الفصل الأول

4K 96 31
                                    

••• على جزيرة إفروديت

   تمايلت الأمواج و ارتفع صوتُها كاسرًا هدوء الشاطيء المماثل لأجواء العصور القديمة، قطراتها الأخيرة قد باغتت أطراف قدميهما لكنه تابع الحديث بينما نسمات الهواء تحرك خصلاته البرتقالية المنسدلة على جبهته :
- " كيف تظنين العالم ينظر إلى هذه الجزيرة؟ هل هناك من يدرك أنها ليست مهجورة كما تقول الكتب و الناس، أم أن الجميع يصدق أنه لا حياة على أرضنا!"
صمتت برهةً ثم تساءلت في حيرة :
- بدلًا من تكرار ذلك السؤال على مسمعي كل مرة تخلو بتفكيرك، ألم تفكر في إحدى رحلاتك البحرية أن تخبر أحدهم عن مكانك؟
ضحك مجيبًا :
- أنا لا زلتُ بحّارًا صغيرًا، لا يسمح لذوي المكانة القليلة أمثالي بالتحدث لبحارة أخرين أو لأية أشخاص تعيش على يابسة مختلفة، قد يبدو غريبًا تمامًا؛ لكنها حقيقة العمل

هزت رأسها تعني أنها فهمت ذلك ثم تابعت :
- "تايلور"هل لي بأن أسألك لماذا تُسمى أرضنا بجزيرة"أفروديت"؟
نظر لها و في عينيه الزرقاوتين لمعة :
- لماذا هي جزيرة أم لماذا "أفروديت" ؟
رفعت إصبعي السبابة و الوسطى متفرقين عن بعضيهما :
- الاختيار الثاني.

هز رأسه و تابع :
- يُقال أن أول من عاش هُنا كانوا أسرى حروبٍ قد رُحِموا من مصير الموت، و أنهم وجدوا هُنا امرأةً جميلة للغاية تعيش من قبلهم؛ لذا سُميت بـ"إفروديت"
-- لأنه اسمها؟
تساءلت في تلقائية حائرة لكنه ضحك و أجابها :
- لا، ليس كذلك، "إفروديت"هو اسم آلهة الجمال لدى الإغريق.
بدت مندهشة من إجابته ثم عقدت حاجبيها حائرة :
- و لكن.. كيف جاءت هذه السيدة إلى هُنا؟
هز كتفيه قائلاً :
- في الحقيقة لا أدري، لكن بالتأكيد هناك أحدٌ يعلم السبب

نظر تجاه الشمس في السماء متابعًا في ارتباك :
- يبدو و كأنني قد أطلت في الحديث و ازعجتُك، على كُلٍ لدي بعض الأعمال لكي أقضيها، أنا فقط أشعر بالراحة عند التحدث لمُستمعٍ جيد مثلك، تعلمين! لا أحد قد يتقبل هذه الأفكار أو يميل لسماعها إلا قلة قليلة.
ابتسمت و عيناها الهادئة كهدوء الأمواج تنفي إنزعاجها قائلة :
- لا بأس بذلك، أنا أيضًا أميل للاستماع لأفكارك و أجد أنها تستحق التقدير حقًا.
ابتسم و هو ينهض و ينفض عن ثيابه رمال الشاطيء :
- ربما قد أحتاج لتبديل ثيابي قبل بدء العمل.

أثناء مغادرته مازحها :
- بالمناسبة، ثوبك كان جميلًا لا يستحق إهداره في رمال الشاطيء
غادر"تايلور" بعدما ابتسمت"هيلين"ثم بدأت برمي بعض الحصى و استشعار الهواء الذي منحها الاطمئنان متأملةً في ألوان السماء المتلاغمة مع السحب الركامية
~•~
••• على أرض دولة "بلاديوم"

بدأ "آلفريدو" بغسل وجهه مرارًا و تكرارًا عاجزًا عن نسيان ما حدث له الليلة الماضية، كان بمثابة كابوسٍ أمل أن يستيقظ منه بالمياه الدافئة المتدفقة بين خصلات شعره و أجزاء وجهه لكنه عجز عن ذلك، فنسيم تلك الليلة كان خفيفًا، اكتفى بتحريك الأزهار الزاهية و الأوراق الخضراء في حديقة منزله، لم يكن قادرًا على إطفاء الشموع التي زينت مائدة الوليمة المُعدة من الرئيس لسبعة من المقربين له احتفالًا باتفاقية جديدة كان منهم من هو وزيرٌ و رجل أعمال و قائد عسكري و غيره، الأهم من منصبهم فقد نالوا ثقته كرئيس الدولة، طرق على الطاولة ثم رفع كأسه :
- نخب مستقبل أفضل بعيد عن الكوارث التي تهددنا كالأفعى السامة

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن