الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون(الضربة القاضية)
ظننت ان من يعشق سوف يغفر ولكن يبدو اننى كنت مخطئة..فأنت لا تعرف الغفران .
#سولييه_نصارظل ينظر إليها مطولا ...حاجبيه معقودان في عبوس ...عقله يترجم كلماتها ..ما هو الحقيقة التي تريد اخباره بها ...وهل هي حقيقة مختلفة عن تلك التي اخبرته بها جواهر...هل سيثق بهما مرة آخرى؟!!
ربع ذراعيه وقال:
-ويا ترى ايه الحقيقة اللي تديكم حق انكم تخد.عوني وتستغلوني انتِ وجواهر ...ايه المبرر القوي اللي يخليكم تعلموا كده !!!أنا عن نفسي مش شايف أي مبرر للكدب والخداع ...
ازدردت عبير ريقها وهي ترتعش بقوة بينما ترى هذا الرجل والنيران تندلع من عينيه...أرادت التراجع ...أرادت الهروب ومئات الافكار تسيطر على عقلها ...أفكار سيئة وجنونية ولكنها قررت التحلى بالشجاعة ...فصديقتها جواهر تستحق هذا...تستحق ان تدافع عنها ...
-ممكن تسمعني وبعدين تقرر..صدقني جواهر عملت اللي عملته عشان مجبورة ..
-مجبورة على ايه ؟!!
صرخ وهو يقترب منها بخطوات واسعة ...عينيه تندلع منها النيران ...تراجعت هي بخوف بينما تصاعدت دموع الرعب بعينيها ...ازدردت ريقها وهي تقول :
-انا طالبة بس فرصة تسمعني وبعدين قرر ...
ظل ينظر إليها بغضب وداخله صراع بين ان يسمعها وأن يطردها كصديقتها ...أخيرا أغمض عينيه بتعب وقد قرر ان يسمعها ...في داخله اراد ايجاد أي مبرر لجواهر لخداعه ...لقد عاش الجحيم منذ ان طردها ...يشعر بفراغ قاتل ...لقد عرف ان مشاعره نحو جواهر أقوى بكثير من مشاعره نحو كارمن...الألم الذي شعر به عندما ابتعدت عنه لم يشعره من قبل ...وهنا أخذت تسخر منه شياطينه ...تذكره انه غبي ...حقاً غبي للغاية ...
لم يتغير ...سيظل ساذج ...الجميع يستطيع خداعه ...الجميع يستطيع أن يستفاد منه ...ولكن قلبه اراد يسمع ...اراد يبرر...فالقلب في محنة أساسها العشق ...وهو يريد التبرير لمعشوقته ....
ولقد انتصر قلبه أخيرا وقال بصوت جامد:
-اتفضلي اتكلمي ...قولي كل اللي عندك يالا!!!
ابتلعت عبير ريقها وهي تستعد لقول كل شئ ...لن تخفي عنه أي شئ ....
جلست على الأريكة وهي تتمالك نفسها لتستعد للتكلم ...
نظرت إلى عدي الذي كان ينظر إليها بملامح جامدة وقالت:
-من أنا وصغيرة وماما انفصلت عن بابا واخدتني وعيشنا في فرنسا....نسيت كل حاجة عن مصر وعشت أنا هناك بس كنت اكتر حاجة بفتكرها وبزعل هي جواهر صاحبتي ...ومرت السنين وكبرت وماما ماتت وقتها بابا جه وقالي هتنزلي معايا ...أنا مكنتش عارفة أنه هيخونني ...أنا افتكرت أنه عايز ياخدني لمصر لاني وحشته وعايزني اعيش معاه ..وانا بعد موت ماما الله يرحمها كنت محتاجاله اووي ..محتاجة لحضنه ومترددتش انزل معاه...بس بعد ما جيت مصر اكتشفت السبب اللي خلاه يجي فرنسا مخصوص عشانه ...عرفت أنه عايز يجوزني عشان ينقذ نفسه ...كان عايز يضحي بيا عشان نفسه ...مفكرش في بنته ...فكر في نفسه بس ...انهارت وبكيت وحاولت امي بس هو حبسني ...حتى أنه مد ايديه عليا ووقتها اقنعته اني موافقة وهربت بمساعدة جواهر ...بس اللي مكنتش عاملة حسابه أنه يبتز جواهر عشان تتجوزك ويزور الورق بتاعها ...
نظر إليها بشك وقال:
-وهز هيبتز جواهر ليه؟!وهي توافق ليه ؟!!!
نظرت إليه وعينيها رطبة بفعل الدموع وقالت:
-والدة جواهر عندها كانسر وجواهر استلفت من بابا مبلغ وكتبت على نفسها شيكات وكان بيهددها بالشبكات دي ...
بهت عدي وهو. يسمع ما قالته ثم أكملت عبير بسرعة:
-والله يا استاذ عدي جواهر ما كانو عايزة تكدب وتخدع بس بابا استغلها وهددها. هي اضطرت ..هي عملت كده عشاني ...عشان تساعدني ...هي الوحيدة اللي ساعدتني لما بابا كان عايز يرميني وميسألش فيا ودلوقتي بابا لو عرف أنها قالتلك الحقيقة هيقلب الدنيا عليها ...وهي اصلا ملهاش حد الا والدتها اللي تعبانة ...أنا عارفة أننا غلطنا في حقك بس عشان اكون صريحة معاك ده برضه كان بسببك انت ...انت صممت تتجوز واحدة متعرفهاش عشان تنتقم من أبويا ...كنت قادر تنتقم منه من غير ما تدخلني في اللعبة دي ...فمعلش انت كمان ليك يد في اللي حصل ....
ظل ينظر اليها بجمود ...نظراته كانت فارغة تماما كأنها لم تتكلم ولم تخبره كل الحقيقة للتو ...شعرت عبير باليأس قليلا ولكنها فكرت أنها قالت كل الحقيقة لعدي والان هي يمكنها أن تريح ضميرها ...ولكن قبل هذا يجب أن تبحث عن جواهر التي اختفت تماما!!!!
أخرجت عبير من حقيبتها قلم وورقة ثم دونت رقمها وقالت:
-حضرتك لو حابب تتواصل معايا ده رقمي الشخصي اتصل بيا وبتمنى تسامحنا على اللي حصل ...بس عندي طلب اخير ...بلاش تتكلم على قصة التزوير قدام حد لو البوليس عرف جواهر للاسف هي اللي هتتحبس مع بابا وانا مش عايزة أنها تتدمر بسببي ...فده طلب مني. لو سمحت يعني !
هز رأسه وهو يأخذ رقم الهاتف منها لتذهب هي من أمامه...جلس هو على الأريكة بإنهيار ...ما سمعه غير تفكيره تماما أنها ضحية مثله تماماً...ولكنه أعطاها العديد من الفرص كي تتحدث ..لماذا صمتت ...لماذا لم تتكلم هل أصبحت تخاف منه لتلك الدرجة !!!!دعك عينيه بتعب وهو يفكر اين هي الآن ولماذا لم تأتي مع عبير لتشرح له الأمر ...لماذا اختفت من محيطه. و لم تحاول مجددا أن توضح له الأمر ...تنهد بتعب وهو يفكر أنها حتى لو تعرضت للظلم هذا لا يبرر كذبها عليه ...لقد أعطاها العديد من الفرصة لتتحدث وتولى هو حمايتها !!أعطاها قلبه ومشاعره ...كان مستعد لجعل العالم تحت قدميها ولكنها لم تعترف ...فضلت أن تكون جبانة !!!ام عجبها أن تخدعه ...هل كانت ستشعر بالتميز ؟!...
وضع كفيه على رأسه وهو يشعر أنه سوف يجن...لا لايجب أن يفكر أكثر من هذا ...يجب أن يعرف أن شخصا واحده السبب في تلك الفوضى وهو شريف ...شريف الذي اعتقد أنه يمكنه خداعه ...لقد عفا عن شريف من قبل ولكن ليس تلك المرة ...شريف سوف يدفع الثمن غاليا...هو سوف يعاقبه على ما فعله ...فقط ليفكر في العقاب المناسب له ...شريف يجب أن يعاقب بسبب ما فعله له ...يجب أن يعاقب لانه خداعه مرتين !!!
..........
في مركز التجميل....
-اصحي يا جواهر اصحي يا حبيبتي ...
قالتها ميريهان وهي تحاول أن تجعل جواهر تستيقظ ...كانت جواهر نائمة على الكرسي المتحرك الخاص بمركز التجميل ...متدثرة بلحاف خفيف ...يوجد على وجنتها أثر للدموع وكأنها بكت لمدة طويلة ...نظرت إليها ميريهان بشفقة وهي تحاول أن تجعلها تنهض مجدداً...
اخيرا استجابت لها جواهر ونهضت وهي تنظر لميريهان وتقول بلطف بالغ وصوت مبحوح ،:
-صباح الخير يا مدام ميريهان ..
ثم نهضت من الكرسي وهي تشعر ان عضلات جسدها قد انسكرت ...
-صباح النور يا جواهر ...اخبارك النهاردة .!!
-الحمدلله يا مدام ميريهان أنا كويسة ...
-قومي يا حبيبتي اغسلي وشك في الحمام وتعالي عشان تفطري يالا بسرعة ...
هزت جواهر رأسها وهي تتجه نحو الحمام ...دخلته وفتحت صنبور المياه وغسلت وجهها جيدا ثم جفتته وخرجت لتجلس مع السيدة ميريهان...
...
ذهبت وجلست مقابلها وهي تتناول طعامها بهدوء ...فجأة نظرت إلى ميريهان وقالت:
-شكرا يا مدام ميريهان ..شكرا لانك ساعدتنيني أنل مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه...شكرا بجد!!
أنت تقرأ
الشيطان وقع اسيرها♥️
Romanceضغط علي فكها بعنف وعينيه السوداء تبرق بطريقة أخافتها ولكنها تماسكت بينما قال هو بنبرة سوداء كغضبه : -اللي متعرفهوش أنك دلوقتي ملك عدي رشيد يا بيري... دفعت يده بحدة وهي تصيح: -ملك مين يالا هو أنا بطيخة !!! امسكها من ذراعها بعنف وقال بحدة : -مش قدام...