1

5.4K 35 0
                                    

كانت جواهر في سيارتها الـ bmw عائده للبيت من عملها كمحلل جنائي في

الإدارة العامة للأدلة والمعلومات الجنائية... متأخرة كعادتها تًفكر بأمها التي بالتأكيد

لازالت تنتظرها على الغداء وقد تعدت الساعة الرابعة عصراً وصوت حسين

الجسمي الذي تعشقه يغني لها وحدها عندما سمعت هاتفها النقال.

ضغطت على زر في سماعة الإذن بدون أن تنظر لهوية المتصل وأجابت: هلا

والله..

نوف : السلام عليكم

جواهر: وعليكم السلام ورحمة الله .....شحالج حبيبتي؟ وشحال حبايبي ؟؟

نوف: بخير الحمد لله وحبايبج على قولتج جنّنوني وماخلولي مخ ....

جواهر وهي تضحك : فديتهم ياربي وفديت جنونهم .....

نوف : خذيهم ....خذيهم كلهم وفوقهم مليون ريال ....

جواهر : بس مليون !!!! حرام عليج ....المهم بتجونا اليوم ؟؟؟

نوف : إن شاء الله ...بس أنتي طبعاً توّج طالعه من شغلج كالعادة....وأكيد امج

تنطرج وهي ميتة من الجوع....

جواهر: لا تحنين أنتي تدرين إني دايماً أقولها تتغدى بس هي ماترضى ...أنا

شسوي ؟؟؟

نوف: تطلعين من شغلج مع الناس ....نفس الدوام الرسمي يعني....

جواهر : بس أنا شغلي طبيعته غير , وأنتي تعرفين ...

نوف : ذليتينا على هالشغله....والحين لين تتغدين لين ترتاحين شوي يبغيلج

ساعتين على الأقل....يعني على العشا وما راح اقدر اقعد معاج وايد تدرين انه

محمد بيجيني عقب المجلس ....

جواهر : تعالي عقب المغرب على طول ماراح ارقد مخي مشغول ....وبعدين عشان

أمي تستأنس مع عيالج شوي.

نوف : قضيه جديدة ؟؟

جواهر : إيه...بس بعد في شي ثاني لين جيتي بقولج ..

نوف وفضولها ابتدأ: أنزين كلمتين بس ...تصبيره يعني...

جواهر : نوفه ...والله إني تعبااااانه اخليج الحين ....يله باي....

نوف بملل : الحين بجي مهب لازم ترتاحين ....ههههه باي


جواهر ( 29 ) الابنة الوحيدة لأمها تعمل منذ سنوات في هذه الأداره بعد حصولها

على الماجستير في هذا التخصص وهي التي درست في جامعة قطر ....سمعت من

نوف أن وزارة الداخلية وبطلب من الوزير الشاب وضعت خطه لإيفاد مجموعة من

الشباب المواطنين من حملة الشهادات الجامعية إلى بريطانيا للمشاركة في دورات

تخصصية في مجالات المختبر الجنائي المختلفة. لقد طلب تأهيل الكوادر الوطنية

للعمل في هذا المجال، والحصول على شهادة الدكتوراه والماجستير في تخصصات

علمية مثل التعرف على بصمة الدم عن طريق تحليل الـ d.n.a. .كان يطمح

للوصول بهم للعالمية لأنه رغب بتحقيق تغير ملموس أثناء عمله كوزير وقبل أن

يترك الوزارة ..وقد نجح نوعاً ما. توسط لها محمد زوج نوف وتم توظيفها في

الإدارة ومن ثم تم إبتعاثها للدراسة في بريطانيا فذهبت مع أمها لسنتين ونالت

درجة الماجستير .

لازالت تذكر كيف أقنعت أمها بالسفر ...لم تكن مهمة صعبه لأنها لا تستطيع أن

تسافر وحدها ولا تستطيع أن تترك أمها لوحدها في الدوحة ....أقنعت أخاها الكبير

احمد وهو اهتم بإقناع باقي العائلة ....احمد أخوها من الأب لقد تزوج أبوهم ست

مرات ورزق بمنى كشقيقه لأحمد ... وهيا من زوجه ثالثه , وحمده ونوره وعبد

الله من رابعة.فارق الحياة وهو لازال شاباً وجواهر لازالت طفله في السابعة ....

وعاشت أمها لأجلها ولم يظلمها إخوتها في ارثها ...بالعكس اعتادوا على زيارتهم

باستمرار ومشاركتهم حياتهم ...


نوف ( 25 ) صديقة جواهر الحميمة تعرفت عليها وهي في سنتها الدراسية

الأخيرة وعرفت على الفور أنها طيبه وذات شخصيه قوية ومميزه....تختلف عن

كل صويحباتها دخلت في حياتها بدون حتى أن تستأذن كانت لها الأخت الشقيقة

التي لم يرزقها رب العالمين استمرت علاقتها بها خارج الجامعة ...كم أحست

بالوحدة بعد تخرجها مع وجود كل صديقات الثانوية معها ولكن جواهر كانت

مختلفة.. وقفت معها في زفافها وحتى في ولاداتها ....حتى عندما كانت في لندن

كانت الاتصالات بينهما مستمرة وسافرت لها مرتين مع زوجها الذي كان في رحلات

عمل ...


نظرت جواهر لليمين قبل أن تلف المقود وإذا بشاب مراهق يتجاوزها بسرعة هائلة

أرعبتها فضغطت على الفرامل وخفف سرعته هو أيضا وكأنه ينتظرها...مرت من

جانبه محاولة تجنبه لكنه كان لاصقاً بها بشكل غريب ....كانت بقرب منزلها فخففت

أكثر حتى تجاوزها وأخذت أول منحنى للخروج من الشارع ....اصدر الشاب صوتاً

قوياً بسيارته ثم زاد سرعته وأكمل طريقه ....كان يحاول أن يرعبها فقط....كانت

تفكر ( هذا اللي كان ناقصني إنا ) أدخلت سيارتها وأوقفتها أمام الباب الرئيسي

وهي تعلم أن رفيق السائق سيركنها ما أن تدخل الفيلا . كانت فيلا ضخمه ولكنها

في نفس الوقت بسيطة ذات حديقة كبيره في الخلف اعتادت أن تجلس فيها مع أمها

بعد صلاة المغرب .


وجدت أمها تنتظرها في الصالة سلمت عليها وصعدت لغرفتها لتبدل ثيابها حتى

تتناول الغداء, صلت العصر ثم نزلت إلى غرفة الطعام .أخبرت أمها : نوف وعيالها

بيجون عقب شوي يمه .

الام : مرحبا بهم ...بينورون البيت ..

ابتسمت جواهر : يعني البيت الحين مظلم حتى وانأ فيه !!!!

الأم : يا زين حسهم والله ....يا حبي لهم ....

جواهر : انأ بروح غرفتي ارتاح شوي لين جات نوف خلها تجيني هناك ...

الأم: مهب تقعدون هناك وتخلوني بروحي مع عيالها....

جواهر: توج تقولين يا حبج لهم ....وبينورن البيت...استأنسي معاهم لين ننزل...


استلقت على فراشها تنتظر نوف وتفكر في أحداث يومها الطويل....كم تكرهه...


بعد نصف ساعة سمعت طرق على الباب أجابت: ادخلي

دخلت نوف وهي تبتسم وتقول: خل افتك منهم شوي طاحو بجبد أمج

سلمت عليها وجلست بجانبها على السرير وقالت : يله هاتي اللي عندج ...

شمضايقج؟؟

تنهدت جواهر بقوه وأجابت : بعد وشو غيره هالتعيس؟؟

نوف : شسوا اليوم بعد؟

جواهر : تصدقين جمع الموظفين الكبار في الإدارة الصبح وقعد يجعم فينا ونظراته

علي جنه أنا اللي كنت مقصرة....

نوف : شوي.. شوي....من البداية ...ليش كان الاجتماع ؟؟

جواهر : كان فيه قضيه عندنا في القسم دولارات مزيفه انتشرت من مقيم أسيوي

وصادوه بس عقب مده وكان متهمنا كموظفين بالتقصير في أداء واجبنا بشكل

سريع ومتكامل ...والدولارات كانت مزيفه بطريقه متقنه .موظف في البنك شك فيها

وحولها علينا ,المشكلة أنا مالي خص فهالقضيه أنا كنت ماسكه وحده ثانيه وهو

يعرف عدل هالشي لأنه هو اللي يكلفنا بها لكن شتقولين ؟؟؟؟ يحّر ...

نوف : وأنت شسويتي؟

جواهر: بعد شبسوي ؟؟ ولا شي طبعاً قعد يتحندا لين أبو حسن الله يخليه لنا ما

نبهه أن قسم الاحتيال هو اللي تأخر في تحليله للعملة والتحري عن مصدرها ...

كان يطالعني وأبو حسن يشرح له وللحين معصب ...يبغيني اشتغل شغلي وشغل

غيري...!!!!! ما صارت هذي .

ما لوم قلبي لانتفض عند طاريكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن