الفصل التاسع والعشرون ♥️

18.5K 679 30
                                    

الفصل التاسع والعشرون(خذلان)
إني عشقتك .. واتخذت قراري
فلمن أقدم _ يا ترى _ أعذاري
لا سلطةً في الحب .. تعلو سلطتي
فالرأي رأيي .. والخيار خياري
نزار قباني ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يوسف...
قالتها رقية بشوق وهي تقترب منه ...بينما ظل هو متجمداً ينظر إليها ...عاجز عن الكلام تماماً ...قلبه فقط يدوي داخل صدره وهو يسمعه ...رباه يشعر انه سوف يمو ت في أي  لحظة ....هي هنا ...هل هي هنا بالفعل ...الماضي الخاص به ...أول حب في حياته...تلك التي تسببت  بجر ح بقلبه لن يُشفى أبداً....تلك المرأة هنا أمامه ... بدأت الدموع تحتشد بعينيه العسلية وهو ينظر إليها بلوم قتـ لها ...اقتربت أكثر للحد الذي استطاعت فيه ان تمتد كفها لوجنته ...
-يوسف حبيبي ...
قالتها وهي تتلمس وجنته ...وما أن لمست وجنته ابتعد عنها كالملسو ع وتراجع وهو يقول :
-ابعدي ...ابعدي عني ...
انسابت الدموع من عينيها وهي تقترب اكثر وتتوسل:
-يوسف ابوس ايديك  اسمعني بس ...أنا ..
ولكنها قاطعها صارخا ودموعه تنفـ جر من عينيه .:
-قولت اطلعي برا ...برا ...
اخذ ينهت بقوة ...يشعر ان قلبه سوف يتوقف من الأ.لم ...جميع المشاعر التي لفظها سابقاً عادت تها.جمه بقوة ...
-عايزة ايه مني ...عايزة ايه ؟!
كان يرددها بقوة والمشاعر تعصف به ...الحب والغضب كانا يمتزجان معاً وبدا انه نسى نسرين ...نسى كل شئ الا هي ...تذكرها وتذكر تلك المشاعر القوية التي كان يكنها لها...وكأن كان كل شئ كذ ب الا مشاعره لها هي الحقيقة الثابتة في حياته ...
كانت رقية تتأ لم وهي تراه يبتعد عنها بتلك الطريقة ...كان ينظر إليها بقهـ ر ...بإ نكسار وقد كر.هت نفسها لانها جر حته ...ويعلم الله انها أخذت عقا بها كامل ...لقد تعذ بت مثله لخمسة عشر عاماً....خمسة عشر عاماً وهي تعاني ولكن الآن ...الآن هي لا تريد الا هو ...حبيبها ومالك قلبها ..تريد أن تعوض تلك السنين التي قضتها من دونه ..تريده هو ...فقط هو !!!
-يوسف ممكن تسمعني ؟!
كانت تتكلم وهي تقترب منه بينما كان هو يبتعد عنها ...لم يكن يريد ان يستمع إليها ...لم يكن يريد ان يُخد ع مجدداً ...أمسكت كفه بغتة وصرخت بإنهيا ر:
-اسمعني ...ابوس إيديك اسمعني !!!
-اسمع ايه ...اسمع ايه يا خا ينة!!!
صرخ بإختنا ق وهو يدفعها بعيداً عنه...آخيراً استعاد رشده ...أخيراً نفض الضعف عنه ..حل محل الضعف داخله القوة .....الدموع داخل عينيه تحجرت وحل محلها الجليد ...نظراته لها اصبحت باردة للغاية ...باردة بطريقة جمدتها هي ...
-انتِ خو نتيني ...خو نتيني !!!
صرخ بها بهيا ج لتهز رأسها وهي تبكي وتقول :
-أنا اسفة ...أسفة !!!
-اسفة ...اصرف اسفك من فين ؟!أنا عمري ضاع بسببك ...عمري ضاع لاني حبيت واحدة ر خيصة زيك ....
أغمضت عينيها بأ لم وقالت:
-أنا استحق أي كلمة أنت هتقولها ...عندك حق والله عندك حق ...أنا مستاهلش أي حاجة ....
فتحت عينيها وهي تبكي وقالت:
-بس زي ما حياتك ضا عت يا يوسف حياتي أنا ضاعت...زي ما انت اتعذ بت أنا كمان اتعذ بت ويمكن اتعذ بت اكتر منك ...
عينيها الجميلة اصبحت حمراء بفعل البكاء وهي تنظر إليه وتُكمل:
-ربنا اخد حقك يا يوسف ...زي ما حر قت قلبك أنا اتحر ق قلبي وروحي ...اتكـ سرت زيك وأكتر منك كمان ...عشت أسو أ لحظات حياتي مع انسان بمرتبة حيوان ...ابشـ ع انسان أي العالم ...انسان أنا فضلته عليك وياريتني ما عملت كده...
كان ينظر إليها بحيرة ..لا يعرف ماذا تقصد وعلى الرغم انه اراد طردها من منزله الا انه كان لديه فضول شديد ليعرف ماذا حل بها ...اراد ان يعرف نوع العقا ب الذي حل بها لعل هذا يشفي غليله قليلاً ...اراد ان يسمع انها تعذ بت مثله ...اراد ان يشمت بها ...نعم اراد هذا بقوة ولن يؤنب نفسه لانه يفكر بتلك الطريقة فهي جر حته وعلى مقدار حبه الشديد لها كان الجرح كبير ...كان يؤ لم !!,
نظرت رقية الى صمته وبدأت تتكلم بسرعة ...تريد أن تكسب.تعاطفه لكي يعود إليها ...
-صدقني أنا اتعا قبت يا يوسف ...اتعا قبت وعرفت اني محبتش حد غيرك ...سامحني يا يوسف سامحني ...
-اتعا قبتي ازاي؟!
سألها بنبرة متصلبة ولكن الفضول كان ينـ هشه بالداخل ...ابتلعت ريقها وقالت:
-اتعا قبت لما اتجوزت مراد ..مكنتش أعرف أن حياتي معاه هتبقى تعيسة للدرجة دي ...أنا عشت معاه اسوأ ايام حياتي يا يوسف ...افتكرت انه هيعيشني في جنة لكن معاه أنا عشت في جحيم....من بعد شهر العسل بتاعنا وهو دوقني المرار...اكتشفت انه انسان مش متزن.نفسياً...كان بيضر بني وبيحـ بسني...احيانا يمنع عني الأكل ... ولما لجأت لاهلي رفضوا يتدخلوا وقالولي استحمل وهو لما شاف اهلي اتخلوا عني قسو ته زادت ...
شهقت رقية وهي تبكي وأكملت :
-بسببه سقطت تلات.مرات لحد ما شيلت الرحم...فضلت في العذ اب ده كتير ...كتير اووي يا يوسف لحد ما مراد مات من سنة وارتحت  بس عرفت وقتها ان ده ذ نبك انت ..
أنا ندمانة على اللي عملته يا يوسف ورجعالك وعايزة نتجوز ...
-نتجوز ؟!
قالها ببهوت ..
لتهز رأسها بقوة وتقول :
-ايوة نتجوز ...نتجوز يا يوسف مش ده كان حلم حياتك ؟!نتجوز ونكون أسرة  ..نحقق احلامنا!
انفجر  من الضحك حقاً...كان يضحك بقوة حتى طفرت الدموع من عينيه...كان لا يصدق ما تقوله ...بعد كل ذلك العذ اب ...بعد ما عاشه بسببها تطلب الآن منه العودة ...هذا مستحيل ...هو لن يعود لها ...مستحيل ...
-يوسف...يوسف بتضحك ليه ؟!
قالتها رقية بتوجس ليقترب يوسف منها بغتة ويعتصر ذراعيها بقوة ويقول :
-أرجعلك وكده.بسهولة ...أنتِ بتحلمي.صح...بتحلمي !!!!
صرخته افزعتها من الداخل فقال بقر ف:
-تصدقي أنا اصلا اللي غلطان اني بسمع واحدة زيك ...واقولك أنا شمتان فيكي ...ولسه هيحصل فيكي اكتر من كده لأنك كـ سرتي قلبي وانا معملتش حاجة غير اني حبيتك ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ....يالا امشي ...امشي ...
ثم أخذ يدفعها خارجا بينما هي تبكي وتتوسله ان يستمع إليها ولكن غضبه قد أعماه فدفعها خارجاً وقال وهو يمسك الباب:
-أنا خرجتك برا حياتي خلاص يا رقية ...خلاص مبقاش قلبي ملكك ...بقا لوحدي تاني ...بالشفا يا روكا!
ثم أغلق الباب بوجهها لتقع هى أرضا وتبكي بعنـ ف
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ضم كفه بقوة والنير ان تتصاعد بعينيه ...كان غاضب من طريقتها معه وكان على وشك فقدان سيطرته على نفسه ...اما هي فكانت تلهث بعـ نف ...لا تصدق ما قالته ..
هل حقاً تجرأت وكلمته بتلك الطريقة ...أغمضت عينيها بتعب وهي تدعك جبينها لتفتح عينيها وقد أخرجها من شرودها صوته المتصلب ؛
-أنا هعتبر أن اللي قولتيه من شوية ده بسبب هرمونات الحمل ومش هحطه في حساباتي بس مش معنى كده أن مش هحاسبك عليه ..لا يا ورد ..كلامك ده هتتحاسبي عليه جامد ...من النهاردة دي هتبقى أوضتك لوحدك  اقعدي فيها...أنا هنام في اوضة ياسمين النهاردة ...
احتشدت الدموع في عينيها وانفلتت شهقة من شفتيها ليكمل هو بنفس التصلب :
-أنا طالع من البيت دلوقتي عشان مقدر رغبة سعادتك انك مش طايقاني ولا طايقة تشوفي وشي....
وبالفعل تحرك لكي يذهب إلا أنها أمسكت كفه بسرعة ...نظر إليها وعينيه بها شئ من الشوق لها ...أرادها ان تضمه وتخبره أن ما قالته كان هراء وأنها لم تقصد أن تجر حه وهو كان سيسامحها ...يقسم أنه سيسامحها ولكنه قتـ لت كل آماله وهي تخبره بنبرة ضعيفة :
-عايزة أروح عند ماما اقعد عندها شوية ممكن ؟!!
حاول السيطرة على خيبة الأمل التي اكتست وجهه وقال :
-حاضر حابة تقعدي عندها كام يوم صح؟!
هزت رأسها وقالت بإختناق :
-ياريت ...أنا مش مرتاحة هنا عايزة اقعد عند ماما شوية ..ياريت يا ياسين لو سمحت ...
-مفيش مشكلة تقدري تروحي مش همسك فيكي ..
قالها ببرود لتتنهد هي براحة وتتجه إلى خزانتها لكي تأخذ بضعة ملابس لها  ...بدت كسجينة وقد فُكَ أسرها !!
بينما كان هو يراقبها وقلبه يعتـ صر من الألم ..لتلك الدرجة ...لتلك الدرجة هي لا تطيقه !!!ماذا فعل لينال تلك الكر اهية منها ؟!لماذا يشعر أن حبه نضب من قلبها ...هل من المعقول أن هرمونات الحمل تفعل هذا بها ...بدأت الشيا طين تعبث بعقله مجدداً...ربما لم تحبه حقاً...ربما ما زالت تتذكر علي ...
استغفر وهو يهز رأسه ..أخبر نفسه أنه يثق بزوجته وربما لو تركها تذهب لوالدتها وترتاح قليلاً ستكون بخير وسوف يتعدل مزاجها ...تمنى بالفعل هذا ولكن قلبه كان منقبض بشكل غريب ...
.......
دقائق وكانت ورد قد تجهزت بالفعل ...تحمل حقيبة صغيرة بها ملابسها تنهد ياسين وهو يراها ...بدت حقاً مرتاحة وهذا أو جع قلبه هل بعدها عنه يريحها ...وساوس تعصف بعقله وصدره يضيق يشعر بالإختنا ق ولكنه حاول الحفاظ على جمود وجهه بكل ما يملك من طاقة ...
-يالا يا ورد ...
قالتها بنبرة متصلبة وهو يمسك منها الحقيبة لتتبعه هي مغادرة المنزل شاعرة أنها قد تحررت ...
....
كان الصمت مسيطر على السيارة ...هو يشد على المقود بقوة ...الأ لم يعصف به رغم جمود وجهه وهي ..هي تشعر بالراحة لانها سوف تبتعد ...يجب أن ترى أين هي المشكلة ولماذا اصبحت لا تطيق زوجها بعد ان كانت تعشقه ...الأمر غريب للغاية ...
نظر إليها ياسين بغيظ ...كيف تحولت ورد بتلك الطريقة ...من المرأة التي كانت تعشقه...الى تلك المرأة الباردة التي لا تهتم به إطلاقاً !!!كان هذا سؤال ليس له إجابة ...احتار فيه وهو نادراً ما يحتار .....أسرع بسيارته قليلا كي يصلا بسرعة ...لا يريد ان يفكر أكثر ...شغل مسجل السيارة على أغنية غربية بصوت مرتفع لعله يُسكت تلك الاصوات التي بعقله ...ولكن تلك الأصوات لا تصمت ...لا تصمت أبداً!!
عبست ورد.بضيق بسبب الصوت المرتفع للأغاني وكادت أن تطفئ المسجل الا أن صوت ياسين المتصلب أفزعها وهو يقول :
-سيبيه ...متلمسيش حاجة في عربيتي من غير أذني ...
نظرت إليه ببرود ثم نظرت للنافذة...انها تشعر انها تكر هه ...كيف تحملت هذا الرجل ؟!!
  ......
أخيراً وصلا الى منزل والدتها . ترجل ياسين من السيارة وهو يحمل حقيبة ورد ..وجهه متجهم للغاية بينما هي تتجه الى منزل والدتها بخطوات سريعة ....
.......
-ماما وحشتيني ..
قالتها ورد مبتسمة وهي تضم والدتها التي فتحت لها الباب ...ابتسمت والدتها وضمتها إليها وهي تقول ؛
-وانتِ كمان يا ورد  ...اتفضلوا يا ولاد ...
ولكنها عبست وهي ترى الحقيبة التي يحملها ياسين ولا تعرف لماذا ولكنها توترت ...
بعد ان ادخلتهم لمنزلها قالت بإرتباك :
-فيه ايه يا ولاد ...ليه.جاية بشنطتك يا ورد ؟!
ابتسم ياسين بلطف وقال :
-مفيش حاجة يا حماتي ..ورد بس حابة تقعد معاكي كام يوم حسيت أنك وحشتيها ومتضايقة فسمحت ليها بكده ...
ابتسمت هي وقالت:
-ربنا يخليك يا بني ...أتفضل ارتاح ...
هز رأسه وقال:
-معلش يا حماتي مرة تانية أنا ورايا شغل ..جيت أوصل ورد وأمشى ...
ثم قبل رأس ورد وقال :
-خلي بالك  من نفسك يا حبيبتي ...
ثم تركها وغادر ...احست والدتها تغير ملامحها عندما اقترب منها ...لم تدع لها فرصة بل أمسكت كفها وجذبتها خلفها ثم جلسا على الأريكة ...
-قوليلي بقا فيه ايه يا بنت ..لا أنتِ ولا جوزك على بعضكم ...فيه ايه يا ورد طمنيني عليكي ...
-احنا كويسين يا ماما ..بس تعبانة عشان الحمل وعايزة اريح عندك شوية ممنوع ؟!
هزت والدتها رأسها وقالت :
-لا يا ورد ...لا يا حبيبتي الكلام ده مش عليا انا ...انطقي قولي فيه ايه ...واللي مخلي فيه توتر بينك أنتِ وجوزك  ...يا بنتي قولي أنا خايفة عليكي مالك يا ورد ...
احتشدت الدموع بعيني ورد كانت تفرك كفيها بتوتر وهي تشعر بالإختناق ...تشعر انها تود المو ت ...لا شئ يُسعدها كل ما حولها باهت...ظنت انها لو أتت لمنزل والدتها سوف ترتاح ولكن هذا لم يحدث ..
-ورد بنتي ؟!
نظرت إليها ورد وقالت بإختناق:
-أنا عايزة اتطلق يا ماما ...
-يا مصيبتي ..
ضر بت والدتها على صدرها وأكملت :
-بتقولي ايه يا ورد ؟!ايه اللي حصل ...ياسين عملك أيه ؟!
-معملش حاجة يا ماما ...بس أنا مبقتش طايقاه خالص ...مش حباه...أنا اتسرعت في الجوازة دي ...أنا مبحبش ياسين ...حاسة بنفور منه ...
وضعت كفها على بطنها وقالت:
-حتى اني مش حابة وجود ابنه في بطني...وبفكر أنزله !!!
شهقت والدتها بقوة وقالت:
-بسم الله مالك يا بنتي ...ازاي تقولي كده ؟!ده انتِ من اسبوع كنتِ فرحانة بالحمل وبتقولي محبتيش قد ياسين ...ايه اللي غير احوالك بالشكل ده ...
-كله.كد ب ...أنا مش فرحانة معاه ...أنا مش عايزاه يا ماما ساعديني اتطلق منه ....أنا مش عايزاه ...مش عايزاه افهميني أبوس إيديكي ....
كانت والدتها تنظر إليها بصدمة ...لا تصدق ان تلك هي ابنتها ...تبدو غريبة للغاية ...ماذا حدث لها فجأة بعد ان كانت تطير من السعادة مع ياسين ...
-طيب يا بنتي اهدي متتعصبيش عشان أبنك اللي في بطنك ...لا حول ولا قوة الا بالله أكيد اتحسدتوا يا بنتي ...ده ياسين مفيش منه أبداً وباين عليه بيحبك ..اقعدي عندي شوية وهدي اعصابك ...ابعدي شوية يمكن لما تبعدي عنه تعرفي أنك بتحبيه وتنسي حكاية الطلاق دي .
-مظنش يا ماما ...خلاص أنا مش طايقاه !
قالتها وهي تنهض متجهة الى غرفتها لترتاح قليلا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اخيراً انتهت من عملها وسلمت العمل للفتاة الآخرى ثم خرجت وهي تمسك حقيبتها بينما ابتسامة تزين شفتيها ...هي مرتاحة جداً بهذا العمل ...تشعر انها تحقق شئ بحياتها ...تشعر ان لديها قيمة الآن ...تتعلم سريعا مع الطبيب جورج ..وهو حقاً يساعدها بكل ما في مقدرته ...وفقط لتمضي تلك الشهور سوف تلتحق بمدرسة  التمريض ومن يعرف قد تدخل الجامعة....ولكنها بدأت تفكر ان تبحث عن عمل آخر يعينها صحيح الراتب اللي تتقاضاه جيد جداً ولكنها تريد أن توفر بعض المال للحاجة...انها تشكر الله ان الطبيب جورج اعطاها الراتب مقدماً بسبب احوالها المالية السيـ ئة مما جعلها تعدل من وضعها المالي قليلا .....قررت ان تتمشى اليوم للمنزل نظراً لمزاجها الرائع ...مشت رانيا وهي تبتسم ...
من بعيد كان يراقبها بسيارته ...ابتسامة رائعة ترتسم  على شفتيه وهو يراها بتلك السعادة ...نعم هي تستحق تلك السعادة لانها مجتهدة ...لا تستلم ابداً حتى ان جورج يمدحها دوما ...
خرج يحيى من سيارته وسار خلفها دون ان تشعر ...هو لا يعرف لماذا يفعل هذا وحقاً هو لا يهتم بتفسير تصرفاته الآن لن يفكر كثيراً ...هو سيفعل هذا وحسب ...وغير مهم الضيق الذي سيشعر به لاحقاً ....
......
وقفت رانيا أخيراً امام متجر لبيع الملابس ...اتسعت عينيها بإعجاب وهي تطالع ذلك الفستان المعروض على واجهة العرض ....كان فستان أبيض مزين بورود صغيرة للغاية...بسيط ولكنه جميل وأنيق كما أنه محتشم ...فتحت حقيبتها وهي تجد مبلغ من المال ...عضت شفتيها بتوتر ...كانت ترغب بشراؤه ولكن ماذا إن أحتاجت تلك الاموال ...عبست وهي تشعر بالحزن ....لقد وقعت بحبه من اللحظة الأولى ...بتردد دخلت الى المتجر لكي تسأل عن سعره ...بسرعة ذهب يحيى خلفها ..وقف على باب المتجر وهو يراها تسأل البائعة عن ثمن الفستان ...عبس وهو يرى ملامحها الحزينة وهي تشكر صاحبة المتجر واستعدت للخروج....
ابتعد يحيى عن المتجر كي لا تراه  ...تنهد وهو ينظر للفستان ونظر الى اسم المتجر ثم لحق بها ...كان يسير خلفها ووشه تزينه ابتسامة رائعة يبدو رائق المزاج وهو يراها بهذا الشكل ...سعيدة ومرتاحة ...داخلها أمل لا ينضب...هو معجب بروحها المقاتلة ..معجب كثيراً ..
فجأة تجمد مكانه وهي تستدير بغتة ...اتسعت عيني رانيا واقتربت منه
-دكتور يحيى !!
قالتها بصدمة ولكنها لم تستطع منع تورد وجهها وهي تتوصل أنها كان يراقبها!!بدأت آمالها تنمو مجددا ولكنها هد متها وهي ترفع رأسها وتقول :
-حضرتك.بتعمل ايه هنا ؟!معقول كنت بتراقبني!!!!!
بهت قليلا وارتبك وهو لا يعرف ماذا يقول ...أراد أن ينفي عنه التهمة ولكنه سيكون كاذب لعين ....تنهد وهو يحاول ترتيب كلماته بينما ينظر إلى وجهها المشتعل من الغضب
..
-دكتور يحيى !!
هتفت مجددا بنفاذ صبر ليقول بسرعة ودون تفكير :
-ايوة كنت براقبك!!!
ارتفع حاجبيها بدهشة ...هي حقاً لم تتوقع تلك الصراحة منها ...أرادت توبيخه ...الشجار معه ولكن الكلمات كانت محشورة.داخل فمها ترفض الخروج ....أغمضت عينيها وهي تحاول السيطرة على انفعالاتها ...فتحت عينيها مجدداً ونظرت إليه وقالت:
-حضرتك كان بيننا اتفاق أنا هقبل بالشغل اللي حضرتك جبته ليا بس منقابلش بعض مرة تانية ...أنا التزمت بوعدي...حضرتك ليه ملتزمتش بوعدك ؟!
كانت تتحداه وهذا أعجبه فقال :
-معرفش صدقيني معرفش ...أنا بحب اشوفك ...
تراجعت قليلا وهي تنظر حولها بينما اصطبغت بشرتها باللون الاحمر...كانت تشعر بقلبها يخفق بقوة داخل صدرها ولكنها سيطرت على نفسها وقالت بقوة :
-دكتور يحيى اظن كفاية لعب لحد دلوقتي ...أنت مشكور جيبتلي شغل وانا هفضل شايلة.جميلك ده طول حياتي ...بس كمان مش هنسى أن الست والدتك جات في مكان أكل عيشي وأها نتني وخلت الناس تتفرج عليا ...والدتك عاملتني كأني أنا اللي ضحكت عليكي كأني واحدة مش محترمة ..وأنا اسفة لحضرتك بس مش عايزة اتحط في الموقف ده تاني أبداً عشان كده ياريت تبعد عني ...لو سمحت ....أنا عارفة أن حضرتك حاسس بتأنيب الضمير بسببي وانا بقولك اهو أنت عملت اللي عليك وزيادة خلاص كفاية كده ركز في حياتك وسيبني أنا أركز في حياتي ...
ازدرد ريقه وهو ينظر إليها ...بعينيها البنية كان يوجد بهما إصرار غريب ...كانت بالفعل تريده خارج حياتها وليكن صريحا هذا جعله يتألم بطريقة هو لا يفهمها...أطرق وجهه وقال بنبرة خافتة تشوبها الحزن :
-انا اسف يا رانيا ...اسف  ....
ثم استدار وذهب ...
وبينما تراه يذهب أحست رانيا بغصة بقلبها ولكنها أخبرت نفسها أن ليس هناك أمل لهما ...لن يجمعهما اي شئ لذلك من الأفضل أن يبتعد ...نعم هذا أفضل بكثير !!
استدارت هي ذاهبة إلى منزلها ...
....
أمام المتجر الذي كانت تقف به رانيا كان يقف هو ...دخله دون تردد وأشترى الفستان الذي ارادته...لم يبرر اي من تصرفاته...فقط اشتراه دون تفكير ...ثم اتجه إلى سيارته وانطلق بها إلى منزله
......
-أما أنا جيت. 
قالتها رانيا وهي تبتسم وتدخل للمنزل ...تحمل معها أكياس الخضروات  والفاكهة ...استقبلتها والدتها بإبتسامة حلوة وهي تشير لها لتقترب منها ...وضعت رانيا الأشياء أرضاً واقتربت من والدتها وقبلت رأسها ...نظرت رابحة الى ابنتها.وقالت:
-جايلك.عريس ...
بهتت رانيا قليلا وارتبكت ولكنها ردت بهدوء:
-طيب كويس هقابله ...
ابتلعت والدتها ريقها وأكملت :
-العريس هو كمال ابن عم دسوقي ...
تجمدت رانيا مكانها ثم نظرت الى والدتها بقـ هر وقالت:
-برضه يا أما ...مصممة تقللي مني يا أما. ..أنا مبصعبش عليكي ...بحاول أعمل المستحيل عشان أسعدك وانتِ دايما.كا سرة نفسي ..يعني لو مو ت انتِ هترتاحي ...
شهقة ملتاعة انفلتت من شفتي رابحة وقالت وهي تضع كفها على صدرها :
-بعيد الشر  عنك يا بنتي بتقولي كده ليه.بس اخص عليكي يا رانيا ...
-بقول كده.عشان زهقت.يا أما ...زهقت ...مش كمال ده متجوز يا أما...عايزة تدخليني على ضرة ...
-يا بت قال انه مستعد يطلق مراته...
-يالهوي يالهوي ..
لطمت رانيا على وجهها بقهـ ر ثم اقتربت من والدتها وقالت:
-حرام عليكي يا أما هتمو تيني ناقصة عمر ...أنا مخر.بش بيت حد يا أما...محرقش قلب واحدة زيي عشان اتجوز...أنا نصيبي موجود ...
-قصدك على الدكتور يحيى ...فكراه هيتجوزك.يا بت عشان بس جابلك.شغل ...
نفخت رانيا بضيق وهي تنظر الى والدتها نظرات مشتعلة ...كانت غاضبة بحق فقالت بنبرة منفعلة :
-لا يا أما مش دكتور يحيى ولا عمري اصلا افكر كده ...أنا عارفة ان مستحيل يبقى بيننا حاجة خاصة بعد الكلام اللي سمعته من والدته...بس ده مش معناه أقبل بأي حاجة يا أما ...ابوس ايديكي متعقدنيش في حياتي ...
-يووه خلاص يا رانيا اعملي اللي عايزاه...مش هتدخلك في أي موضوع بعد كده ...المهم دلوقتي روحي واعمليلي أكل عشان أنا جعانة ...
زفرت رانيا بضيق وقالت:
-حاضر يا ماما ...هتشطف وأغير هدومي واجهز الاكل
ثم ذهبت وتركتها ...مطت رابحة شفتيها وقالت:
-أما بنت فقـ ر بصحيح مش كفاية ضيعتي علينا ورث أبوكي ...دلوقتي رفضتي كمال ...
