بمنزل صالح هاشم..
كانت لينة في غُرفتها تصنع تمثال جديد كعادتها قبل أن تدلُف والدتها فجأة بطريقة أفزعتها..
_ في إيه يا ماما إيه الرُعب دا؟
ردت والدتها بهدوء: سيبي إللي بتعمليه دا وتعالي أنا وأبوكِ عايزين نكلمك في حاجة.
تركتها وذهبت دون حتى أن تنتظر ردها للتعجب لينة و تخلع مريلتها وتغسل يدها بهدوء ثُمَ ذهبت لغُرفة والدتها ووالدها..
ظلت والدتها مُلتزمة الصمت ليتحدث والد لينة بهدوء: فاكرة وليد إبن إبن خال أمك؟
أومأت لينة ببطء ليُكمل والدها: بعد ما عِرف إنك فسختي خطوبتك طلب إيدك مِني وعايز يجي وتقعدوا مع بعض علشان يعرف رأيك..
أتسعت عيناها بفزع قائلة بسرعة: لأ! أنا مش مُستعدة نهائي أدخل في علاقة دلوقتي..
أبتسم والدها قائلًا ببرود: نسيت أقولك إني وافقت على طلبهُ وهيجي يوم الجمعة الجاية، يعني بعد أسبوع من دلوقتي.
تسارعت نبضات قلبها قبل أن تقل له بصدمة: أزاي يا بابا توافق على حاجة زي كدا منغير ما تاخُد رأيي حتى ! حرام عليك دا أنا لسة فاسخة خطوبتي من مفيش..
قال والدها بغضب: وإيه إللي يمنعك تقعدي مع واحد وتبدأي تشوفي حياتك مش فاهم؟
صمتت لينة تمامًا وقد أمتلئت عيناها بالدموع ليقُل والدها: هو سؤال واحد وعايزله إجابة يا أه يا لأ.. أنتِ بتحبي حد ولا لأ؟
ترددت لينة لتقُل: هيفرق معاك في إيه يا بابا إذا كنت بحب حد ولا لأ أنتَ بالفعل وافقت وإديت واحد كلمة رغم إنك مقولتش ليا مع إن دي حياتي أنا.
تجاهل والدها ما قالته وقال: يبقى مبتحبيش حد و دا يخلي مفيش مانع تقعدي مع وليد علشان لو كدا نتكل على الله ونقرا الفاتحة.
تنفست لينة بغضب قبل أن تذهب إلى غرفتها وتنهار باكية بينما قالت مروة لزوجها: إيه لازمته بس الكلام إللي قولته دا؟ ما أنت عارف إن بنتك بتحب داوود وهو بيحبها إيه إللي يخليك تفرقهم تاني؟
مسح صالح على وجهه قائلًا لها: أنا بدور على مصلحة بنتي يا مروة، أول مرة أما خليته يبعد عنها كان علشان متتعلقش بوهم وحبل دايب.. ودلوقتي أنا بقربهم مش بفرقهم لو هو عايزها وبيحبها هيجي يطلبها مني مش أنا إللي أروح أرخص بنتي وشبه أقوله تعالى خُدها كأنها معيوبة مثلًا.. لو هو مجاش طلبها يبقى نفُضها سيرة ويبعد عنها تمامًا أنما الحال المايل وخروجاتهم وكلامهم دا مبيعجبنيش.
صمتت مروة ولم تتحدث وقد شعرت أن زوجها على حق.
______________________________________" أتمنى أن ألقاكِ مرة أُخرى حتى وإن كان ذلك اللقاء في غِنوة بصوت عذب، لوحة فنية مرسومة بدِقة أو كوكب أخر
أتمنى أن ننتقل من سطور الآلام و نلتقي بين سطور الحُب. "
• من تدوينات نوح لمعشوقته •دلفت ناريهان و مُضِيّ لغُرفة نوح الذي كان مُمدًا على سرير المشفى بتعب..
أسرعت ناريهان إليه قائلة بفزع: يالهوي أنتَ إيه إللي دشم/لك كدا؟
تنهد نوح بتعب قائلًا: قَرك.. قرك عليا هو إللي عمل فيا كدا.
ضر/بته ناريهان بيدها ليتأوه قائلة: لأ متجيبهاش فيا..
خبطتها مُضِيّ بخفة قائلة: حرام عليكِ متضر/بيهوش مش شيفاه تعبان إزاي!
نظرت لها ناريهان بإستنكار بينما أتسعت الإبتسامة وجه نوح وقبل أن يتحدث دلف صديقه لتلقي ناريهان السلام عليه ويتبادلوا الحديث بشأن نوح بينما ظلت نظرات مُضِيّ مُعلقة على نوح بقلق..
تحدث صديق نوح حديث جذب أنتباه مُضِيّ: هو الغريبة بس إن مفيش حاجة أتسر..قت مِنهُ يعني البلطـ/جية إللي طلعوا عليه دول مكنوش عايزين منه حاجة في الأغلب..
قال نوح: هما أساسًا متفاهموش معايا، أنا بمُجرد ما نزلت علشان أقابلك يا رأفت أستغلوا أنهم كتير وأنا لوحدي و أتكاتروا عليا.
ربطت مُضِيّ الأحداث ببعضها لتشعر بالذنب تجاهُ، أتجهت له ناريهان قائلة وهي تفعص وجنتيه: ألف سلامة عليكي يا نونو
ضرب نوح يدها قائلًا بألم: وشي يا غبية..
ضحكت مُضِيّ و رأفت لتقُل ناريهان: طب معلش يا رأفت ممكن توديني للدكتور بتاع نوح علشان أعرف هيخرج أمتى وفيه إيه بالظبط.
أومأ رأفت ليأخذها معه بينما ظلت مُضِيّ بجانب نوح، سحبت الكرسي وجلست بجانبه قائلة: أنا أسفة..
فتح عيناه وهو ينظر لها بعدم فهم لتقُل بتأنيب ضمير: أكيد مدحت له يد في إللي حصلك دا، أنا أسفة بجد أنا مكنتش عايزة دا يحصل .. كان المفروض أفهم إن قربي منك غلط وهيسببلك مشاكل كتير والمفروض أبعد عن..
قاطعها نوح قائلًا بحِدة: إيه إللي بتقوليه دا؟ أنتِ ملكيش علاقة باللي حصلي وحتى لو الزفت دا له يد أنتِ إيه علاقتك هو أنتِ إللي حرضتيه؟ متشيليش نفسك ذنب معملتيهوش
وبعدين تبعدي ليه؟ أنا حياتي قبلك مكنتش جنة يعني وخالية من المشاكل علشان تشوفي إنك بتسببيلي مشاكل!
لم تتحدث مُضِيّ بل ظلت تنظر له ليقُل هو مُمسكًا بيدها التي تضعها بجانب يده: أنا المشاكل بدأت تقِل من حياتي أما أنتِ دخلتيها.
أبتسمت له و أخذت جُملته بمحمل الأخوية بينما ظلت يده مُمسكة بيدها لتدخُل ناريهان عليهم قائلة: الدكتور قال إن الحمدلله مفيش نز..يف داخلي وإنك تقدر تخرج بُكرة و..
صمتت وهي تنظر ليد نوح المُمسكة بيد مُضِيّ لتقُل: هو أنا كل ما هسيبكم وأرجع ألاقيكم ماسكين إيد بعض!
______________________________________
أنت تقرأ
- أضغاث مُضيئة -
Romanceمُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به حينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارص.. ف كيف للضوء أن يلتقي بالليل، و كيف للنار أن تتأقلم مع البحر؟