إهداء / لحبيبتي، هي تلك النغمة التي تُسحر الجميع من مُجرد الاستماع إلى صوتِها العذب..
أُهدي لكِ يا نغم الفصل العاشر من روايتي، و أبعث لكِ كُل الحُب و القُبلات و خاتم الفراشة إلى أن نلتقي.
لـ | نغم سعد."كُلمَا إستمعتُ إلى قِصصُ الحُب و الغرام كُلمَا تذكرتِك و شعرت بمرارة بِداخلي، رُبمَا لأننا كُنا مكانِهم يومًا؟ "
الـ ٢ صباحًا / على شط عروس البحر المتوسط..
جلس يونس على الرمال غير عابئ بشيء، فقط ينظُر للبحر الذي أمامه و ضوء القمر ينعكس على البحر مُستمع للأغنية المُنبعثة من هاتف شخصٌ ما..
| في وِسط الليل، و أنا بعيد عن البشر..
أنا شوفت نور يشبه.. نور القمر بس القمر مسيرُه يفارق..
و يسبني تاني مع الوِحدة أحا-رب!
في وِسط قصة حُب يعني، وهمية..
كان لازم أصدق أصل الوِحدة قوية مش كُل المشاعر حقيقية، أنا شوفت نور معرفتش أغمض عنيا..
أنا كُنت فاكر إني طاير.. و أتاريني على وشي بقع!، أنا كنت فاكر إني هوصل.. لكني بهرب من الو-جع. |
أغمض عينه و هو يرفُض أستيعاب فكرة أن لينة كانت تتخذه وسيلة حتى تنسى حُبها القديم و أنها لم تحبهُ يومًا.
______________________________________صباح اليوم التالي / أسفل عيادة مُضِيّ
خرجت مُضِيّ من عيادتها غير دارية بمن يُراقبها بأعيُن كالصقر، و قبل أن تركب سيارتها لاحظت أن إحدى عجلات السيارة غير سليمة ( نايمة ) ..
زفرت هي بخنق حتى أستمعت لصوت خلفها
_ أنتِ بخير؟ حصل حاجة؟
نظرت مُضِيّ للمُتحدث و الذي لم يكُن سِوى نوح الذي كان يظُن أنها لا تستطيع التحرُك لأنها مريضة لتقُل: أه أنا بخير بس عجلة العربية نامت و أنا مش بعرف أغيرها.
شمر نوح أكمام القميص و هو ينحني حتى وصل لعجلة السيارة قائلًا: طب عادي مش مُشكلة أنا هغيرهالك، هاتيلي بس الإستبن و الكوريك من شنطة العربية..
_ لأ ميصحش أتعبك معايا أكتر من كدا يا أُستاذ نوح بجد أنا هكلم حد من قرايبي و هو هيجي يعم..
قاطعها نوح قائلًا بتصميم: و على إيه كُل دا، و على فكرة مفيش تعب ولا حاجة أنا إللي بقولك هغيرها.
تنهدت مُضِيّ بإستسلام لتقُل: طب تمام بس حضرتك لازم تطلب مني طلب قُصاد خِدمتك دي لأني حقيقي تعبتك معايا كتير.
نظر لها لدقائق يُحاول أن يعرف أ هي حمقاء أم غبية؟ تغاضى عن تفكيره هذا قائلًا: طيب و أنا طلبي هو إننا نشرب قهوة مع بعض في أي كافية هنا، مقبول ولا إيه؟نظرت له لدقائق لتوافق بعدها ثُمَ ذهبت حتى تأخُذ الاشياء التي يُريدها و تعطيها له، بينما هو كان يعيش أسعد لحظات حياته بقُربها.
______________________________________داخل كافية Wave بالأسكندرية ..
دلف يونس للكافية بوجه باهت ليجلس على أول طاولة وقعت عيناه عليها..
لم يُلاحظ تلك التي رأته بمُجرد دخوله من الباب، تركت هي طاولتها و تقدمت منه حتى جلست على الكُرسي أمامه..
نظر لها يونس ليبتسم بهدوء: إيه الصدفة دي؟
ضحكت ناريهان قائلة: عندك حق صُدفة غريبة فعلًا..
"أكملت بعد ما لاحظت عيناه الحمراء و شحوب وجه" أنتَ بخير؟ شكلك مُرهق و غريب..
خلع يونس نظارته ثُمَ مسح على وجه بتعب و هو يتنهد قائلًا: بما إني قابلتك النهاردة بالذات، ف أنا عايز أكلمك في حاجة مُهمة علشان مش عايز أفضل شايل ذنبك..
حملقت فيه ناريهان بتعجُب ليقُل: داوود خطيبك مش بيحبك..
صمتت ناريهان لدقائق و قد علمت أن يونس لم يعلم بخبر انفصالهم لتقُل بريبة: ليه بتقول كدا؟
ضحك يونس بمرارة مُتحدث: علشان الظاهر إن هو و لينة في بينهم حاجة و من زمان أوي.. يمكن من قبل ماهو يسافر حتى..
_ يونس أنتَ جيبت الكلام دا منين؟ إيه إللي حصل خلاك تقول كدا؟
أجاب بإنفعال: لإنه بعتلها إمبارح يقولها إنه مبقاش مستحمل بُعدها عنه خصوصًا و هو عارف إنها بتحبه!! و قال عايز يقابلها علشان يحلوا الخلاف إللي بينهم!
أكمل بضيق: أنا مش قاصد أضايقك ولا أتدخل في علاقتكم، لكني محبش إنك تتصدمي نفس صدمتي بعد ما تكوني أتعلقتي بيه أكتر زي ما حصل معايا.
لم تتحدث ناريهان بل تركته يُكمل حديثه بعدما علمت أن حالته ليست جيدة بتاتًا و أن قلبه مفتور بسبب لينة..
تحدث هو بألم: أنا مش حابب أتهمها بحاجة وحشة أو أظلمها ولا أسئ ليها حتى لو فعلًا في علاقة بينهم لإن مهما كان.. كانت في يوم من الأيام هتكون مراتي و لأنها .. لأنها حبيبتي إللي مكُنتش أتخيل أبدًا إن دا يحصل منها، بس أنا مش لاقي تفسير للرسالة بتاعته غير إن في بينهم قصة حُب مش هينة.. دا غير إنها من وقت رجوعه و متغيرة معايا
نظر لها و هو يُكمل: أنتِ عارفة يا ناريهان، أنا أكتشفت إني عُمري ما حسيت منها أي كلمة حلوة قالتها ليا
كنت بحس دايمًا إنها مجبورة تقوله أو بتقوله تقضية واجب و خلاص، مكُنتش بشوف في عنيها اللمعة إللي كانت بتكون في عنيا أول ما ألمحها.. أنا مش فاهم طالما هي بتحبه هو أختارتني أنا و خلتني أحبها ليه!! طب لو مثلًا نفترض إنها حست بحُبه دا بعد ما أتخطبت ليا، مبعدتش عني بهدوء ليه.. لو كانت جت و قالتلي إنها عايزة تنفصل لإن قلبها مع غيري أقسم بالله ما كنت هتوجع كدا ولا كنت هشيل منها زي دلوقتي! ليه أختارت الخيانة و إنها تجرحني بالشكل دا بدل ما تصارحني و نبعد بإحترام؟ ليه تقلل من شكلي قُدام نفسي و من رجولتي قُدامه و قُدام نفسها و قُدامي ليه!!
وضع يونس يده على جبهته بينما كانت تستمع له ناريهان بألم و قد شعرت في تلك اللحظة أنها تُريد خنـ-ـق داوود و لينة معًا، ندمت ناريهان أشد الندم لأنها شاركت في جر-حهُ هكذا حتى و إن كان من بعيد..
تحدثت ناريهان و هي تمد يدها لتُربت على يده كردة فعل تلقائية: يونس بجد متتعبش حالك كدا، هي متستاهلش حُبك دا ولا أي حاجة تستاهل عمومًا إنك تكون حزين كدا.. كمان أنتَ مش قليل ولا حاجة و مفيش حاجة حصلت تقلل من رجولتك بل بالعكس هي إللي بتقلل من نفسها بالشكل دا إنما أنت بجد إنسان كويس و مُحترم و حقيقي راجل متزعلش عليها.
تنهد يونس ليبتسم لها بهدوء و سُرعان ما تحولت نظراته لناريهان لتعجُب -و لم يُلاحظ بعد أن يدها مازلت تُمسك بيده- : هو أنا ليه حاسس إن مش فارق معاكِ داوود؟ يعني حسيت إنك مش مُهتمة إنه بيحب غيرك..
أبتسمت ناريهان بهدوء: يعني شبه أه، أصل أحنا سيبنا بعض من كام يوم ..
_ ينفع أسأل ليه؟ أنتِ عرفتي حاجة عن موضوعهم؟
صمتت لدقائق تُفكر بإجابة مُناسبة لتقُل: لأ، بس تقدر تقول حسيت يعني، هو كمان مكنتش بحس إنه بيحبني كفاية أو عايزني أكون زوجة ليه.
صمت هو و قد لاحظوا أن أيديهم مازالت مُتشابكة لتبعد ناريهان يدها بإحراج ثُمَ قالت بتغيير للموضوع: المهم إنتَ إيه إللي جابك إسكندرية ؟
أجاب يونس بتنهيدة: ولا أعرف، أنا بمُجرد ما شوفت الرسالة مشيت من عندها منغير حتى ما أقولهم و ركبت العربية لحد ما لقيت نفسي بروح على طريق إسكندرية الصحراوي.. أنتِ إيه إللي جابك هنا؟
_ أنا جيت هنا من يومين في شُغل، بس خلاص خلصته و المفروض أرجع بس بتمرقع ..
ضحك يونس ثُمَ تساءل: أنتِ بتشتغلي إيه؟
أجابت بهدوء: أنا wedding planner.
نظر لها بإعجاب -بسبب عملها ليس أكثر-
بينما هي ظلت تنظر له بإبتسامة.
______________________________________
أنت تقرأ
- أضغاث مُضيئة -
Romanceمُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به حينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارص.. ف كيف للضوء أن يلتقي بالليل، و كيف للنار أن تتأقلم مع البحر؟