الفصل الثامن عشر♥️

21.9K 762 36
                                    

الفصل الثامن عشر (أنا اغرق فيكِ)
وإنِّي أُحبُّكِ..

لكنْ أخافْ التورُّطَ فيكِ،

أخافُ التوحُّدَ فيكِ،

أخافُ التقمُّصَ فيكِ،

فقد علَّمتْني التجاربُ أن أتجنَّب عشقَ النساء
نزار قباني
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-حاولت اهرب من حبك ...حاولت أقنع نفسي ان مفيش في قلبي حاجة ليكي بس اكتشفت أن قلبي اصلا مش ملكي ...قلبي ملكك ومن زمان ...هو طوع أمرك .
اتسعت عيني ليان واستطاع سماع لهاثها المصدوم ...اقترب منه وجلس على الفراش وهو يجذب وجهها ويقبلها على جبهتها ...أغمضت هي عينيها وقد أحضرت كلماته الدموع لعينيها...شعرت بقلبها يقفز داخل صدرها....
-موسى ...
قالتها بشوق وهي تضع كفها على وجهه ...
-موسى. .
كررتها مرة آخري والدموع تنفـ جر من عينيها ثم أكملت:
-وأنا كمان بحبك...بحبك أووي ....
تنفس براحه وقبلاته تزيد عنـ فاً على جبهتها بينما الدموع تملأ عينيه ...قلبه يخفق بقوة في صدره ..وقلبها أيضا ...انه العشق ...العشق يسكن قلب كلا منهما...لعـ نة العشق الذي ليس منه نجاه ...وهو قرر ان يغر ق بها ...بدلا من أن يحتر ق بنيران بُعدها !!
فُتح الباب فجأة ...
-موسى !!!!
كان هذا صوت عدي المصدوم...ابتعد موسى عن ليان بسرعة ...بينما بهتت هي الأخرى وهي تنظر الى النيران المشتعلة بعيني أخيها ...كان غاضب ...غاضب بشدة وهي كانت خائفة ...قلبها أصبح يدوي بخوف بدلا من العشق ...
-عدي ...
قالتها ليان بصوت ضعيف وقد احتشدت الدموع بعينيها ...ولكن عدي لم يكن ينظر إليها من الأساس...كانت نظراته موجهة نحوه...نحو صديقه!!!صديقه الذي خا نه للتو!!
ازدرد موسى ريقه وهو يرى الجر ح بنظرات عدي ...كان مصدوم...مجرو ح وخائب الأمل منه ...لقد تحطـ مت ثقته به  ....لم يتخيل أبدا ان يقوم موسى  بخيا نته....أطرق موسى وجهه أرضا ...كان عاجز عن مواجهته ...يزدرد ريقه بعـ نف وهو ينتظر التوبيخ منه ...ينتظر الاها نات التي سوف يتلقاها منه ...وهو لن يتكلم ...يستحق هذا ...يستحقه.....لو ضر به حتي يستحق هذا. ..هو يستحق كل ما سيفعله عدي به !!!
-ليان يا موسى !!!
خرج صوت عدي المصدوم ..
كان لا يصدق ان يقدم صديقه على هذا ...لقد وثق به ...ادخله منزله ...عامله كأنه شقيقه ...هل يكافئه بتلك الطريقة ...شعر بالدموع تلسع عينيه بالفعل..لم يتوقع ابدا الخيا نة من موسى كان يثق به كثيرا ...
-عدي اسمعني !!
حاول  موسى أن يبرر  بصوت محطـ م وهو يقترب من صديقه...ولكن عدي امسكه من قميصه وهو يصرخ  بقوة :
-ليان يا موسى ...ليان!!!ليه...اختي ليه!!؟
-بحبها .
قال بنبرة مخنوقة ...ثم نظر الى عدي وكانت عينيه الزرقاء صافية تماما...تفيض بالصدق  وأكمل :
-انا بحب ليان يا عدي ...بحبها أووي ..وعايز اتجوزها وصدقني هحميها دايما وههتم بيها ..وعمري ما هزعلها ابدا !
-أنت أكيد اتجننت ...اكيد اتجننت !!!
زعق به عدي وهو يهزه بقوة ...كان لا يصدق ان موسى يفعل هذا ...ما زال لم يستوعب الأمر ..
رفع كفه ولكمه بعنـ ف لتصرخ ليان وهي تقول :
-عدي اسمع !!
ولكن النير ان كانت تشتـ عل داخل عدي بقوة ...مرارة الخيا نة كان تقـ تله !!!
-لو أنت آخر راجل في الدنيا أنا مش هجوزك أختي ولا هأمن عليها معاك ...انت خا ين ..خا ين يا موسي ...دخلت بيتي وأغويت أختي الصغيرة...عملت نفسك بتحميها وانا كان مفروض احميها منك ...احميها منك أنت !!!!
-عدي اسمعني ابوس ايديك ..
كان موسى يتحدث بنبرة مختنقة ...يحاول أن يفهمه ...يعطيه فرصة لكي يشرح ولكن الغضب كان قد أعمي عيني عدي وقال وهو يهزه بقوة ...
-أخرج ...اخرج من بيتي من النهاردة انسى انك تقرب من ليان ...أنا هبعدك للأبد عن ليان ...للأبد!!
....
نهض من نومه مفزوعا  وقلبه يخفق بقوة ...رباه ما هذا الكابوس...دعك موسى عينيه وهو يتنهد بقوة ...شكرا الله ان الحلم ليس حقيقي ...فخيبة الامل التي رأها بعيني عدي لم يتحملها ابدا ...وبالطبع عدي محق ...فحتى لو اعترف موسى بحبه لليان وفسخت خطبتها من اجله...عدي لن يقبل به أبدا لانه يعرف جيدا ماضيه ...يعرف من كان بالماضي ويعرف الخطر المحدق بكل من يقترب منه ...
تنهد موسى ونهض من فراشه بكسل اليوم عليه ايصال ليان الى جامعتها ثم في المساء سيوصلها هي وخطيبها الى حفل عيد ميلاد أحد اصدقاؤها ...
زفر بحنق وهو يفكر ان لديها ساعات طويلة سيشعر فيها بالغيرة وقد لا ينام بسبب قهـ ره وغيرته !!
...........
نص ساعة وكان جاهز تماماً يقف أمام السيارة منتظرا ليان التي خرجت من القصر ترتدي نظاراتها ...فتح موسى لها الباب لتستقل السيارة بهدوء.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
خرجت من غرفتها وتوقفت مكانها وهي تجده نائم على الأريكة ...يغطي وجهه بذراعه ...كان يبدو غير مرتاحا بالمرة ...أطرقت برأسها وهي تتذكر كلامها السام له ...لقد أخطأت لن تنكر.هذا ولكن تصرفاته جعلتها تغضب كثيرا ...لا يمكنه أن يُعامل ضيوفه بتلك الطريقة المهـ ينة  ....زفرت ورد بضيق وقررت ان تذهب لإيقاظه  قبل ان تراه ياسمين ...فاليوم هو عطلتها  من المدرسة لان امتحاناتها قد أقتربت وعطلته من العمل وقد قررت بعد تدريس ياسمين ان تُخرجها معها لكي ترفه عنها قليلا ...
اقتربت منه وهي تربت على كتفه بلطف وتقول :
-ياسين ...ياسين اصحي ...
فتح عينيه ببطء ...لحظات وأحتل الجليد عينيه ازدردت ورد ريقها وهي تتراجع قليلا...نهض هو دون ان يكلمها او ينظر إليها حتى ..ولج لغرفته ثم أحضر ملابسه لكي يستحم...
......
بعد ثلث ساعة كان قد انتهى..خرج من الحمام وهو يمشط شعره المبتل بيديه بينما ترطب قميصه الزيتي قليلا بالمياه التي تسقط من شعره ...كانت ورد تراقبه ...تنتظر الفرصة لتتحدث إليه ولكنه للمرة الثانية يتجاهلها ويخرج من الغرفة متجها الى المطبخ ...زفرت بضيق وهي تذهب خلفه ...صحيح انها مخطئة ...ولكنه هو أيضا أخطأ فلماذا يرمي كل اللوم عليها !!! ألن يتغير أبداً!!!
ولجت الى المطبخ لتجده يصنع له فنجان من القهوة بكل هدوء ...رفعت حاجبيها وهي تزم.شفتيها بضيق ..حسنا هو يريد هذا ...يريد ان يتجاهلها وهي تتجاهله ..حسنا له ما يريد ..
فكرت وكادت بالفعل ان تذهب ولكنها توقفت مكانها ما زالت تشعر بالسوء فعلا ...هي بالكاد نامت الليلة الماضية  لانها تشعر بالذ نب .. ستعتذر وأمرها لله...فهي قد أخطأت أيضا ...تلك ليست كلمة مناسبة لتقولها لزوجها ....
-مينفعش تشرب قهوة على الريق كده ...استني احضرلك فطار...
قالتها ورد وهي تقترب منه ولكنه تجاهلها ...مجددا !!
رفعت حاجبيها بضيق وهي تراه يرفع الفنان ليشربه ولكنها أمسكت كفه وأخذت منه الفنجان وقالت:
-انا قولت مينفعش !!!هعملك ساندويتش تاكله ...
نفخ بضيق وقال:
- مش عايز ...
ثم كاد ان يأخذ منها القهوة الا انها ابعدت الفنجان وذهبت وسكبت محتواه في الحوض...
ربع ياسين ذراعيه وهو يشعر بالغضب وقال:
-هعمل واحد تاني ...
ثم اتجهت يده لعبوة القهوة ولكنها أمسكت كفه وبيدها الحرة أخذت عبوة القهوة وقالت بحزم:
-بطل عناد...القهوة غلط على الريق ...لازم تأكل حاجة يا باشمهندس ياسين ولو سمحت متعاندش عشان صوتنا ميعلاش وياسمين تصحى ..
ولكن العناد ما زال متأصلا في عينه في عينيه فقالت:
-انا أسفة يا ياسين بس انت زودتها بجد
-جوازك مني غلطة يا ورد !!
قالها ياسين بنبرة باردة لتحتشد الدموع بعينيها وتهز رأسها بالنفي بسرعة وتقول:
-بالعكس يمكن كان احسن حاجة حصلت في حياتي ...
رغم البرود الذي كان يدعيه الا انها استطاعت رؤية الضعف بعينيه ...اعجبها ان يكون لديها هذا التأثير عليه ..حقا اعجبها...
-ده مكانش كلامك امبارح يا ورد ...فاكر كلمتك امبارح ...قولتيلي ان أكبر غلطة عملتيها في حياتك هي جوازك مني ...
انسابت دموعها وهي تنفي مرة آخرى ما قالته وقالت :
-كنت متعصبة منك ...مجرو حة أنك كنت هتمد إيديك عليا يا ياسين ...حبيت اجر حك وانا اسفة بجد ...اسفة ....
أرتفع صوته وقال بإنفعال :
-تتخانقي معايا مش تقولي ان جوازك مني أكبر غلطة يا ورد...عارفة قد ايه كلمة زي دي أثرت فيا...
ارتفع كفيها وعانقت وجهها ثم رفعت نفسها إليه وهي تقبل صفحة وجهه بتتابع وتقول بنبرة مختنقة :
-انا اسفة ...أنا اسفة ...اسفة يا ياسين ...
رفعها إليه وهو يعانقها بقوة ...كانت تقف بقدميها على قدميه ثم قال:
-متقولهاش تاني. ..مفهوم ...
-مفهوم ...وانت متفكرش تمد ايديك عليا تاني ...
-ولا عمري هعملها !!
رنين الهاتف اجفلهما سويا ...اخرج ياسين هاتفه لتنظر إليه ورد ويرتفع حاجبيها وهي تقول :
-مين الحرباية ام سحلول دي ...
تنهد قائلا  وهو يفتح الهاتف:
-دي جوري.

الشيطان وقع اسيرها♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن