الفصل الرابع عشر

92 16 9
                                    

سحب "جونيور" سيجارة من ثيابه وأشعلها كاتمًا غضبه وبقى صامتًا، شعر بالأسى تجاه القيود التي فرضها أولئك القدماء على أنفسهم وعلى أولادهم الذين لا حيلة لهم، وأيضًا، شعر بالسخط عليهم، فلولاهم لما ترقت المملكة بتلك الطريقة، ولا شك أن السجن الشريف خيرٌ من إعانة مملكة جشعة كهذه..

وصل رفقة "مارتن" إلى باب القصر، تحدث "مارتن" في ابتسامة صغيرة وخصلاته الذهبية المصففة بعناية تتسم باللمعان المضفى أيضًا على عينيه الزرقاوتين :
- رغم أن التدخين ممنوعٌ في القصر لم أرد أن أخبرك ذلك، يبدو وكأنه يخفف من غضبك، أودُ أن يتكرر اللقاء"وولف"، يبدو أن الطبقة الدنيا بها أفرادٌ قد تثير إعجابي بهم.

تلاقط "جونيور" أنفاسه، نظر إلى "مارتن" في اشمئزاز ثم هز رأسه مجيبًا :
- رُبما يحدث ذلك، أعدُك أن المرة المقبلة سأجعلهم يرسلونك من أجل إيقاف الفوضى الذي تثيرها المقاومة ضد الحكم.
ضحك"مارتن"مبديًا إعجابه :
-- آه يا لها من طموح عالية حقًا، إن حدث ذلك فسأعيرك علبة من إحدى السجائر الفخمة في القصر.

لم يعره"جونيور"اهتمامًا مرةً أُخرى، وقف بجوار سائق العربة و تساءل و هو يضغط على جُرحه بنبرة متألمة :
- ستعيدني للمنطقة"ب"أليس كذلك؟
أومأ السائق برأسه :
- نعم، تفضل بالركوب.
~•~

أخذ "جونيور" يضغط على ذراعه بقوة أكثر محادثًا نفسه بينما يسند ظهره لأريكة العربة :
"كيف لطبيب أن يساعدني.. إنه أمرٌ مجهول على الأطباء.. عيار ناري؟ آه، أسأموت بهذه الحالة؟ نزيف كتفي البطيء؟ هذا أمرٌ مزعج، أنجوت من حجارة لأموت بسبب أحمق كهذا؟
~•~
حرك يده على ذقنه وهو يسند رأسه لكرسيه محدقًا في اللاشيء، كان نائبه وقائده العسكري يحضران معه الاجتماع لكن أيضًا بقى كلاهما صامتًا، بدأ هو الحديث مرةً أخرى :
- هل تظنون أن هنالك مؤامرة خلف تلك الطبعات الجريدية التي وصلت إلينا؟ إنها مكتوبة بنبرة الشعب المتدني وليست مقالات ملكية.. أشعر بأنها واقعية، ولكنني لا أستطيع أن آمن لأولئك، ولا أستطيع شن الحرب ضدهم كي لا نؤذي أنفسنا، فماذا عسانا نفعل الآن؟

أومأ النائب برأسه مردفًا:
- نعم سيدي.. هذا ما بلغتني به القوات صباح اليوم.. إن خضنا حربًا وتحركنا صوب الجزيرة، فلا شك أن رادارات البحار للجيوش العدو ستكشف أمرنا وتستغل ضعفنا وتهاجمنا، لذا سنحتاج لإمدادات إضافية دفاعية.. وهذا لا يسعفه ظروفنا الاقتصادية الحالية..

ضرب بخفة على الطاولة ثم تحدث بنبرة مضطربة :
- ولا يمكنني تحمل خسائر جديدة من"فلاديميريا".. الوقت يداهمنا، لم يعد "باتريك" يهمونني قدر ما يهمني ألا نخسر أمام تلك المرأة، إنها أكثر عرضة لإلحاق الأذى بنا!

أومأ القائد العسكري برأسه، رغمًا عن اعتراضه أن حربًا مع جزيرة منعزلة كتلك لا غاية لها ومن الأفضل الحفاظ على القوى لأجل معارك أهم وهذه وجهة نظر واقعية تُنفذ في أي وقت، و لكن أمام تلك اللعنة، سقطت جميع خططهم المنطقية.

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن