الفصل الثاني عشر♥️

21.9K 755 50
                                    

الفصل الثاني عشر (مشاعر جديدة )
تجمد فؤاد وهو ينظر إليه ....ظن للحظات أنه لم يسمع كلامه جيدا ...لابد أن الأمر مزحة !!
-معلش حضرتك بتقول أيه ؟!
تنهد كريم وقال:
-بقول اللي سمعته يا فؤاد ..عايزك تتجوز نسرين موافق تتجوزها ؟!!
-عمي المواضيع مبتتاخدش بالطريقة دي !
قالها فؤاد مصدوما...لن يكذ.ب تعجبه نسرين كثيرا ...جمالها جذبه منذ مراهقته  ..
وعندما عرفها جيدا زاد إعجابه بها ...عرف انها  مميزة عن أي أمرأة عرفها ...ولكنه لا يمكنه أن يتزوجها بتلك الطريقة بالتأكيد لا...
عقد كريم حاجبيه وقال :
-يعني ايه يا فؤاد انت بترفض نسرين !!
هز فؤاد رأسه وقال بهدوء ؛
-لا طبعا يا عمي بس مسألة الجواز دي مبتتاخدش بالسرعة دي ...ولا بالطريقة دي ...أنا لازم اعرف هل نسرين عارفة بعرضك ده ...هل هي موافقة ؟!
-مش مهم توافق ...المهم أن أنت توافق !
قالها كريم بغلظة ليهز فؤاد رأسه ويقول :
-لا يا عمي مفيش اي شرع ولا دين بيقول ان البنت تتجوز غصب عنها...وانا عمري ما أقبل أن اتجوز واحدة غصب عنها يا عمي أنا آسف اتأكد الاول أن نسرين عايزاني وموافقة علي الجواز ده من غير اي ضغط وهتجوزها ماشي ...لكن غير كده لا ...
نظر كريم بقلة حيلة الي فؤاد وشعر أنه تسرع بعرض الأمر عليه ...لقد شعر بالإحراج ...
أحس فؤاد بأنه أحرج كريم فأمسك كفه وشد عليه قائلا :
-يا عمي أنا مش قاصد خالص أزعلك ..ولا أحرجك بس حرام تجبر نسرين علي حاجة ...دي بنتك أحتويها واتكلم معاها وشوف هي عايزة أيه ...أنا حاسس بالفجوة اللي بينكم ... بصراحة ماما كلمتني في الموضوع ده وانا ملقيتش فرصة ألفت انتباهك أن مفروض تعاملك مع نسرين يتغير ...بنتك محتاجة حنانك وحبك أنت...حاول تهتم بيها شوية بدل ما تحاول تتخلص من مشكلتها .....
تجمد وجه كريم ونظر الي فؤاد وهو ينطق ببرود ؛
-مش أنت اللي هتعلمني ازاي اتعامل مع بنتي يا فؤاد....وإن كنت أنت رفضتها غيرك يتمني يناسبني ويتجوزها ..وانا عارف اتعامل مع بنتي كويس ...
ابتسم فؤاد بحزن وقال:
-اتمني فعلا انك تكون عارف تتعامل معاها كويس لان بنتك تستاهل أنك تحبها وتهتم بيها ...هي خسـ.رت والدتها وفقدت الآمان .. بلاش تفقد وجودك كمان ...زي ما بيقولوا ضر.بتين  في الرأس  تو.جع!
لم يعيره كريم أي اهتمام بل غادر منزله بخطوات غاضبة ...
تنهد فؤاد بتعب وهو يدعك عينيه  بتعب ...يتمني ان يستمع كريم لنصيحته ...ما يفعله مع ابنته غير صحيح بالمرة ...هو حقا يُشفق علي نسرين ...هي  رغم برودها التي تدعيه ..وقلة ذوقها إلا أنها متعطشة لحب والدها ...لقد رأى هذا في نظراتها....المسكينة تريد لوالدها أن  يحبها ...وبالفعل كريم يحبها ولكن لا يستطيع أن يبرز هذا الحب ...لا يستطع أن يريها مشاعره له ...هو عاجز عن إظهار العاطفة لإبنته وهو من سوف يندم في النهاية عندما يفقد حب وإحترام نسرين ...
نهض فؤاد بتعب وقرر أن يتحدث مع والدته علي الهاتف ...
-ايوة يا حبيبي..
أتاه صوت والدته من الطرف الآخر ليقول فؤاد دون مقدمات :
-ماما عم كريم جه هنا وعرض عليا اتجوز نسرين ...هو فيه ايه ؟!
تنهدت نهى وقالت:
-والله يا بني ما أعرف ...بس هو فجأة كده اتغير معاها...حتي بقا يعاملها ببرود أكتر والبنت بدأت تدبل ...يا فؤاد أنا خايفة لاحسن البنت تدخل في مرحلة إكتئاب بسبب اللي بيعمله كريم ...بحاول أفهمه ان اللي بيعمله مش صح ..بس هو مش راضي يسمع الكلام ...أنا مش فاهماه يا فؤاد بيعمل كده ليه!!
تنهد فؤاد وقال:
-للاسف باللي بيعمله ده هيعقد البنت أكتر يا ماما ..أنا بجد نسرين بدأت تصعب عليا أووي وزعلان عليها  ...
-وأنا كمان يا بني والله بس هنعمل أيه ...
-أتكلمي معاه يا ماما .. حاولي تقربيه من بنته بدال ما يخسرها للأبد ..
تنهدت نهى بتعب وقالت :
-حاضر يا فؤاد هعمل اللي أقدر عليه .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لقد صمم أن يخرج اليوم رغم نصائح الطبيب له إلا أنه لم يستمع ...أراد الخروج ...هو يكر ه أجواء المشفي كثيرا لا يطيقها...كان عدي بجانبه يمسك ذراعه ...ما أن اتصلت به ليان حتي أتي سريعا وعلي حسب رغبته أعطاه الطبيب أذن بالخروج بالليل...
-أنا كويس يا عدي ..روح أنت أنا هرتاح في اوضتي..
هز عدي رأسه وقال:
-لا يا باشا أنسى أنا هساعدك عشان تتسطح علي السرير ...ما كنت تبات النهاردة كمان في المستشفي يا بني ...لازم الفرهدة دي ...يخربيت عنادك...
-معلش يا عدي انا مرتاح كده .
قالها موسى بتعب ليتجه عدي به الي الفراش ويساعده علي التسطح ...
تسطح موسى علي فراشه بتعب وهو يضع كفه علي بطنه ويتنفس بتأ لم ...
-تحب أتصل بالدكتور تعبان ولا حاجة ..
هز موسى رأسه وقال:
-لا لا أنا كويس ...هأخد المسكن وانام ..
عارضه عدي بقوة وقال:
-لا أنت هخليهم يحضرولك أكل وبعدين خد المسكن لكن مش هتأخده وانت مش واكل. ...
ثم اختفي من أمامه بسرعة ...تنهد موسى وهو يشعر بالأ لم ولكن الأ لم في قلبه كان أقوي بكثير ..لقد أبعدها عنه مرة آخري ...عندما رآها صباحا نائمة علي صدره جل ما أراده أن يوقظها ويخبرها أنه يحبها ...وأنه يريدها بحياته ...يحتاجها بقوة ...أراد إخبارها أنها أضحت حياته وان أسو ء لحظة في حياته لحظة أن كانت بخطر ولكنه عرف أن بوجودها معه سوف تكون دائما في خـ طر ...لقد ما تت روان بسببه ولن يسمح أن تمو ت ليان بسببه...لن يتحمل ذنب آخر ...لن يعيش الجحيم نفسه. ..ولكنه أيضاً لن يبتعد فيكيفه أن يراها كل يوم ...يكفيه أن يري أنها بخير...أن يتأكد أنها سوف تكون دوما بخير !!
أغمض عينيه وهو يتذكر نظراتها الجر يحة ...لقد جر.حها مجددا!! ولكن فعل هذا لكي يحميها ....بوجودها معه لن تكون بخير أبدا ...
-جبتلك شوربة .
قالها عدي وهو يلج الي الغرفة بينما يمسك صينية عليها طبق حساء كبير وكوب من عصير البرتقال ...
نظر إليه موسى ميهوتا وقال :
-متقوليش انك عملت الشوربة بنفسك يا عدي ...
ضحك عدي وقال:
-لأ طبعا وصتهم يعملوها وجبتهالك بنفسي ...
ابتسم موسى بتعب وقال:
-مين يصدق صاحب أكبر شركة عربيات في مصر جايب الشوربة لواحد شغال عنده ...
وضع عدي الصينية علي الطاولة بجانبه ثم ساعد موسى لكي ينهض وعدل من وضع الوسائد من خلفه وقال مبتسما :
-أنت صاحبي يا موسى ...أنت عملتلي حاجات كتير وآخرها أنقذت أُختي من المو ت وانا عمري ما هنسالك المعروف ده .
-وأنت كمان ساعدتني كتير يا عدي ..
أمسك عدي طبق الحساء وبدأ بإطعامه بنفسه ليقول موسى ..
-لا ده انت مدلعني آخر دلع ...
-اي خدمة يا عم ..عشان تعرف مكانتك في قلبي أيه ...
تنهد موسى وقال:
-هتعمل أيه عشان ليان...صحيح قبضوا علي عوض بس الموضوع لسه مخلصش يا عدي ...أكيد اللي ما يتسمي هيحاول يعمل حاجة تاني ...وانا حاليا مصاب ...وهي عندها كلية ...
صمت قليلا وقال:
-شوف أنا بقترح تجيب بودي جارد تاني ..يكون أحسن مني ويقدر يحميها ...أنا للاسف مقدرتش أحميها ...
رفع عدي حاجبيه وقال:
-أيه اللي أنت بتقوله ده يا عم ؟! مقدرتش تحميها أيه ...ده أنت أخدت ر صاصة بدالها ..وهي دلوقتي بعد فضل ربنا طبعا عايشة بفضلك أنت ...ازاي مقدرتش تحميها يعني !!وبعدين أنا هلاقي واحد يضـ حي بنفسه عشان يحمي أختي فين بس ...لا أنت هتفضل مع لي لي للأبد وهتحميها ...حتي لو أنا مُـ ت هتبقي أنت مسئول عنها ...أما بالنسبة لكليتها فأنت لحد ما تتعافي هي مش هتخرج من البيت ابدا ..متقلقش عليها !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أنت بتعمل ايه هنا ؟!
قالتها جواهر وهي ترى عدي يلج للغرفة ...نظر إليها بجمود وقال؛
-هأخد شاور وأنام ...هكون بعمل أيه يعني ؟!
ربعت ذراعيها وقالت بقوة :
-وأنت تنام هنا ليه !!روح نام في اوضة تانية متنامش في الاوضة دي ...
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
-أنتِ كمان هتقولي أنام فين ومنامش فين ؟!اصحي يا ماما ..دي أوضتي وده بيتي ...
-خلاص أنا هروح أنام في اوضة تاني !
قالتها ثم اتجهت لتخرج من الغرفة ولكنه أمسك ذراعها وقال:
-رايحة فين يا حبيبتي؟!
حاولت جواهر أن تحرر ذراعها فلم تستطع فقالت بإنفعال :
-سيب أيدي يا بني آدم انت ...أنا رايحة انام في اوضة تانية ...
جذبها عدي إليه وهو يحاوط خصرها ويجعلها تلتصق به.....نظرت إليه بر عب واستطاعت أن تسمع دوي قلبها داخل صدرها ...ازدردت ريقها بر عب وقالت:
-أنت...أنت بتعمل أيه سيبني ..خليني اروح أوضة تانية  !!!
-أنا حابب أفهم أنتِ عبيطة ولا مبتفهميش  رايحة فين يا ماما ...أنا جوزك مينفعش تسيبي اوضة جوزك وتروحي اوضة تانية الناس اللي في القصر تقول عليا أيه ...بت أنتِ مش عشان أنا سايبك بمزاجي هتتعوجي عليا ...اتعدلي كده بدل ما أزعلك ...أنتِ فاهمة ولا لا !!
دفعته عنها وصرخت قائلة:
-متلمسنيش كده يا حيو ان أنت !!!
احمر وجهه من الغضب ورفع كفه ليصـ فعها ولكنها أمسكت كفه فجأة  ...وقالت بقوة :
-متفتكرش نفسك بطل من الروايات الها بطة اللي هتشـ تم وتضر.ب وتبهد.ل البطلة وهي يا عيني هتسامحك عشان مامتك محضنتكاش وأنت وصغير أو باباك كان بيطفي السجاير في رقبتك ...ولا هكون أن البطلة اللي هتسمح ليك انك تقلل منها أو تهـ ينها في اليوم اللي هتحاول تمد إيدك عليا تاني هكـ.سرهالك ..
ثم دفعت يديه بقوة ورفعت رأسها وعينيها تبرق بتحدي بينما تُكمل:
-عدي بيه أنا مليش دعوة باللي مريت بيه وخلاك غير سوي ..مش مضطرة أستحمل جنا.نك!!!
ابتسم بإعجاب وتشدق ساخرا:
-من فين حكمتي اني متحضنتش أو أبويا كان قاسي ...أبويا كان راجل طيب ..حنين معايا ..صحيح حازم بس كان بيعاملني كويس وأمي ست مشوفتش اطيب منها يعني أنا معانتش من طفولة قا.سية ولا حاجة ..بالعكس كنت متدلع أووي..
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت:
-أومال لما طفولتك كانت عادية ليه طالع كده ..
-كده زيك يعني ؟!
سألها متسليا لتجيب:
-قا.سي ...مخـ تل ... ومجنون..
أفلتت ضحكة من فمه وقال بفخر :
-تقدري تقولي إجتهاد شخصي ...
-وده الإجتهاد اللي ربنا يحرمنا منه !
ضحك عدي وقال:
-كان نفسي أكمل الحوار المسلي ده بس للاسف ورايا شغل بكرة يا مهلبية ومش فاضي ...بس اوعدك نكمله قريب ...
اتجه الي الحمام ليستحم ....
لتجلس جواهر علي الفراش وتقول :
-ايه يا مراري.الطافح يا ناس ...منك لله يا شريف ...منك لله علي الورطة دي الهي ما تشوف يوم عدل في حياتك!!!
.....
بعد عشر دقائق ...
خرج عدي من الحمام وهو يلف منشفة حول خصره  بينما جذعه عاري ...فغرت جواهر فمها وهي تتأمل جسده الرياضي الاسمر وصدره الواسع ...شعره الذي يتساقط منه المياه ليجعله أكثر وسامة ...رمشت بعينيها وهي تحاول التخلص من تأثيره وحاولت أن تبعد عينيها عنه إلا أنها فشلت تماما....
-ايه يا عروسة عجبتك !
صوت عدي الساخر جعلها تنتفض حرفيا ...زمت شفتيها وقالت بغضب وهي تداري إحراجها:
-أنت ازاي تخرج بالشكل ده ...ايه خلاص مفيش د م خالص كده ...طيب قول أن فيه واحدة معاك في الاوضة يا بني آدم انت فمتخرجش بالمنظر ده .
ضحك وقال وهو يغمز لها:
-بس أنتِ عجبك المنظر ده .
احمر وجهها أكثر وهي عاجزة عن الرد عليه ...لأول مرة تكون عاجزة عن الرد ...وهذا أخافها ...
اشاحت بوجهها وهي يرتدي بنطال بيجامته ثم يقترب من الفراش ..
-أنت...أنت ..بتعمل ايه ؟!
-هنام هكون بعمل أيه يعني ؟!
-هتنام هنا على السرير ؟!!
-اومال أنام علي الأرض مثلا ؟!بتقولي حاجات غريبة يا مهلبية ...
زمت شفتيها بغضب وقالت:
-طيب ممكن تلبس تيشرت علي الأقل ..شكلك كده مش لطيف ...
-لا مش هلبس واتخمدي بقا صدعتيني!!
ثم تسطح علي الفراش فقالت اخيرا:
-علي فكرة أنت اللي هتندم عشان نومت جمبي...أنا بتقلب وانا نايمة ...
لم يعيرها اي انتباه لتنام هي علي الحرف ...
....
مرت ساعة تقريبا كان قد غرق بالنوم ...فجأة شعر بأحدهما يصـ فعه علي وجه. ..فتح عينيه ورأي أن جواهر نائمة وتتمتم بشئ في نومها ...اقترب منها قليلا لتصـ فعه مرة آخري علي عينيه....
-آه يا بنت المجنو نة !!!
صرخ وهو يغطي عينه لترفع ساقها فجأة بطريقة غريبة وتضر ب وجهه بساقها حتي وقع أرضا ...
-آه ..آه يخربيتك ...يخربيتك يا بنت المجا نين أنتِ ..
قالها عدي بتأ لم وهو يضع كفه علي عينه التي كادت أن تضـ يع اليوم بسببها ...نهض عدي ونظر إليها ...لا هو لن يجعلها تربح اليوم ...سحب وسادة واتجه الي الأرض ...ألقي الوسادة علي الأرض
ثم اتجه لجواهر التي تنام.بطريقة مضحكة أمسكها من ملابسها وحملها ثم وضعها علي الأرض وذهب لينام علي سريره وعلي وجهه ابتسامة رائعة.

الشيطان وقع اسيرها♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن