أخبار سَارّة

81 2 3
                                    

الشخص الأحمق ليس عليه حرج ولا يجب علينا توبيخه لأنه ولِدَ "أحمق" بالفعل، مما يعني أنه لا يتصنع الغباء، من يجب أن يُعـ نف أو يُلام بحق هو الشخص الذكي الذي يُصيب عقله الغباء في بعض الأحيان، لأنه في لحظات غبائه تلك يتخذ قرارات حمقاء ستودي بحياتنا جميعًا إلى التهلكة.

الثامنة مساءًا - الأربعاء / مقهى الأميريكين

تعالت ضحكاتها دون أن تضع يدها على فمها وهي تعود للخلف في حركة تلقائية، ضحك أدهم معها وهو يقول: والله مُنى دي طلعت عيني أنا وهالة أمها في أول سنة ليها مدرسة، دا في مواقف أكتر من كدا هبقى أحكيلك عليها بعدين أصلها محتاجة يوم من أوله.
ضحكت ثانيةً ليقول مُسرعًا: على فكرة ضحكتك حلوة، وبحب فيكِ إنك مش بتخبيها بكفك زي ما الأغلبية بتعمل.
أزالت بطرف إصبعها السبابة خُصلتها القصيرة من على عينيها وقالت بخجل: أحم شكرًا.
عم الصمت بينهم، فظل هو ينظر لها يتأملها بعينيه أما هي فكانت تتحاشى النظر إليه، تحدث فجأةً بتساؤل: هو أنتِ مفكرتيش تعملي حاجة جديدة في حياتك بعد الطلاق؟
رمشت بأهدابها وهي تستفسر: حاجة زي إيه؟
رفع أكتافه وأنزلها ثانيةً يقول: أي حاجة، تنزلي شغل مثلًا، تعملي حاجة بتحبيها أو حتى تتجوزي تاني..
تنهدت سارة ثم أجابت مُبتسمة: لأ فكرت، يعني أنا في أول طلاقي خالص كنت مقررة أشتغل وأعتمد على نفسي وبتاع بس جربت ومعرفتش، أصل كار الشغل دا مش كاري الحقيقة خصوصًا لو مش حاجة بحبها أو مهتمية بيها بمعنى أصح، أما عن الجواز فكان نفسي طبعًا أتجوز تاني يعني مكنتش رافضة المبدأ بس كان كل إللي بيتقدموا يأما متجوزين وعايزني زوجة تانية ودا طبعًا كان شيء مستحيل بالنسبالي أنا وأهلي، يأما رافضين مبدأ الخِلفة علشان عندهم أولاد بالفعل ودا كان شيء مستحيل بالنسبالي برضوا.
أومأ أدهم بفِهم قبل أن يتساءل مُجددًا: أنتِ عايزة تخلفي للدرجة دي؟ ... قصدي يعني طالما كدا ليه مخلفتيش من ماجد؟
هزت رأسها بسرعة وهي تقول بتمني: جدًا يا أدهم جدًا، السبب الأول لرغبتي في الجواز وأُمنيتي الوحيدة هي إني أبقى أم، مخلفتش من ماجد لأنه كان مُصِر نأجل الخلفة بحِجة إننا نستمتع بشبابنا ولأني كنت بحبه وافقت.. مش عارفة المفروض أقول للأسف ولا مقولش بس في الأول والأخر الحمدلله يعني.
_ متقوليش للأسف لإن طالما دا محصلش يبقى دا هو الخير ليكِ، وبعدين مين عارف ما يمكن ربنا مقدر لِك إنك تخلفي من راجل يبقى بيحبك بجد ويصونك.
تنهدت قبل أن تتحدث برجاء: يارب يا أدهم، يارب فعلًا يبقى دا عوض ربنا ليا.. على قد ما أنا بتمنى أكون بيت دافي وأُسرة سوية على قد ما أنا خايفة فاهم؟ خايفة أُمنيتي دي متتحققش، يعني أنت عارف أنا ست ومش صغيرة وبكبر في السن فأتمنى أحقق حلمي دا ومبقاش خسرت كل حاجة.
أبتسم لها وهو يقول بثقة: هيتحقق، أنا واثق إنه هيتحقق.
تنهدت وهمست بتمني: يارب..
دقائق وضحكت هي بعد صمت فجأة: تعرف إن حلمي من وأنا في ثانوي أفتح كافيه وأسميه "سَارّة"!
عقد حاجبيه بتعجب وهو يبتسم: كافيه وتسميه سَارّة!طب أشمعنا سَارّة ليه مش سارة عادي؟
ذمت شفتيها بعدم معرفة: معرفش بس الاسم دا كان معلق في دماغي عامةً، أهو دا الشغل الوحيد إللي ممكن أكمل فيه عادي منغير ما أزهق ولا أتعب.
هز أدهم رأسه بِفهم: ياستي يارب تفتحي كافيه ويتحققلك كل أحلامك.
نظرت للأعلى تردد بترجي: يارب!
______________________________________

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

- أضغاث مُضيئة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن