الفصل التاسع♥️

22.1K 738 36
                                    

الفصل التاسع (يموت من أجلها !)
-وريث ..
خرجت تلك الكلمة من بين شفتيها بصدمة ...شعرت وكأن العالم يدور بها ...لا تصدق هذا ...لقد خد.عها شريف ...تلاعب بها....وضعها أمام العاصفة وهرب منها ...بدأت الدموع تحر.ق عينيها وضغطت علي كفها بقوة وهي تنظر إليه بثبات ...الي وجهه القاسي وعينيه التي تلمع بمـ كر....بحثت بلهفة عن أي لمحة عن التعاطف أو الشفقة فلم تجد ...هذا الرجل ليس سهلاً أبدا ...هو مثل شريف ...بل أسو.أ منه ..ولكنه على الأقل صريح لم يكذ.ب عليها ويخد.عها مثل شريف ...
-يعني ...يعني أنت متجوزني عشان أجيبلك وريث وبعدين هترميني وتأخد أبني صح ؟!
انسابت دمعة خ.ائنة علي وجنتها بينما الصدمة كانت تشع من كلماتها ..
تجهم هو ولكنه لم يبرز أي تعاطف وقال بصوت قوي:
-أنت متعرفيش الكلام ده.؟!!أنا متفق  مع شريف على كده وهو وافق...أكيد مش عايز أتجوزك عشان جمالك يعني...شغلي دماغك شوية ...
وضعت كفها علي فمها وهي تكتم الشهقات التي كادت أن تتحرر بينما دموعها تتساقط أكثر وأكثر وهي تنظر إليه جاحظة العينين....هذا الرجل خد.عها!!هذا الرجل الماكر..كان يريد توريط أبنته وعندما ساعدتها هي ورطها هي الآخري ...أي والد هذا الذي يفعل هذا ببنته...كيف يعرف ان أبنها سوف يُنتزع من بين أحضانها ويوافق علي هذا الأمر....لقد صُدمت به حقا !!!
-أنت للدرجادي معندكش قلب هتحرم أم من أبنها ؟!فين ضميرك ...فين أخلاقك ؟!
ضحك بسخرية وقال؛
-ما بلاش الفيلم الهابط ده يا بيري أنا وأنتِ عارفين اللي فيها ...الجوازة دي صفقة ...بيع وشرا...أنتِ مقابل الشيكات والا وقتها والدك هيتحـ بس وهتتشر.دي ...وأنا مأجبرتش والدك يوافق ..بالعكس هو اللي عرضك عليا فبلاش جو الدراما الهندي ده لانه ممل جدا وأوفر وشحتفة علي الفاضي ...وبيجيبلي صداع .
صمتت تماما ...حقا فقدت القدرة علي التكلم ...هي في ورطة أكبر مما تتخيل ...فتاة مثلها حتي لو كانت ذكية لن تستطيع الوقوف امام هؤلاء ..شريف وعدي من أنواع الناس الذي لا يعرفون أي شفقة ولا رحمة ....هي وقعت في الفخ وأنتهي الأمر ...لا يوجد الا حلين  الحل الأول  هو  أن يشفق عليها شريف ...ولكن الحل الآخر ربما يكون أفضل أن تقول لعدي الحقيقة وتخاطر بإحتمال ان تُسجن وتترك والدتها بمفردها ...فركت عينيها بتعب وهي تري ان كل الخيارات المتاحة محفوفة بالمخاطر...هي لا تعرف عدي جيدا ...لا تعرف ماذا سيحدث إن قالت له الحقيقة ...هل يا تري سوف يقف بجانبها ام سيستغل الوضع وتبقي هي بيدق الإنتقا.م من شريف وتتد.مر حياتها بين هذين الأثنين...
وضعت كفها علي وجهها وهي تشعر بالتعب ...بالإنهاك ...عقلها يؤلمها من كثرة التفكير ...نظرت الي عدي وقالت:
-يعني أنا هتجوزك عشان أجيبلك وريث ليك وبعدين هتطر.دني من حياتك وتأخد أبني وانا مش مسموحلي أشوفه ؟!!!
-أستغفر الله هو أنا شيطا.ن ؟!
-لا العفو أنت ملاك !
قالتها بسخرية مريرة ليبتسم هو ويقول:
-لا أنا معملش كده في بنات الناس يا بيري ...أنتِ هتشوفي ابنك او بنتك أكيد بس مش هيتربوا معاكي ولا هيروحوا معاكي حتة في أي وقت تيجي تزوريهم في بيتي وتمشي علطول...
-وليه الفيلم الهندي ده ؟!ما تتجوز واحدة تحبك وتحبها وخلف منها من غير ما تنفصل وتشتت أولادك بالطريقة دي ...أنت عايز تخلي أبنك غير سوي نفسيا زيك ...
أخرج عبوة سجائره وقال بشرود وهو يدخن؛
-الحب وهم يا بيري ...حاجة كده أوفريتيد أووي ..وانا مش عايز ست في حياتي ...أنا عايز وريث  بس ومنك بالتحديد!!!
...............
امام كلية الألسن...
خرجت ليان هي ونسرين يتضاحكان ...استطاعت نسرين أخيرا أن ترسم البسمة علي وجه صديقتها ...كانت بالفعل حزينة بسببها وتريد أن تسعدها بأي طريقة ...
-أفضلي أضحكي كده دايما يا لي لي وسيبك من كل حاجة ...مفيش حد يستاهل زعلك...
هزت ليان رأسها موافقة وقالت:
-عندك حق ...محدش يستاهل أبدا يا نسرين ...أنا من النهاردة هحب.نفسي وبس ...مش ههتم غير بنفسي ...كل الإهتمام اللي كنت بديه.لموسي أنا أولى  بيه ..
ابتسمت نسرين أكثر وقالت :
-أهو هو ده الكلام يا لي لي عايزاكي دايما كده محدش يقدر يهزك ابدا...انسيه الحيوان ده ميستاهلش واحدة زيك  خالص وبكرة هتلاقي اللي أحسن منه وهتقولي نسرين قالت ..
نظرت ليان بإمتنان الي صديقتها ...بالفعل حديثها مع نسرين أفادها كثيرا ...أحيانا مشاركة همومنا مع أقرب أصدقائنا تفيدنا كثير ولا يوجد أقرب من نسرين الي قلبها ...
وقفت فجأة وهي تري موسي يقف أمام السيارة الفارهة وعينيه مثبته عليها بنظرات غريبة ...في أي يوم آخر كانت ستطير فرحة بتلك النظرات منه ...كانت ستقول أنه يحبها ولكنها أقتنعت أخيرا انها عمله ...وأن حمايتها واجبه ...لهذا يتقاضي أجراً...هو لا يزيح عينيه عليها بغرض حمايتها ليس الأ...تنهدت وأشاحت بوجهها عنه ونظرت الي نسرين وقالت ؛
-تعالي أوصلك ..
هزت نسرين رأسها وقالت وهي تبتسم بخجل:
-لا جو قال هيجي يأخدني عشان يوصلني وهنتغدي سوا...
هزت ليان رأسها وقالت بخفوت:
-تمام باي...
ثم أتجهت الي السيارة وقلبها يرجف داخل صدرها ... تدعو الله الا تنهار ...لقد تمنت أن تأتي نسرين معها كي لا تبقي وحدها معه ولكن نسرين تلك الغبية لم تفهم قصدها ابدا وتركتها وحيدة والان يجب أن تصارع نفسها حتي لا تنظر إليه ...حتي لا يري ضعفها في عينيها...حتي لا يفتـ ضح أمر اشتياقها له ...فتح موسي الباب الخلفي بلباقة لتجلس هي بهدوء ودون ان تنظر إليه حتي ...تنهد موسي وهو يتذكر تلك الأيام التي كانت تنظر إليه بشغف وحب خالص ...ولكن الآن هي تتجاهل نظراته بإستمرار وحتي إن نظرت إليه تعود لرشدها بسرعة وتشيح بنظراتها ....
ابتسم بحزن وهو يفكر ان  يبدو انها تعلمت الدرس جيدا ...فها هو ما اراده.قد حدث هي ابتعدت عنه تماما ولكن المعضلة كانت ...هل فعلا ارادها ان تبتعد ام ان ابتعادها جعله يشعر بالحزن أكثر ؟!...ولكنه عاد لرشده ...ما دامت ستكون آمنة ...ما دامت ستكون بخير فلا تهم مشاعره...ولا يهم.كم يتأ.لم ...المهم هي ...هي فقط ...
تنهد وهو يستقل السيارة وينطلق بها بسرعة ...
أخرجت ليان من حقيبتها هاتفها المحمول ثم أخذت تعبث به ...لم ترد ان تلتحم.نظراتهما ...فهي حتي الآن لا تستطيع مقاومته للأسف ...كان موسي كل فترة ينظر إليها من خلال المرآة وهي كانت تشعر بنظراته مثبتة عليها ولكنها تجاهلتها بإصرار ...كانت بارعة حقا في تجاهله ...بارعة بطريقة أدهشتها هي شخصيا...لم تظن أبدا انها ستسطيع مقاومة موسي ولكنها بالفعل فعلت وقاومت نظراته ...هذا انتصار وجب ان تصرخ فرحا به !!!
انحرفت عيني موسي قليلا في المرآة من علي ليان وأنتبه لتلك السيارة الحمراء التي تتبعهم ...تري منذ متى تتبعهم ولماذا لم ينتبه.لها ...أكان هذا غباء منه أم إهمال؟!
ابتلع ريقه وهو يشعر بدقات قلبه تتسارع ...زاد من سرعة السيارة ولكن السيارة الحمراء زادت من سرعتها أيضا حتي استطاعت السير بموازة سيارتهما ونظر إليه سائقها وهو يبتسم بشـ ر مشيرا الي ليان بعلامة الموت !! ...نظر موسي بسرعة الي ليان وحدها منشغلة بهاتفها المحمول ...سيطر علي خوفه للحظات ثم زاد.من السرعة أكثر بطريقة أفزعت ليان ...
-فيه أيه ؟!ليه بتسوق كده؟!
صرخت ليان برعب لينظر موسي الي المرآة ويتنهد.براحة عندما رأي ان السيارة لم.تعد.تتبعه ...
-مفيش حاجة .
قالها موسي بإختصار ثم أكمل سيره ..
..................
خرجت من سيارة الأجرة وهي تشعر بالنير.ان تحرق كامل جسدها ...كان غضبها متصاعد ...تشعر بالجنو.ن ...لقد خد.عها هذا الحقـ ير...لم يخبرها السبب الحقيقي لزواجها من عدي ولكنها لن تسكت ستحـ طم العالم فوق رأسه ....
ولجت للفيلا وهي غاضبة كعبها العالي يطرق الأرض بغضب ...وجهها الابيض يتخضب بحمرة الغضب ...
....
كان شريف جالس علي مكتبه براحة وهو يفكر انه بعد غد سوف يتخلص من ذلك الكابوس الذي يلاحقه ...ثم يمزق الشيكات وينتهي هذا الأمر وجواهر هي من ستتولي الأمر من عندها ...هو لن يساعدها ولن يتدخل مهما.فعل عدي بها....علي الرغم من انه يشعر بقليلاً من الشفقة عليها ولكنه يقتـ ل هذا الشعور بتفكيره أنها هي السبب فلو لم تساعد عبير علي الهرب لم تكن لتتورط ...هو أبدا لم ينوي ان يستخدم تلك الشيكات ضدها...هو ليس بتلك الحقا.رة..ولكن دايما الضرورات تبيح المحظورات ...عندما يتعلق الأمر بحياته وسمعته سيفعل المستحيل كي ينجو...هل هو أناني؟!نعم بكل تأكيد وهو لم ينكر أبدا ان تلك الصفة متأصلة فيه ...
-ده عايز وريث !!!!!
انتفض شريف تقريبا وجواهر تلج لمكتبه كأنها عاصفة مُهلكة ...كانت غاضبة ...غاضبة بحق....وجهها يكاد ينفـ جر منه الدماء من شدة الغضب ...عينيها رطبة بفعل الدموع ولكن هذا لم يقلل أبدا من غضبها...كانت تنظر إليه بغضب ...بصدمة وقهر ...ويعرف فيما تفكر الأن ...لابد انها تفكر أنه حقـ ير ولكنه حقا لا يهتم بتفكيرها عنه ...لا يهتم ...
-كويس أنك عرفتي عشان مشيلش هم أني خد.عتك...مش عايز أحس بتأنيب الضمير.!!!
-أنت أكيد مجنو.ن...ضمير أيه هو أنت عندك ضمير من أساسه !!!
صرخت به بجنون ليبتسم بسخرية ويقول:
-مقبولة منك يا جواهر بس للأسف مفيش حل تاني ليكي ولا ليا ...احنا الاتنين أتورطنا خلاص ...لو مش هتنفذي كلامي ..هتضطري تشرفي في السجن معايا ...
-أنا ممكن أبلغ عنك بتهمة التز.وير علي فكرة ...ممكن ...
قاطعها شريف مبتسما وقال:
-علي مهلك يا متر ...صدقيني قبل ما تفكيري تعملي كده.هكون مقدم الشيكات وساعتها أنتِ هتدخلي السجن قبلي وأنا هاجي وراكي ونونس بعض يا جوجو ...
-أنت معندكش ضمير !!
صرخت بها ودموعها تتساقط فقال شريف وهو يشعر بالملل :
-أنا مش عارف هتنفعك بإيه الدراما اللي بتعمليها كل ما تشوفي وشي دي...صدقيني كلامك ده مش هيخليني أحس بالذنب وأتراجع...لا لا يا حبيبة قلبي مش هيحصل أبدا ...أنتِ هتتجوزي عدي رشيد خلاص ...مقدمكيش حل الا ده ..حل ينقذنا أحنا الاتنين ...
-وأمي ..أمي اللي هسيبها لوحدها دي أوديها لمين ؟!
نفخ شريف بضيق وقال :
-علاجها هيبقي علي حسابي هحجزلها في مستشفي كبير تتعالج تقديرا لمساعدتك ليا مش أكتر وتقدري تزوريها طبعا في السر ...شوفي أنا مسهلك كل حاجة ازاي ...مش عايزك تتعبي كتير وتفكري ...كل اللي عليكي أنك تنقذيني من الورطة دي وصدقيني.يا جواهر عمري ما هنسي الجميل ده.طول حياتي ...
أغمضت عينيها وهي تبكي وقالت:
-وانا عمري ما هنسي أنك ورطتني ...عمري ما هنسي وشك التاني ..ولا حقا.رتك معايا ...لولا الشيكات اللي أنت ماسكهم.عليا مكنتش فكرت حتي أساعدك ...وسيبتك.تتحبس ولكن للأسف أنا صباعي تحت ضرسك.
مسحت دموعها وخرجت متجهة الي غرفة عبير لتبدل ثيابها وحقا متي سوف ترتاح من تلك المشكلة ....متي.سيشفق عليها شريف ؟!هل حقا سوف ينتهي الأمر ان تتزوج من هذا الرجل ...أن تعيش حياة مريرة معه ...أن تكون مجرد وعاء لأطفاله ...هل ستقبل بهذا ؟!!والإجابة لا ..هي لن تقبل بهذا أبدا!!
.......................

الشيطان وقع اسيرها♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن