زهرة الاقحوان Crisantemo

16

السـلام على قبـورهم ... أولئـك الذين أسـدلوا ستـار الحيـاة وتركونـا في صدمـة المشهـد 😔

الايام كلها مرت زي بعضها ، البيت كان حزين شديد ، ما كان في زول طايق يتكلم مع التاني ، كل زول محصور في ذكرياته 😔، الضيوف كلهم مشوا الا حبوبة وخالتو لمى ، اليوم السابع من الوفاة عمو محمد عمل كرامة لبابا ووزع الاكل للمساكين ، طول ايام الوفاة شهود ما فارقتني لحظة لدرجة اخدت إجازة وهمام اداها الإذن ، ناس الشركة بدورهم ما قصروا ، اما الاهل من تاني يوم اي زول رجع بيتهم ، وكأنو الاتوفى دا ما بقرب ليهم 😔💔💔💔💔

عمو محمد جانا معاه محامي ، طلع بابا عامل وصية سلمها لعمو محمد ، اتفاجأنا بموضوع الوصية دي لأنه بابا وعمو ما جابو لينا سيرة عنها ، المحامي شال الوصية من عمو محمد وطلع فيها أنه مسجل لأي واحد مننا بيت في حتة مختلفة دا غير عن الورثة الخلاها لينا ،اخر حاجة مكتوب أنه يوزع العربات في المعرض بحيث كل بيت يسلموا عربية جد ما قصر منهم كلهم 😔💔💔 ، طبعا عماتي من عرفوا الحاجة دي طوالي جو يكابسو بعدا دا كله احتجوا قالوا عايزين عربية لأفراد بيتهم كلهم ، بالجد ناس كعبين زيهم ما شفتا ما يظهروا الا وقت المنفعة ، عمو محمد رفض يشيل عربية وقال لينا : للان شايل ذنب موتو كيف استمتع بماله من بعدو 😭😭💔 كلنا بكينا على كلامه بالجد ما زي اخواتو ابدا حنون شديد علينا ، لما المحامي أصر عليه شال اوراق العربية وباعها طوالي ووزع قروشها صدقة لروح بابا 😭

موضوع الورثة دا كلو ما كان هاميني لأنه صاحبها فات وخلاها ، كنت بفكر أنه نبني لبابا مسجد ومستشفى عشان يستفيدوا الناس منها ، كلمت مؤيد وماما ورحبوا بالفكرة ، عمو محمد كان مهتم بالموضوع شديد في خلال ستة شهور كان مستشفى احمد السيد للاورام جاهز من كل شئ ، يوم الافتتاح ما قدرت امشي ، مشت ماما وجوري بعدها اتلاقينا في المقابر ، دموعنا كملت من البكاء ، اصلا بابا مستحيل يتنسي لأنه ذكراه محاوطانا 💔

عدت سنة على رحيل بابا وأدركت أن كل شئ دون الموت تافه جداً ، مصائبنا كلها في كفة والموت في كفة تانية ، كنت بمشي الشركة من غير شغف ، وباقي اليوم بمشي لعمو محمد في المعهد الي نزلني كورس لغة إنجليزية غصبا عني لغاية ما وصلت المستوى الاخير ، ما كنت مركزة مع الانجاز الحققته دا ، لاني بقيت باهتة مجردة من المشاعر ، جوري وصلت تانية ثانوي ، وتين دخلت المدرسة ، اما مؤيد ما كان برجع البيت بدري ابدا كان ضاغط نفسو في الشغل شديد ، ماما بعد طلعت من الحبس بقت شايلة همنا اكتر من اول لأننا متعلقين ببابا شديد ، كنا بنحاول نبين ليها أننا كويسين عشان صحتها ما تسوء بس كترة الهموم جابت ليها ضغط وسكري ، مرض ماما كان فاجعة بالنسبة لينا 💔، أو خلينا نقول نقطة وعي ، خلانا نرجع لربنا ونرضى بالقدر الي كنا هاربين منه

طول السنة دي حبوبة ما فارقتنا ، كانت دائما بتجي تسأل عننا هي ولؤي ، اما باقي العيلة ما كانوا مهتمين لامرنا اصلا ، موت بابا خلانا نعرف أنه اصلا ديل ما يتقال عليهم اهل، كتر خير اهل ماما الي كانوا دائما معانا في المرة قبل الحلوة ، اما عمو محمد دا الاب التاني بالنسبة لينا ، دعمنا في قرارات كتيرة ما حسسنا أنه نحنا عبء عليه ، الايام الأوائل كنت بضرب ليه نص الليل ببكي بواسيني وبقرأ لي قرءان لغاية ما انوم في الخط حتى يقفل ، دا غير أنه وتين وجوري كانوا بنوموا معاه في بيته وبنادوه بابا محمد😭💜 ، حقيقي انسان حنون جدا ، ما كان عاجبوا تصرف اخواتو ابدا بس بحاول ما يركز معاهم