في صباح يوم الأحد
كان سيف متوجه لعمله وهو يعلم أنه لن يرى جواهر في هذا اليوم فهو موعد
إجراء عملية القسطرة لوالدتها وهي سترافقها بالتأكيد ...كم رغب بالاكتفاء
بالجلوس في البيت ولكنه يعلم أن هناك عمل مهم بانتظاره فحضر وهو في قمة
الضيق.....
عندما أوقف سيارته نظر إلى مكان إيقاف سيارتها ووجده خالياً أخذ نفس عميق ثم
نزل من سيارته ومشى باتجاه الباب ووقف عندما تهيأ له أنها تمشي أمامه فابتسم
لها ودخل معها المصعد وكان داخله موظفين ...التفت لها لتتأخر بالصعود فلم
يرها.. اكتشف أنه تخيل وجودها ....عّض على شفته بقوة ...
فيما بعد في مكتبه طلب من السكرتير إلغاء مواعيده وإبقاء أي تقارير مهمة
للعرض عليه في البريد...جلس في كرسيه وأشغل نفسه بالتصفح في الانترنت ولكن
أفكاره استحوذت عليه ...
في نفس الوقت في مستشفى حمد كانت جواهر تنهي إجراءات دخول أمها في قسم
القلب في مستشفى حمد بناء على ورقة الدخول التي أرسلها لها د. جاسم .. وطبعاً
كانت غرفة خاصة في القسم الذي يشرف عليه..وفي خلال ساعة كانت في الغرفة
مع أمها التي جلست على الكرسي بانتظار مرور الطبيب كما أخبرتها الممرضة
الهندية بابتسامة عندما لاحظت قلقها على أمها...
وضعت الخادمة أغراض أم جواهر في الأدراج بجانب السرير وغيرت غطاء السرير
بمساعدة جواهر بآخر أنيق احضروه من المنزل باللون الأصفر الفاتح ثم دعت أمها
للاستلقاء عليه..
بعد ساعتين دخلت عليهم الممرضة ثانية لتخبرهم بوصول الطبيب ليستعدوا ثم
خرجت وأدخلته... دخل الطبيب مع طبيب أخر فلسطيني وأخرى مواطنه يبدو عليهم
أنهم تحت التمرين ... سّلم على أم جواهر وجواهر وامسك الملف الخاص بها
تصفحه قليلاً ثم سألها: شحالج يمه اليوم ؟؟
ردت عليه: الحمد لله...
د.جاسم : أنتي طبعاً صايمة ؟؟
جواهر: ايه دكتور من البارحة فالليل..
د. جاسم : زين..زين ..عيل مستعدة حق القسطرة؟؟
أم جواهر: أن شاء الله ...
قال د.جاسم مطمئناً : يمه لا تحاتين..تراها سهلة أن شاء الله...دقايق ونخلص..
التفت للأطباء اللذين معه وشرح عن حالتها بالانجليزية وهم يكتبون كل ما يقوله