .
_نظر راجح إلي الرجال الذين خلفه و أردف : خدوها يا رجاله .
_تحت أمرك يا حضرة الظابط راجح .
_نظرت وداد إلي راجح بصدمه و أردفت : ظابط!!!
_ضحك راجح و أردف : إيه محدش يتوقعني مش كده .
جاء رجلان من أفراد الشرطه و أخذوا وداد إلي سيارة الشرطه و رحلوا جميعاً إلي مركز الشرطه عدا رماح و راجح.
نظر إياد إلي راجح بغضب و أردف .
_إياد : ليه يا راجح ليه .. أنا كده مش هعرف مكانها حرام عليك .
_راجح ببرود : أهدي يا إياد يا حبيبي الدنيا مش مستاهله .
_إياد بغضب : أنت المسئول قدامي دلوقتي أنك ترجعهالي فاهم .
_راجح : متعليش صوتك يا حبيبي ليطقلك عرق ...و نظر إلي أنس الذي يقف علي الدرج دون حراك و نظره مسلط علي الباب الذي خرجت منه والدته .
_راجح بقلق : أنس .
لم ينظر له أنس و ظل علي حاله .
فتقدم قليلاً ليصعد الدرّج ليذهب إليه و أردف .
_راجح : يابني أنت كويس .
_نظر له أنس : و لو مش كويس .. هيهمك .
_عقد راجح حاجبيه بدهشه و نظر إلي إياد : ماله ده .
_إياد : مش عارف من ساعة ما جيه و هو متضايق .
_أبتسم راجح و نظر إلي رماح و أردف : رُمح تعالي .
صعد رماح الدرج حتي توقف أمام أنس و أردف .
_رماح بمرح : أنووووس واحشني يا جدع .
و ذهب إليه ليحتضنه .. فدفعه أنس و أردف .
_أنس بغضب : أمشي يا رماح .
_عقد رماح حاجبيه و أردف : هي الغزاله مش رايقه ولا إيه .
_راجح ببرود : تؤ .. شكلها ماتت .
نظر لهم أنس بنظرات لم يفهموها و بعدها تركهم و رحل إلي غرفة وداد .
_إياد : ماله أنس يا راجح .
_راجح : مش عارف .
_نظر إياد إلي رماح و أردف : إيه اللي جابك .
_رماح : رجليا .
_إياد : طب خلي رجليك تطلعك بره .
_رماح : ماشاء الله عليكم بتعرفوا تكرموا الضيف أوي .
_راجح : عارفين مش محتاجين شهادتك .
_ضحك رماح و أردف : العيله كلها بارده .
_راجح : و العيله كلها مطلبتش رأيك .
_رماح بحنق : أسكت بقا ... أنا داخل لأنس ينفع .
_إياد : أه ينفع .. حاول تخرجه من المود اللي هو فيه .
_رماح : أنا داخل أنهي المشكله اللي بيني و بينه مش الدكتور النفسي بتاع العيله .
_راجح : أمشي يا رُمح ... أمشي بدل ما أروح فيك في داهيه ... أمشي يا حبيبي بقا .
_رماح بحنق : رمااااح رمااااح أسمي رماح .
_ذهب راجح تجاه غرفة إياد و أردف : معلومه جديده هبقا أضيفها لقاموسي ... تعالي يا إياد عايزك .
و دلف إلي غرفة إياد .
_رماح بضحك : عيل بارد .
_راجح من الداخل : متخليش العيل ده ييجي و يوريك معيلته بتعمل إيه .
فضحك إياد و رماح .
_رماح : أدخل ياعم شوفه عايز إيه قبل ما يتصعر .
_راجح بصوت مرتفع و غضب : رُمح .
_رماح : رمااااح أسمي رماح محدش يقولي رُمح غير أنس .
و ترك إياد و ذهب تجاه غرفة وداد ليتحدث مع أنس قليلاً .
ْ
__________________________________________
ْ
أما إياد فدلف إلي غرفتة .. فوجد راجح جالس علي كرسي و يضع قدميه علي سريره .
_إياد : عارف لو كان سرير كلب مكنتش هتحط رجلك عليه بالكوتشي .
_نظر راجح إلي إياد بإستنكار و أردف : دي جذمة يا جذمة .
_إياد بغضب : أتعدل كده و بصلي .
_فأعتدل راجح و نظر له و أردف : أؤمر .
_جلس إياد بغضب و أردف : حبستها و أرتاحت .
_راجح : لأ لسه ما أرتحتش لسه فاضل رأفت و حسين الشامي .
_إياد بغضب : ده ميهمنيش .. أنا عايز أعرف هي مخبياها فين .. دورت عليها في كل حته .. محدش يعرف مكانها غيرها و أديك حبستها .
_راجح : متقلقش .. أنت مسالتش نفسك حمزه فين مش ظاهر ليه .. وليه مجاش هو معايا بدل رماح.
_إياد : دا شيء ميهمنيش .
_راجح : لأ يهمك .
_إياد : يهمني ليه .
_راجح : عشان حمزه راح يجيبها .
_أبتسم إياد بإتساع و أردف : إيه .. راح يجيبها .. بتتكلم بجد يا راجح ..فين هاا هي فين ... أتكلم رد ساكت ليه .
_راجح : ساكت عشان في جحش بيتكلم و مش مديني فرصه .
_إياد بضحك : أحم أسف قول لقيتها أزاي و فين .
_راجح : لقيتها ساكنه مع واحده أسمها فاطمه .. بس مش مسميا نفسها تهاني .. كل إللي يعرفها يعرفها بأسم دهب مش عارف ليه .
_إياد : مش مهم المهم اني مش مقطوع من شجره .. المهم أني مش لوحدي .. المهم أني عندي أم غير وداد و مش أبنها .
_أبتسم راجح و أردف : طيب أنا كده عملت اللي عليا و عداني العيب و أزح .
_إياد بسعاده : أه .. شكراً بجد علي وقفتك معايا .
_راجح : لو فيه حد هيشكر يبقي أنا يا إياد .. أنا بشكرك أنك أخويا .
ْ
__________________________________________
ْ
_رماح : ممكن أدخل .
كفف أنس عبراته سريعاً كي لا يراها رماح و نظر بعيداً عنه .. كان يجلس علي سرير والدته لا يعلم إن يحزن عليها أم يسعد لرحيلها .. لا يعلم كيف سيكمل حياته دونها .. قد أعتاد عليها و علي قساوتها .. يشعر بالفراغ الكبير من داخله و كأن هناك ثقبٌ أسود أحتله من الداخل .. تقدم رماح بخطوتين إلي الداخل و أردف .
ْ
_رماح : هتسيبني واقف كده كتير مش هتقولي أتفضل .
_نظر له أنس و أردف : عايز إيه يا رماح .
_رماح : عايز صاحبي بتاع زمان .. عايز أنوس و حضرة الظابط أنس المحمدي .. عايز نرجع زي زمان .. عايز صاحبي و عشرة عمري .
_أنس : أعتبره .....
_ذهب له رماح و أردف : ....يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...
أنت تقرأ
في الماضي
Aksiyonروايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