سيدة صقلية

45 . ذَوبـان الجليد لـدى ال بيلوتشي

اخذت نفسًا عميقًا تحاول تهدئة اعصابها : لم اعلم ان احدكم يمر بضائقة مالية لدرجة ان تطلب الاستيلاء على حساب مارسيل المصرفي لتوزيع معاشات لهم

بنبرة معارضة : يجب ان يتم تقسيم هذه الاموال بين العائلة ويأخذ كل ذي حق حقه يا مليورا

انفعلت به مليورا بنبرة تقترب للصراخ : مارسيل لم يمت لذا توقف عن التصرف وكأنه فارق الحياة ما هذا الهراء ؟
توزيع امواله واملاكه ما هذا الطمع الذي لديك الا تشبع قط ؟

نظر لها بحده محذرًا اياها بجدية : اعرفي حدك ولا تتحدثي كلامًا اكبر منك

ضربت الطاولة بكفة يدها صارخة به : بل انت ستسمعني اقطع هرائك هذا وفورًا والا انا من سيقطعه وان كان يعني هذا اعلان العداوة للعلن صدقني لن يهمني لعنة من بعدها
بنبرة مهددة رافعه اصبعها في وجهه : احرق هذا البيت بالذي فيه

بصراخ مرتفع : من بعد الان انا الاب والامبراطور والملك لهذه العائلة سَميه ماذا شئتي هذه العائلة بقيادتي وما اقوله انا سيُنفذ ان رضيتي ام لا
بصراخ هستيري : وان كان غرورك لا يتقبل فهذا هو الباب يمكنك الرحيل

بنبرة هادئة على عكسه : هذا القصر ..
وهذه المائدة ..
وتلك الكرسي التي تذبح نفسك للجلوس عليها ..
جميعهم ملك مارسيل وحده والى ان يعود الينا
لن اسمح لك او لغيرك بتدمير ما بناه بجهده لسنوات
لذا يا اندريه اصرخ بقدر ما شئت لن اترك لك ولو رجلاً واحدًا ليسري كلامك عليه سأسحب منك كل شيء حتى زعامة العائلة

استقامت عن كرسيها بأندفاع وغضب تسير بضعة خطوات سريعة مبتعدة عنهم ، توقفت عن السير بشكل مفاجئ وهي تردد بصوت منخفض : يحدث شيئًا ..

تحت نظرات الجميع لها بأستغراب لم يفهموا مقصدها وفي ثوانٍ سقطت مرتطمة بالارض فاقدة وعيها ليتجمعوا حولها بهلع صارخين بأسمها واولهم اندريه الذي قفز نحوها بسرعة يسند رأسها يحاول ايقاظها بقلق وخوف واضح ..

: مليورا ؟
صرخت فايا بصوت مرتفع راكضة نحو شقيقتها التي سقطت فاقدة وعيها على الارض
اخذ اندريه يربت على خدها يحاول ايقاظها مرارًا وعندما لم يحصل على اي استجابة وقف من على الارض مخاطبًا راڤال بلبكة : ساعدني لننقلها للسيارة

: افسحوا المجال افسحوا !
صرخ راڤال وهو يشدهم من فوق مليورا لكي يستطيع اندريه رفعها وبالفعل حملها فورًا نحو الباب يصرخ على نيار بأعلا صوته ليجهز السيارات فورًا
والجميع في قلق وجلبة على وضع مليورا وللوهلة الاولى سيبدو الامر بعيدًا كل البعد عن الواقع
اندريه ذاته الذي كان يصرخ بها قبل قليل بالغروب عن هذا القصر يحملها بين ذراعيه الان متشبثًا كالطفل خائفًا من حدوث شيء لها
هيلينا التي صرخت في وجهها بأنها السبب في كل مصيبة وكل بلاء يحدث لهم انها المتسبب الوحيد برقود ابنها في المشفى طريحًا تصرخ على الخادمات لاحضار معطفها خوفًا من ان تغادر السيارات وعدم مرافقة مليورا
وللصغيرة المتمردة فايا ها هي ترتجف كالقطه خوفًا على شقيقتها التي وصفتها بالانانية ولا تفكر سوى بنفسها ، جميعهم كانوا بحالة رعب وضياع ليس فقط لاهتمام البعض لمليورا بشكل شخصي بل لكون مليورا احد عواميد هذه العائلة وهذا البيت
مهما استنفروا وجودها وابتغضوا منها واتهموها بأمور لا علاقة لها بها لا يمكنهم انكار انها مصدر قوة للعائلة وسند في هذه المحنة ، من دون مليورا لن يصمد اندريه طويلاً ومن دون اندريه لن تصمد مليورا طويلاً
بقاء هاذين الاثتين متكاتفين معًا يعني بقاء العائلة وعدم المس بها وللأسف جميع افراد العائلة مدركين لهذا ما عدا مليورا واندريه اللذان دخلا في دوامة صراع القوة والنضال على منصب وكرسي ولا يبدو ان الخروج من هذه الدوامة قريب