نصيحة " ١ " / لا يوجد من سيستمر للأبد .. جميعُنا ذاهبون بلا عودة لذلك، لا داعي أن يطيل حُزنكم على من ذهبوا لأن الحياة لا تُعاش إلا مرةً واحدة، لا مانع أن تحزن مرة و تبكي مرتين .. و لكن تذكر دائمًا بعد البكاء أن تعود لعيش الحياة بالسعادة التي أعتدت عليها و أن تسترد قوتك التي سُلبت مِنك.
كانت العائلة بأكملها جالسة على مائدة الطعام و الأحاديث تدور بينهم بسعادة و قد كان ذلك المشهد هو الأجمل في عين جلال .. بينما يحدث ذلك كان داوود ينظر لـ لينة التي تدعي عدم المُبالاة بأشتياق بين الحين و الأخر.
تحدث جلال و هو يشير لهُم أن يستمعوا له: بقولكم إيه يا ولاد، بمُناسبة يعني رجوع داوود من السفر .. أنا مخطط لحاجة بقالنا زمن معملنهاش و عايزكم تستعدوا ليها..
نظر الجميع له بترقُب، تحدث صالح: إيه هي يا بابا؟
أخذت نوال إحدى الأطباق و قالت و هي تُعطيها لزوجها: كُل بس يا حج و أبقى أتكلم بعدين الكلام مش هيطير.
أبتسم جلال و هو يأخُذ الطبق منها: تسلمي يا أُم سارة، أحنا بمشيئة الله الأربع الجاي مسافرين الساحل نقضي هناك كام يوم.
هلل الجميع بسعادة بينما صفر بحر مُتحدث: أيوة يا جدو يا جامد.
ضحك جلال قائلًا: لأمانة ربنا هي مش فكرتي، هي فكرة عمتكم سارة..
تركت ميار المعلقة و هي تقُل: هي عمتو دايمًا مبتقولش غير الأفكار الجامدة دي.
قاطعت مُضيّ تهليل الجميع و هي تُقل: أيوة يا جدو بس أنا عندي شغل و أنت عارف صعب أقفل العيادة أكتر من يومين.
أيدتها مروة قائلة: أيوة و دروس ميار يا حج ما أنت عارف أنها داخلة تالتة ثانوي.
تحدث جلال بحزم: إللي قُلتوا هيحصل و مفيش كلام بعده، الشغل و الدروس مش هيطيروا دا هو أسبوع.
قالت مُضيّ بطاعة: خلاص يا جدو إللي تشوفوا..
أبتسم جلال مُكملًا: و أنتِ يا لينة..
*نظرت له لينة بتركيز* كلمي يونس خطيبك يفضي نفسه و يجي معانا، و أهو منها يتعرف على داوود برضوا.
وضع داوود كوب الماء على الطاولة بعُنف لينظُر الجميع له بتعجُب.. قالت لينة بأبتسامة و هي تنظُر لداوود بأنتصار: من عيوني يا جدو، هكلمه حاضر.
نظر لها داوود لدقائق قبل أن يقف مُغادرًا للغُرفة و هو يقُل ببرود: الحمدلله، شبعت.
نظرت له هاجر والدته بحُزن و هي تعلم جيدًا حالة أبنها..
____________________________________
_ بس بقى ف أما لقيتها بتبجح فيا و بتقُل عليا أني سرقت خطيبها منها اا..
قاطعها نوح قائلًا لها بتعجُب: سرقتي إيه يا ناريهان؟ إنتوا ليه بتتعاملوا على إنه حلق فضة مش بني آدم؟
ضحكت ناريهان قائلة: ماهي يا نوح مُقتنعة أني كنت أعرف أنه خاطب و قال إيه هو كان بيصُدني و أنا إللي بجري وراه! مش قادرة تفهم إنه زي بقيت الرجالة بيريل على أي تاء مربوطة.
_ زي بقيت الرجالة!!
أستوعبت ناريهان ما قالته و أنها ذمت نوح للتو لتقُل مُحاولة أن تُشتت إنتباهُه عن ما قالت: ءء .. مش زي بقيت الرجالة أوي يعني، زي مُعظمهم كدا.. المُهم هي بقى أول ما قالت كدا أنا مسكتش طبعًا ...
أكملت ناريهان حديثها غافلة عن نوح الذي لم يكُن معها من الأساس، بل كان ينظُر لتلك التي تقف خلفها قائلًا بهمس: ليل!
صمتت ناريهان بعدما أستمعت له، لتنظُر خلفها و لم تجد أحد ف قالت و هي تنظُر له بغرابة: نوح .. أنت معايا؟
لم يرُد عليها بل ظل مُحدقًا خلفها لتقُل مُجددًا بصوت أعلى: نوح أنت سامعني؟
فاق نوح ليقُل لها و هو يُحاول أن يستجمع نفسه: أ .. أه معاكِ..
صمتت ناريهان ناظرة له بيأس و تعجُب من حالته.
____________________________________
"لحُبي الأول..
أُبلغك السلام، أما بعد..
ستظل روحي مُتعلقة بك حتى تصعد للسماء و سأظل أشتاق إليك حتى أراك و يستكين قلبي في أحضانك، أُهديك يا حبيبي كُل قُبلاتي و أشواقي إلى أن نلتقي."
• من رسائل لينة لحبيبها الأول.•
أنت تقرأ
- أضغاث مُضيئة -
Romanceمُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به حينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارص.. ف كيف للضوء أن يلتقي بالليل، و كيف للنار أن تتأقلم مع البحر؟
