صوت هاتفها الملّح قطع عليها أفكارها وعندما ردت كان أحمد قال لها بعد
السلام: أنتي بتروحين معانا نتعشى لين رجعنا من كنت ؟
جواهر: لا ..ماقدر اطلع اليوم ...بكرة عندنا شغل مهم في أكسفورد ولازم استعد
له من اليوم ...
أحمد : وش شغله؟
جواهر : الوكيل يبغينا نروح كلنا حق جامعة اكسفورد ....وبنرجع في نفس
اليوم.
أحمد : الله يعينج ...يله بخليج عيل ...
نظرت الى الطاولة الدائرية أمامها ورأت 3 فناجين قهوه فارغه..أعادت نظرها
للمطر الذي يتساقط على نافذتها وغرقت في ذكرياتها مرة أخرى ...فيما بعد
تعرفت على ندى البحرينية والتي التقتها في المكتبة وهي تحمل المراجع الثقيلة
فعرضت عليها المساعدة بوجه بشوش وهي تقول لها: شكلج خليجية هالجمال
المغطى بالحجاب أكيد عربيه هههه..
فرحت جواهر لمقابلتها ندى وشعرت أنها ستصبح صديقتها ...عرفت عندما
جلست معها أنها تكمل دراستها وفي نفس التخصص علوم المختبرات الطبية..
كانت لها نعم الصديقة, وقضت معها ومع امها امسيات كثيرة خصوصاً وأنها
تعيش وحدها في الغربة ...كانت تعشق أطباق أمها التي تعدها وخصوصاً
المجبوس ...وفي يوم من الايام وهم يمشون في الساحة الخضراء التي تحيط
بمباني الجامعة المتفرقة لمحوا فهد وحوله فتيات يتحدثون معه ويتضاحكون
بصوت عالي ....بدا عليه الانبساط معهم وحذرتها ندى منه قائلة: هذا واحد من
الشيوخ في بلاده تملل من الدوام في شركة ابوه قرر أنه يكمل دراسته في إدارة
الأعمال ويأخذ إجازة من كل الضغوط اللي في حياته ....ومسوي نفسه دون
جوان وكل يوم مع بنت شكل....ماتمت بنت حلوة في الجامعة مارافقها حتى
بنات بلاده وبعد كم يوم يتملل منهم ويغير ....
جواهر: بس شكله طيب وأجودي ....ساعدني في أول يوم لي في الجامعة ....
ندى: يتروالج أنه طيب ....هذا اناني ومايحب الا نفسه وكل شي يسويه لغرض
في نفسه ....تحملي منه تراه أكيد بيحاول يتقرب منج وبأي حجه فأنتي انتبهي
منه ...لاتقولين ماحذرتج ...
وصَدَقت ندى حاول كثيراً خلال السنه الاولى أن يتقرب منها ممارساً كل أنواع
الحيل كلما سنحت له الفرصة وكانت لوحدها....لذا كانت تحرص جواهر على
عدم البقاء لوحدها في مبنى الجامعة كلما استطاعت ذلك...وكانت كلما أعتذرت