هذا مايفعله الموت ...يغير الناس الذي يتركهم خلف الميت...
الساعة الحادية عشر صباحاً في لندن
صعد سيف إلى الطابق الرابع حيث الجناح الذي تقيم فيه جواهر ووقف قليلاُ أمام
الباب وطرقه وأنتظر وما من مجيب وأعاد الطرق بطريقة أقوى وانتظر بلا فائدة
وألتفت حوله وهو مضطرب ويفكر في الحل وشاهد عاملة النظافة تخرج من جناح
ومعها رجل يساعدها في أخر الممر فأسرع إليهما وقال : Can you help
me miss to open the door ..i forgot the card
inside and my wife is not answering...
...: ممكن تساعديني يا انسه لأفتح الباب... انا نسيت البطاقة داخل وزوجتي ماترد
علي...
نظرت إليه بارتياب ثم نظرت إلى صاحبها الذي أومأ لها بالموافقة فقال :
Please.. I'm worried about her..
...: أرجوك أنا قلق عليها...
قالت : ok
وضعت بطاقتها في الباب الذي وقف أمامه وفتحته ثم أخذت تراقبه وهو يدخل
مسرعاً ويبحث بعينية في المكان ولم يجدها ثم وصل لباب الغرفة وطرقه ولما لم
يجد جواب فتحه ودخل وهما خلفه...كان اللون المشمشي يغلب على الغرفة بكل ما
فيها من أثاث وحتى الستارة والسجادة ...دارت عيناه في الغرفة المظلمة إلا من
ضوء بسيط من النافذة ولم يعثر على جواهر..سمع صوت السديس يتلو القرآن...
توغل في الغرفة أكثر وعيناه تبحث بقلق عنها حتى لمحها في زاوية الغرفة جالسة
على الأرض وهي تضم رجليها بيدها ورأسها على ركبتيها ... وشعرها منسدل على
ظهرها... أدار رأسه حوله ووجد حجابها مرمي على السرير مع ثيابها أخذه
ووضعه على رأسها وهو يناديها : جواهر ... تستري ياجواهر...
رفعت رأسها اليه وهي تضع حجابها ونظرت له وياليته لم يرها ...ليت عينه لم
ترى جواهر بهذا الحال ....بهذا الكم الهائل من الحزن ...مع أن عينيها صغرت
وانكمشت من كثرة البكاء لكنه قرأ اليأس فيها.. فكر ( آه يا جواهر صعبتي مهمتي)
التفت سيف إليهما وقال: Thank you.. I'll take it from here.
.....: شكراً ...سأتولى الموضوع من هنا ....
ثم دس ورقة نقدية في يد العاملة وأغلق الباب خلفهما وعاد لجواهر ليجدها بنفس
الشكل لم تتحرك قيد أنمله ... جلس على السرير بجانبها وقال: عظم الله اجرج..