رُبما ستتحقق أمالنا؟

103 2 0
                                    

كانت سارة تنظُر لمُضِيّ دون حديث بينما مُضِيّ لم تكف عن التحدث مُنذ أن رأتها
قالت بعدم تصديق وعيناها تدور في أنحاء الغُرفة: حد كان يصدق إني أعمل كدا ! دا أنا مدحت المعفن مشافش مني كلمة حلوة وهو خطيبي مابالك بواحد غريب بتغزل فيه يخراابي!
أمسكت سارة رأسها بتعب من ثرثرة مُضِيّ البلهاء قائلة: أما تخلصي ولولة عرفيني علشان بالشكل دا لا هعرف أقولك رأيي ولا هعرف أتنفس أساسًا من كل الهري دا.
أشارت مُضِيّ على فمها بعلامة الصمت لتقول سارة بهدوء: بعيدًا عن الموضوع إللي بتحكي فيه، أساسه أساسًا غلط!
يعني إيه تروحي بيت راجل غريب ؟ مش محتاجة أقولك إن لو أبوكِ أو مُراد عرفوا هيفلقوكِ نُصين بس بعيدًا عنهم، أفرضي هو مش كويس ولا عمل فيكِ حاجة ؟ دا غير أساسًا إنه حرام و مش من تقاليدنا ولا عادتنا !
تنهدت مُضِيّ دون حديث لتُكمل سارة : أنا عارفة إنك عملتي كدا علشان حاسة بالذنب من ناحيته ولأنه صعبان عليكِ علشان ملوش حد، بس في نفس الوقت ملاحظة إنك مؤخرًا بقيتي تعملي حاجات كتير منغير تفكير وبتمشي ورا عواطفك بزيادة حبتين!
أشارت مُضِيّ بأصبعها على سارة قائلة بتأييد للحديث: بالظـبـط! بمشي ورا عواطفي بزيادة.. دا بقى من أمتى ؟ أنا مش كدا و مش عادتي ومش بكون بالشكل دا ولا بعمل التصرفات المُتخلفة دي غير في حالة واحدة بس
أكملت سارة تومئ برأسها على حديث مُضِيّ: أما بتكوني مُعجبة بحد.
لطمت مُضِيّ قائلة بنواح: يالهوي عليا أنا مش عايزة أروح في الطريق دا تاني
أمسكت مُضِيّ يد سارة قائلة بنبرة باكية: سو أتصرفي أنا مش عايزة!
نظرت لها سارة وهي تكتم ضحكاتها قائلة: هو أنا وخداكِ أديكِ حُقنة ؟ أتصرف أعمل إيه بجد ، و بعدين أنا مش فاهمة فين مُشكلتك ما من كلامك واضح إن الولد كويس ممانعة و متحكمة في قلبك ليه ؟
تنهدت مُضِيّ: مش عارفة بس خايفة شوية .. شويتين تلاته..
أكملت قائلة بتنهيدة: الموضوع دا مُرهق وأنتِ أكيد عارفة دا، كمان أنا لسة معرفش عنه حاجة يُعتبر وهو غامض
رغم إني بحسه سعيد معايا و واخد راحته في الكلام لكن في نفس الوقت غامض مش بفهمه! يعني مثلًا عندك تفسير للـ حصله دا ؟ الحالة دي مش أول مرة تجيله
جاتله قبل كدا أما كنت معاه في المعرض و أنا مش عارفة إيه السبب.
قلبت سارة عيناها قائلة بملل: معتقدتش يا مُضِيّ إن مُجرد شعور بالغثيان بيجيله مخليه غامض عادي تلاقيه عنده أنيميا ولا فقر د/م ولا أي حاجة من الحاجات دي، وحتى لو أنتِ تقدري تجرجريه على فكرة في الكلام أو تسألي ناريهان مثلًا بما إنها صديقته المُقربة.
تنهدت مُضِيّ مرة أُخرى قائلة: بس أنا still حاسة بالخوف، مش منه بالعكس.. من الفكرة نفسها
كمان فِكرك لو بقى في بينا حاجة مدحت هيسيبنا في حالنا ؟ دا مريض ومش عارفة العباسية تايهة عنه فين.
ضحكت سارة ثُمَ قالت: هيعمل إيه يعني دا أهبل وحواره سهل يتحل، من رأيي سيبي نفسك و سيبي الموضوع يمشي زي ما يمشي منغير ما تتحكمي في مشاعرك
وإللي عايزهُ ربنا هيكون، وبعدين هو مجاش أتقدملك يعني علشان تقرري مسار علاقتكم من دلوقتي ..
أومأت مُضِيّ وقد أقتنعت بحديث سارة أقتناع تام، وقررت أن تترك الموضوع ولا تُفكر به وأن تستمتع بلحظاتها مع نوح دون قلق أو تفكير زائد عن حده.
______________________________________

- أضغاث مُضيئة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن