في اليوم الثاني
كانت الإدارة مقلوبة رأساً على عقب والمدير عصبيا جداً يثور لأتفه الأشياء ..كان
بإمكان جواهر سماعه ...شارفت على الانتهاء من التقرير ولكنها لا تقدر أن تسلّمه
حتى تنتهي من كل التحاليل والاختبارات وتتأكد من النتائج...كانت بانتظار آخر
تحليل لدى فتحي ....انتبهت إلى أن الوقت كان متأخراً والنتائج لن تنتهي إلا في
صباح الغد ...أخذت حقيبتها الصغيره وهاتفها النقال ووقفت لتغادر بمنتهى الهدوء
بعد أن سلًمت على ابتهاج وكادت أن تصطدم بمديرها عند الباب ...كان واقفاً عند
الباب ليسألها : شالاخبار؟
لم يحلق لحيته هذا الصباح فظهر شعر قصير زاده وسامة .
جواهر بإرتباك وهي تحاول أن تزيح نظراتها عن عيناه السود الواسعة والتي يبدو
التعب عليها : قربنا نخلص سيدي...بكره الصبح بإذن الله بيكون التقرير على
مكتبك...
سيف: وليش مهب الحين؟
جواهر: أنت تدري سيدي أن الاختبارات ماتنتهي قبل 48 ساعه يعني بكره
الصبح...فتحي بيسهر على آخر واحد وأنا بكره بدوام من الفجر عشان اهتم
بالباقي.
عاد للخلف معطياً المجال لها لتخرج ثم صحبها وهو صامت للمصعد ثم للباب
الرئيسي ...وقف ينتظرها الى أن غادرت مثل الليلة السابقه كان يفكر لدرجة انه لم
ينتبه لنظراتها له....كان يفكر بحديثه مع مدير مكتب الوزير ( شكان يقصد
بكلامه؟؟ ماعجبتني تلميحاته ..ابداً ...ياترى الوزير مستاء من عملنا والا..
راضي؟الله ياخذه ...ما بّل ريجي بكلام حلو ...لكن معليه بكره لين خلص التقرير
بشوف شبيقول...)
كانت جواهر تفكر ( شفيه مديرنا اليوم؟؟؟ مهب طبيعي بالمره....في شي شاغله
اكيد الضغوط قوية عليه عشان هذي القضيه ...بس يستاهل ...خله يحس باللي
يسويه فينا في كل قضيه ..)
في المساء وفي وقت متأخر
كان سيف متوجه لباب جناحه وفتحه...اصطدم برائحة البخور والعود المطيب وفكر
( فديت أمي اللي تطيب لي مكاني دايماً ) دخل للمدخل الذي صممه ليبدو مثل اجنحة
الفنادق فبعد المدخل هناك غرفة الجلوس ذات الارائك الامريكيه المريحه والمطبخ
التحضيري في الزاويه وجهاز التلفاز البلازما المعلق ...فتح باب غرفة النوم
ومشى عبرها الى غرفة الملابس غير ثوبه وفتح المكيف المقابل للسرير الفارهه