ثم.صمتت رابحة واجمة وهي تفكر ان صحيح ابنتها تبذل قصاري جهدها من اجلها ولكن هذا يزعجها ...يزعجها ان ابنتها لا ترتاح ...تريدها ان تتزوج وترتاح قليلاً...ولكن رانيا لا تتقبل منها أي شئ...
-بت فقر بصحيح !!!
قالتها رابحة بضيق
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء ...
أنه يريدها ...يريدها أكثر من أي شئ آخر ولن يتحمل ان تبتعد عنه أكثر من هذا. ..لن يتحمل ...اليوم ستكون زوجته ...اليوم سيوصمها بإسمه...سيسـ لب قلبها كما سلـ بت هي قلبه ..
كان عدي يفكر بينما يتأملها وهي نائمة ...بدت كالملاك ...جميلة بشكل لا يُصدق وكم أراد أن يقترب منها ويشبعها تقبيلاً ...ازدرد ريقه واقترب بالفعل منها ..جلس على الفراش بجانبها ثم مرر أصابعها على وجهها ..اقترب بوجهه منها ثم أصبح يقبلها بلطف ...عبست جواهر في نومها ...كانت تشعر أنها تتأرجح بين الوعي واللاوعي وهي تشعر بقبلات لطيفة على وجهها ...قبلات جعلتها تطفو فوق سحابة وردية وتتحرك بمعدتها مئات الفراشات ...،
-عدي ..
قالتها بحب وهي تبتسم ..ليبتسم هو ويقول:
-ايوة يا حبيبة  عدي ...
فتحت عينيها فجأة برعب وهي تجده يشرف عليها بينما ابتسامة رائعة تزين شفتيه... أسرها بنظراته وقال:
-انا بحبك يا بيري ..بحبك أووي ..
ثم اقترب ليقبلها مرة أخرى إلا أنها دفعته وهي تنهض وتصرخ قائلة :
-ابعد عني ...ابعد عني ...
-فيه ايه يا عبير ؟!
قالها بصدمة وهو يقترب منها لتصر خ هي :
-قولت ابعد أنا مش عايزاك !!!
تجمد وجهه وحفر أصابعها في ذراعها وهو يجذبها إليه ويقول بعصبية :
-أنا جوزك...جوزك وليا حقوق وأنتِ مانعاني عنها !!!
ارتجفت شفتيها وانفجـ رت الدموع من عينيها وقد تراجع غضبها وحل محله الخوف   فهمست بخوف :
-عدي سيبني لو سمحت ...لو سمحت أبعد !!!
تصاعدت النير ان بعينيه وقال:
-أنا حابب أفهم ايه المشكلة ...كل لما أقرب منك تخترعي حوار  !!هو فيه أيه !!أنا مش هصبر عليكي أكتر من كده ...النهاردة يا بيري ...النهاردة هأخد كل حقوقي ....
ارتفع نشيجها وبدأت في البكاء بعنـ ف ليُحاصر وجهها ويقول بعنـ ف عاطفي :
-ايه المشكلة يا بيري ...ليه خايفة مني؟!!أنا مش هأ ذيكي...
تنهد بأ لم وهو يضع جبينه على جبينها ويكمل :
-أنا بحبك ...بحبك يا عبير !!!
قضمت شفتيها بتوتر و قالت وبدت وكأنها تختنق :
-بس أنا مش بحبك  ولا عمري حبيتك!!
د فعته بعيد عنها وهي ترى الصدمة على وجهه وتردد كلماتها بقسوة :
-أنا مش بحبك يا عدي ...مش بحبك.!!
وكانت تلك هي الطعنة الأبرز لقلبه ... تراجع وقد ارتدي قناعه الجليدي وقال :
-اظن جه الوقت ننهي مسرحية جوازنا ...قريب هطلقك يا عبير ...هديكي.حريتك.!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي...

الشيطان وقع اسيرها♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن