30 . العشـاء الأخـير

306 21 13
                                    




لم تطل المحادثة بين راڤال وزوجة عمه كثيرًا
أَفرغ كل ما وّد التكلم به معها وغادر دون أن يثقل كاهلها بكثرة كلامه مُتفهمًا ومراعيًا اياها كعادته ..

قضت مليورا ليلتها على شرفة الجناح لوحدها
تستذكر جلساتها على الشرفة في شقتها بنيويورك
كم كانت مشتاقه لبلادها لعائلتها لموطنها
أهذا هو الاشتياق ؟ اهذا هو ما كانت تتحسر عليه في الغربه ؟ منذ ان عادت مشكله فوق اخرى وبلاء اقوى من سابِقه لدرجة انها بدأت تُشكّك في قرار عودتها للوطن في المقام الأول !

تذكرت صديقاتها في نيويورك احتفالاتها في النوادي بكل قضية تكسبها حياة رفاهية دون قيود او حدود
كانت نيويورك ملعبها رغم انها غريبة عن تلك البلاد
الا انه لم يكن احد يتجرأ معاداتها او حتى مهاجمتها في وطن ليس لها وليست منه !
اما في صقلية ؟ مِلكها ؟ يتسابقون في من يستطيع كسر عظامها اولاً

اعادها للحظة رعشة جسدها من نسيم البحر الطفيف
وقد عادت لها الهواجيس والكلمات ..
وضعت راحتا يديها فوق بطنها تمسح بخفة : ربما ليس الان ! ربما ليس اليوم وليس غدًا ليس في هذه الفترة اللعينة

استقامت تحضر بطانية من الغرفة عائدة نحو الشرفة تتمدد فوق الكنبة تطالع الأمواج حتى أرتخت جفونها
ونامت في الشرفة ..
على يمينها لو اعطت انتباهها للاحظت وجود شرفة ملاصقة بنفس مسافة وارتفاع خاصتها
وهناك يتواجد مارسيل يجلس في الزاوية يراقبها من بين الظلام المحيط به بصمت تام ورفيقته لهذه الليلة الكئيبة هي سيجارته ..

حل الصباح وكانت مليورا قد استيقظت وجهزت نفسها لليوم الذي ستقضيه مجددًا بالمنزل
رن هاتفها بأشعار رسالة من اراميس : اين انت ؟

لترد عليه بسرعه وهي تلتقط نظاراتها : قادمة ..

توجهت للاسفل وكان الجميع قد انهى فطوره وانسحبوا لاعمالهم لتخاطب الخادمة : هلا رتبتي لي جناحي من فضلك ؟

: طبعًا سيدة مليورا ..

اومأت لها مليورا بأبتسامة وهي تكمل سيرها عبر الصالة نحو الحديقة ترتدي نظارتها ..
حالما رأوها التوأم استقاموا بأحترام لتبتسم مليورا بلطف وهي تقترب منهم مقبلة اياهم بأحضان : ما الاخبار ؟

اراميس بأبتسامة : بخير وأنت ؟

: جائعة !

ادوارد بأبتسامة ضاحكة : احضرنا ما اعتدنا تناوله معًا من ذات المطعم

مليورا بأبتسامة وهي تجلس : لا استطيع المغادرة لذا سنضطر لتناول فطورنا في الحديقة معًا

ادوارد وهو يمضغ لقمة قسمها من رغيف الخبز الساخن : كيف كان اجتماع البارحة ؟ قلتي انك ستمرين على غرفنا بعد انتهاء العشاء ولم تأتي

مليورا بتنهيدة : ااه من الاجتماع !
الاجتماع كان تمامًا عرض قوة ديكتاتوري لمارسيل كعادته والجميع اصبح يرتجف خوفًا منه خاصةً عندما ذبح عنق جورج فوق طاولة الطعام
وهي ترمي شوكتها : تذكر هذا يقرفني من تناول الفطور ..

   سيدة صقلية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن