بعد ساعة في مطار هيثرو
كانوا يتبعون موظف العلاقات العامة في السفارة الذي دخل لهم الطائرة بعد أن
فتحت البوابة مشوا في ممر طويل ذا تصميم قديم واجهته كلها من الزجاج
والارض يغطيها موكيت رمادي متهالك.. كانت مسافة طويلة التي مشوها حتى
وصلوا لموظف الجوازات ...ووقفوا أمام موظف الجوازات الانجليزي وهو في
الخمسينات من عمره والذي نظر لموظف السفارة بإستعلاء ثم سأله بعض
الأسئلة والقى نظرة على الوفد ثم عاد يسأل الموظف وبعد دقائق ختم على
جوازات سفرهم وكأنه تعطف عليهم بها ثم القاها على الطاولة ليأخذها موظف
السفارة ويطلب من الجميع اللحاق به للبوابة حيث تنتظرهم سيارات السفارة ..
أستقلوها بنفس ترتيبهم في باريس في اربع سيارات وغادروا المطار ...وما أن
خرجوا للشارع العام حتى انهمرت الأمطار بكثرة عليهم ولم يكن في وسع
السائق الا أن يسوق ببطء ....رجعت الذكريات لجواهر ساعة أن هطلت الأمطار
على السيارة ...أنها لسخرية من القدر أن تستقبلهم عاصمة الضباب بالمطر
الكثيف ...كانت السماء ملبدة بالغيوم ومع أن الوقت كان ظهراً الا أن اللون
الرمادي الذي طغى على الجو يوحي بقرب حلول الظلام ....بداية قاسية لأيام
عملهم في لندن وأحست أنها ستختلف تماماً عن أيامها في باريس ..حتى الجو
كان بارداَ وندمت لأنها لم تحمل معها معطف وحمدت الله عندما ركبت السيارة
ووجدتها دافئة ....كان الصمت يحل على ركاب السيارة ...وأحمد يركز وبكل
حواسه على الطريق وجواهر تنظر بحزن للجو الكئيب من خلال النافذه المغطاة
بالمطر..أما منى فحاولت التعبير عن خوفها عندما سقط المطر لكنها التزمت
الصمت عندما لاحظت توتر أحمد ...
في سيارة سيف
كان الجو متوتراً للغاية بدا سيف أنه بدأ يومه ببداية سيئة ..كان يحدّث
ابوحسن..
سيف: الحين يعجبك هاللي سواه هالحيوا.... جنه الا احنا جايين نطر منه ....
هالانجليز عمرهم مايتغيرون دايماً يعاملون الناس بدونيه ...الحين انت تشوف
هالمعاملة في مطار ثاني؟؟؟
ابوحسن : مادري ..هذي اول مرة اسافر اوروبا وماروح غير الدول العربية
وخبرك هذول اذا عرفت لهم ...ترتاح وماتحس بشي ...
![](https://img.wattpad.com/cover/350186423-288-k359000.jpg)