نصيحة " ٧ " / لا تلقوا بأنفُسكم في طريق الحُب حتى لا ينتهي بكم الأمر إلى المهزلة.
" ذلك الطريق الذي نذهب به، يبدو للجميع أننا نذهب إليه بكامل إرادتنا ولكن على العكس تمامًا..
نحن نذهب مُغيبين وكأن عقلنا ليس بمكانه الطبيعي، نفعل كل شيء بعقلٍ غائب عندما يتعلق الأمر بالحُب، نأكل ونحن نُفكر بالمُستقبل الذي نكون به مع أحبائنا سويًا، نعمل ونركز على أشغالِنا جسديًا بينما عقلنا في مكانٍ أخر مع من يُشغله
ونعيش أيضًا على أمل أن نلتقي بمن نُحب ونستريح من الدُنيا ومتاعبها بأحضانه. "رد عليه مُصطفى ببرود: وهي مش الأصول بتقول إنك تيجي أنت وأبوك وتطلبوها مني المفروض وأنا أقرر أوافق أو أرفض، ولا أنتَ فاكرها ساعة جاي تستلفها مِني ساعتين؟
حمحم داوود بإحراج بينما قال أبيه: حقك يا أخويا، ما أنا لو عندي بنت وإبنك جه يطلبها بالشكل دا كنت طردته..
ثُمَ وجه حديثة لداوود وهو يُكمل: روح الله يكسفك.
تحدث داوود: أنا قولت أحنا أهل ف ملهاش لازمة الشكليات بس..
رد مُصطفى وهو يسحب لينة بجانبه: دي الأصول يا داوود مش شكليات..
أرتشف جلال من كوب القهوة دون حديث بينما قالت نوال بحنان: متبقاش قاسي يا مُصطفى دا إبن أخوك وأديه داخل البيت من بابهُ أهو وبيطلبها منك.
أعتدل مُصطفى في جلسته دون تحدث ليجلس داوود أمامه وهو ينظر لأبيه و يُشير بعينيه على والد لينة ليقُل صالح موجهًا حديثه لأخيه: طيب.. أنا طالب إيد بنتك لينة لأبني داوود ..
همست سارة: دا أكتر طلب جواز عبثي أنا شوفته في حياتي.
أومأت مُضِيّ لسارة مؤيدة حديثها وهي تُتابع ما يحدث بفضول بينما أكمل صالح: و دا إبن أخوك يعني مش هتحتاج تسأل عنه ولا أي حاجة أنتَ عارف حياته وبلاويه أكتر مني تقريبًا.. ف معتقدتش في حاجة تعطل ردك علينا علشان الواد دا خنقني.
ضحك الجالسين بينما قال داوود بإحراج: تسلم يا بابا تسلم يا حبيبي.
تحدث مُصطفى قائلًا: أنا عن نفسي موافق شرطي هو إن ميحصلش جواز على طول، خطوبة الأول.
أعترض داوود قائلًا: خطوبة ليه ؟ ما إللي بيعملوا خطوبة دول بيكونوا ميعرفوش بعض وعايزين يتعودوا على بعض.. أحنا متربيين مع بعض أساسًا ملهاش لازمة خطوبة يا عمي نخليها فرح على طول!
رد عليه مُصطفى بتصميم: دا شرطي، خطوبة الأول وبعدين جواز.
وافق والد داوود كذلك داوود وافق على مضض ثُمَ قال: طب نقرأ الفاتحة؟
_ كدا مفاضلش غير رأي البنت وأُمها.
أبتسمت مروة قائلة: داوود زي أبني مش هلاقي حد أحسن مِنهُ لبنتي..
نظروا جميعًا لـ لينة التي أبتسمت بخجل وقالت: أنا موافقة.
أبتسم داوود لها بسعادة ليرفعوا أيديهم جميعًا ويقرأوا سورة الفاتحة ..
دقائق وأمتلئ البيت بالسعادة وصدح مِنهُ الزغاريد والمُباركات وقد كان ذلك اليوم هو الأفضل مُنذ أن عاد داوود من هجرته.
______________________________________صباحًا / في بيروت..
تحدثت ناريهان في الهاتف وهي ترتدي حذاؤها قائلة بسعادة: أخيرًا! ألف مبروك يا داوود كدا الخطوبة إمتى؟
_ الأسبوع الجاي بإذن الله.
خرجت ناريهان من الفُندق وهي تقول: فرحت أوي بجد ربنا يهنيكم ويهدي سِركم يارب، شوفت بقى مش لو كنا معملناش التمثيلية دي كان زماني حضرت الخطوبة دلوقتي!
أستمعت لرده لتضحك قائلة: أساسًا أنا برة مصر في سفرية شغل ف كدا كدا مش هعرف أجي، وبعدين خلاص ياسيدي بإذن الله عقبال ما تتجوزوا أكون أنا أتجوزت وأجي أحضر الفرح أنا وجوزي ويبقى مفيش مشاكل وقتها.
______________________________________
أنت تقرأ
- أضغاث مُضيئة -
Romansaمُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به حينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارص.. ف كيف للضوء أن يلتقي بالليل، و كيف للنار أن تتأقلم مع البحر؟