الفصل الواحد والعشرون♥️

20.7K 722 37
                                    

الفصل الواحد والعشرون (قلبي لكِ)
وأمام الموج الأزرق في عينيكِ أصبحت أنا غريق  فأنقذيني أو اغرقي معي
#سولييه_نصار
.......
سكن كل شئ ماعدا هدير قلبيهما وأنفاسهما ...ظلت عبير مغلقة عينيها منتظرة بأنفاس لاهثة ما سيحدث ...كان قلبها يدوي بعنـ ف داخل صدرها ..بينما كان أمير يقترب شيئاً فشئ حتي اختلطت انفاسهما...كان على وشك تقبيلها ..حقا ..كادت شفتيه تمس شفتيها الا ان فجأة ودون سابق إنذار شعرت به يبتعد بقوة ...فتحت عينيها واتسعت حدقتيها وهي تراه كما لم تراه من قبل ...شاحب الوجه ...عينيه منطفئة ...الذ نب يسكن بهما ...تراجع أكثر وأخذ يشد شعره وهو يقول:
-ياربي ...ياربي ...أنا كنت هعمل ايه ؟!!أنا بعمل أيه بس !!؟
-أمير !!
قالتها بنبرة مختنقة بفعل الدموع ...كانت بشرتها مصطبغة باللون الأحمر ......
كان أمير لا ينظر إليها ...الشعور بالذ نب كان يقـ تله حرفيا ...كان خجل من نفسه لأنه استغـ لها ...تلك الإنسانة البريئة....تلك من طلبت منه الآمان ليكون هو الذ ئب البشري الذي سعى إلى شرفها ...هو و.حش ...لا يحمل أي عاطفة إنسانية ...هو ...هو ...
كانت الأفكار السيـ ئة تقتحم عقله ...لم يكن له القدرة على ايقافهما أو دحضها بعيداً ...كان يقف أمام جلا د ضميره وهو مطرق برأسه ...غير قادر على الدفاع ...غير قادر على الكلام ...غير قادر على شئ ...
استدار وركض ذاهباً
-أمير ...أمير متمشيش !!!
قالتها عبير وهي تركض خلفه ولكنه كان قد خرج  واغلق الباب ثم  اتجه بسرعة الى السطح ...كان الذ.نب ينهـ شه من الداخل ...يشعر بالقر ف من نفسه....هو و حش ...شخص سـ ئ ...كاد أن يستـ.غلها ...أراد أن يضر ب رأسه بقوة بسبب تلك الأفكار الفا حشة التي اتته بشأنها. ..كيف يخو ن الأمانة ...كيف ....
ارتقى إلى السطح وجلس على الأرض وهو يضم ساقيه إليه ...تكون ستار رقيق من الدموع بعينيه حتي لمع الذهب بهما ...كان يشعر بالقهـ.ر ...بالذ.نب ...ليته لم يفعل هذا ...ليته لم يعود ..هو المخطئ ...هو المذ نب الوحيد ...هي ليس لها أي ذ نب ...هو من اقترب ...هو من كاد يسلب شرفها ....أغمض عينيه بتعب وهو يتمتم :
-عبير أنا آسف ...اسف ..سامحيني .
...................
كانت جالسة على الأرض ...دموعها تتساقط تباعاً ...لقد تركها وذهب ...شاعراً بالذ نب بسبب ما فعله ...هي أيضاً تشعر بالذ نب ...تكاد تمو ت بسبب تأنيب الضمير ...صحيح انها نشأت في بيئة متحررة ولكنها دوما كانت متحفظة ...لا تقيم علاقات  ..لم ترتبط ...كانت ترفض الفكرة من أساسها ...لقد سخرت من فكرة الحب وظنت أنه شئ خيالي ...اسطوري ...كانت دوما تعتز بإسلامها وتحاول الالتزام بحدوده...لن تقول انها ملتزمة ..ولكنها أيضا ليست متحررة ..هي تحاول الالتزام ...تحاول أن تصلي...صحيح انها تفوت بضعة فروض الا أنها تحاول مرة آخرى لا تستلم لشيطا.نها...ملابسها ليست ملفتة ...تتمنى يوماً أن ترتدي الحجاب ...هي ليست فتاة بدون اي اخلاق ...يؤ لمها ما حدث أيضا ...يجعلها تشعر بالقر.ف من نفسها ...وهي لا تلقى اللوم على أمير أبداً ....لقد حاول الشرح لها ....حاول أن يفهمها الأمر ويتجاهلها ...حاول أن يتجنبها ولكن  هي من أصرت على الأقتراب منه ...
وضعت كفها على وجهها وانفجـ رت في البكاء !!!!
ظلت لدقائق تبكي ثم مسحت دموعها وأمسكت الهاتف
.......
رنين الهاتف أخرجه من شروده ...نظر إلى الهاتف ليرى المتصل عبير ...ابتلع ريقه ولكنه أمسك الهاتف ورد بسرعة
-أمير ...
صوتها المختنق أقتحم   أذنه بقوة ....
-أمير بالله عليك تعالى...عشان خاطري ...أنا أسفة ...اسفة ....
-أنا جاي ...ادخلي الاوضة واقفلي على نفسك لو سمحتي ...لو سمحتي يا عبير ...
-حاضر ..حاضر ..
قالتها وهي تبكي ...
........
بعد دقائق ...
ولج الى المنزل وبالفعل كانت بالغرفة ... اتجه إلى باب الغرفة وجلس بجواره وهو يقول بصوت مرتفع قليلا :
-أنا اسف يا عبير ...اسف ...
انتظر ثواني ليأتيها صوته المختنق قائلا:
-مش ذنبك ...مش ذنبك ...ده ذن...
ولكنه قاطعها وهو يهز رأسه بعنف قائلا:
-لا ده غلطي أنا بس ...الأفكار اللي جاتلي ...
صمت وهو يضغط على رأسه بقوة ثم أكمل :
-أنتِ مينفعش تبقي هنا أكتر من كده ...مينفعش!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في منزل يوسف ...
يقف أمام المرآة يتأمل انعكاسه ....بقعة ارجوانية تزين أسفل عينه نتيجة لكمة كريم القوية ...لقد كان كالثور الهائج ....أها نه بشدة ....أسمعه كلمات لم يتخيل أن تخرج من فم كريم ...لم يقبل عرض الزواج منه ...شتـ م يوسف نفسه وهو يضر ب خشب طاولة الزينة ...كان يضغط على أسنانه  بقوة ...والغضب يتصاعد داخله...كم هو غـ.بي ...متـ.خلف ...عرض نسرين للخطر ...لقد أفشى السر...فيما كان يفكر ...هل ظن ان كريم سوف يوافق بكل سهولة عليه ويتمنى له السعادة ...بالطبع لا ولكن كعادته تصرف بتهو ر ونسرين الآن من ستدفع الثمن ...دوى قلبه بعنـ ف داخل صدره وهو يتخيل ماذا سيفعل بها والده...لماذا لم يفكر قبل ان يتهو ر...لماذا وضع نسرين في هذا الموقف الصعب ...كان يلوم نفسه ويتذكر أيضا غضب كريم الذي اشتـ عل..بالتأكيد كريم سوف يعا قب نسرين وسوف يكون هو السبب ...أغمض عينيه وذكريات مواجهته مع كريم تتدفق لذاكرته بقوة .
.....
-بتقول ايه ؟!!مين ...بنتي مرتبطة بمين !!!!
كان وجهه ينذر بالشـ ر ....أرتفعت النير ان في زرقتيه وبدا كوحش جبا ر ...ولكن يوسف لم يسمح له بإرهابه ...سوف يأخذ نسرين ...لن يخسر مجددا ...هو يعشقها...لن يستطيع الحياة بدونها ...هي كل شئ في حياته ...فكيف يتركها تنسل من بين يديه هذا جنو ن...بالتأكيد جنو ن !!
رفع يوسف رأسه وقال:
-كريم أنا ونسرين بنحب بعض ومن زمان ..هي حبيبتي. ..وحاولت كتير اصارحك بالموضوع بس خوفت أخسرك بس دلوقتي أنت لازم تعرف وده حقك أنك تعرف ان نسرين كمان بتحبني واحنا عايزين نتجوز فأنا طالب موافقتك وأنا هصالحكم على بعض ...نسرين بتحبني وهتسمع كلامي ...
امسك كريم شعره وهو لا يصدق ...تلك كانت الضر.بة القاضية له ...يوسف ...يوسف يخو نه !!!!
نظر إليه وقال بصدمة :
-نسرين يا يوسف !!!!
أرتفعت النيران في عينيه مجدداً وصرخ وهو يمسكه من طرفي قميصه ويهدر بشراسة :
-بنتي يا يوسف ...بنتي أنا تلعب عليها وتحاول تغو.يها !!!!!
هز يوسف رأسه بقوة وقال :
-أقسم بالله عمري ما فكرت أعملها أصلا يا كريم ...أنا حبيت نسرين ...حبيتها بجد أكتر من حياتي ومستعد أمو ت عشانها ...مستعد أمو ت ...بس متبعدهاش عني ...لو سمحت يا كريم متبعدناش عن بعض ...أحنا بنحب بعض ....
اخذ كريم يهزه وهو يصرخ :
-بتحب مين يا مجنون أنت...دي نسرين ....نسرين اللي ياما قولتلي ان دي زي بنتي ...دي بنتي اللي لو أنت أتجوزت وخلفت هتجيب قدها...بتحبها أزاي يا مختل أنت ...ظ.دي زي بنتك ...زي بنتك ...
امسك يوسف كفه وهز رأسه بقوة وقال:
-لا يا كريم ...نسرين مش.بنتي ...أنا عمري ما اعتبرتها كده ...ده كان مجرد كلام قولته ...نسرين كانت دايما حبيبتي ...أنا بحب نسرين ...بحبها اووي وطالبها منك ...
-أخرس ...اخرس !!!
هدر كريم بشراسة وهو يلكـزمه بعنف ...وما حدث بعده كان سئ ...سئ للغاية!!!
...........
خرج يوسف من شروده وهو يتنهد بعمق ..ماذا فعل ؟!!ماذا فعل ؟!!لقد د مر كل شئ ...د مر علاقته بكريم وقضى على بقايا المشاعر التي تحملها نسرين بقلبها ...هي أبداً لن تسامحه ...وسوف تكون محقة جداً ...فهو قد تجاوز حدوده ...أفشى السر الذي أقسم ان يحافظ عليه ولكنه ظن ان بتلك الطريقة نسرين سوف تعود إليه ولكن الوضع تد هور أكثر ...هز رأسه وهو يفكر انه يجب أن يصلح الوضع سيكلم كريم مجددا ..الآن ولن يسمح له ان يؤ ذي نسرين مجددا ...يكفي ما عانته معه حتى الآن ...
ابتعد من طاولة الزينة وغير قميصه الذي عليه بقع من دمه ثم غادر المنزل متجهاً الى منزل كريم ....

الشيطان وقع اسيرها♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن