نصيحة " ٢ " / تقبل ماضيك بأخطاءه، حتى تستطيع التعايُش مع أخطاء حاضِرك.
في الثامنة مساءًا / بيت "صالح هاشم"
_ لأ، لأ دا أخوك أتجنن خلاص.. هي حصلت يخطُب من ورا أهله؟ يخطب من ورايا أنا؟ أنا أُمه إللي تعبت علشانه و كبرته و في الأخر يخطُب من ورايا!
تحدث بحر قائلًا مُحاولًا أن يُهدئها: يا أمي مخطبش مخطبش، هو أكيد مش هيخطُب من ورانا يعني.. إللي فهمته إنه هيسفرها معانا بحجة إنها خطيبته المُستقبلية و عايز يعرفنا عليها بس إنما لسة مخطبهاش.
و قبل أن تتحدث هاجر قاطعها دخول داوود الغُرفة ناظرًا لهم بعدم فهم قائلًا: في إيه؟
أشار له بحر بعلامة الهروب قبل أن تُدير هاجر رأسها نحوه لينظُر هو في سقف الغُرفة مُدعيًا اللامبالاة.
ألتفت هاجر لداوود قائلة: بتخطُب من ورايا يا داوود؟! بتخطُب من ورا أُمك بتكبر عليا!
صمت داوود لثواني قبل أن يقُل: أخطُب إيه؟ مين إللي قالك الكلام دا.. بحر صح؟
أنتفض بحر من مقعده قائلًا بتذمر: بحر إيه؟ هو أي حاجة بحر!
هو إنتوا كُل ما تلاقوا مُصيبة و مش عارفين مين إللي عملها تقولوا دا بحر إللي عملها!
تجاهل داوود حديثه قائلًا بهدوء: أنا مخطبتش يا ماما و مقدرش أعمل كدا من وراكم، كُل ما في الموضوع إني مُعجب ب ناريهان و شايف السفرية فرصة حلوة أعرفها بيها عليكم.
رفعت هاجر حاجبها دليل على عدم اقتناعها بحديثه: و دي عرفتها من أنهي خرابة؟
تنهد داوود مُكملًا حديثه ببرود: كانت معايا في الجامعة.
_ و أهلها فين بقى من كل دا؟ سامحين ليها تطلع مع واحد غريب و عيلة غريبة عنها عادي!
حمحم داوود مُردفًا ببعض من التوتر: لأ أصل.. هي يتيمة.
رمشت هاجر بأهدابها قائلة بعدم فهم: مش فاهمة؟ يتيمة الأب ولا الأُم ولا الأتنين؟ و حتى لو يتيمة الأتنين، فين الخال فين العم فين القرايب!؟
أكمل بحر مؤيد حديثها: فين عم محمد البقال؟
نظر داوود لبحر نظرة جعلته يبتسم ببلاهة و هو يُشير على فمُه بعلامة الصمت، رد داوود على والدته بهدوء -نوعًا ما- : هي يتيمة من كُله، ناريهان إتربت في ملجأ.
صمتت هاجر و لم تتحدث، ساد الصمت في الغُرفة حتى دلف صالح *والد داوود و بحر* ناظرًا لهم بعدم فهم: مالكم واقفين كدا ليه؟
جلست هاجر و هي تقُل لصالح بغضب: تعالى شوف إبنك تربية إيدك، عايز يخطُبلي واحدة لا نعرفلها لا أصل ولا فصل و إتربت في ملجأ.
فقد داوود السيطرة على أعصابه قائلًا: مالهم المتربين في الملاجئ؟ ملهمش حق يعيشوا زي بقية البشر يعني؟
تحدث صالح ناظرًا لداوود: عَلي صوتك كمان على أُمك قُدامي ماهو خلاص إنتَ مبقتش عامل إحترام لحد!
أكمل أبيه الحديث بعدما تنهد: يابني الفكرة مش في ليهم حق يعيشوا ولا لأ، الفكرة إن كل واحد ياخُد من طبقته..
ربنا خلق الناس طبقات و الصح إن كل واحد ياخُد من الطبقة إللي هو فيها.
كان بحر صامتًا ينظُر لهم و هو يشرب عصير الليمون الذي كان سوف يعطيه لهاجر حتى تهدأ أعصابها، ينظر لهم بفضول يُريد أن يعلم من سيربح هذا النقاش.
تحدث داوود بهدوء مُحاولًا إقناعهم بناريهان: أنا معاك في كلامك يا بابا، بس بعد إذنكم أنا مش طالب منكم غير فرصة واحدة لناريهان تتعاملوا معاها و بعدين تبقوا تحكموا عليها براحتكم.
صمت الجميع و نظروا لبعضهم البعض ثُمَ نظروا لداوود مُجددًا دون تحدث.
____________________________________
![](https://img.wattpad.com/cover/340990884-288-k313554.jpg)
أنت تقرأ
- أضغاث مُضيئة -
Romanceمُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به حينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارص.. ف كيف للضوء أن يلتقي بالليل، و كيف للنار أن تتأقلم مع البحر؟