الفصل الحادي عشر

110 18 0
                                    


عقد "جونيور" حاجبيه، وتابع حديثه بغضبٍ:
- "سايمون" ! اسمع كل حرفٍ سأقوله لك.
أنت تدرك أن كل ما ورد في الورقة منطقي ولا مفر من حدوثه!
إن أحدهم يتلاعب بحياتنا، أولًا حادثة الرحلة المأساوية التي أفقدتنا عددًا كبيرًا من البحارة المجتهدين والبضائع الثمينة، ثم.. ثم دمار الميناء الشامل! ألا تشعر بأن هناك ما يشبه المؤامرة ويجب إيقافها قبل أن تصل يدها للشعب البريء؟ لا يجب أن يتحمل أحدٌ خسائر فظيعة..

ضحك "فيليب" ساخرًا :
- خسائرٌ فظيعة أجل، نتجت بسببك، أيها الربان. ألم تستطع السيطرة على رحلتك؟ لا تبدو عليك الكفاءة إذًا. لا شك أن أصوات المجلس الحاكم التي رشحتك تندم على اختيارها الآن.
ضحك "جونيور" ورد له الاستهزاء :
- إنهم يندمون منذ اللحظة الأولى، ليس لخسائري، بل لإنهم حسبوني ساذجًا، وبدوت لهم عكس ذلك، وحاولت القيام بواجبي، ليهيني "لوكاس" ويبلغني بأن أعرف حدودي، وأنني مجرد عبد ودمية مزيفة. فهمت حينها أنني لم أصل لأية مكانة سِوى على رفاقي، أما بنظر هذا المجلس الحاكم، فأنا لا شيء.
هز "فيليب" رأسه وعقد ذراعيه معًا :
- أجل، وستظل كذلك.

عاتبه "جونيور" بنبرة باردة :
-  لا تنسَ يومًا يا سيد "سايمون" أصلك من هُنا، أرض الجزيرة، وأنك كنتَ تجلس في المقهى ذاته، و تتشارك الذكريات ذاتها مع بعض سكان الجزيرة، لماذا تستمر بإقحام نفسك في دوامة الحكم؟ أنت لا تنتمي لها، وقسوتك المزيفة تزيد من سذاجتك، تجعلك بنظر الشعب أسوء من الحكم القاسي بالفطرة.

فك "فيليب" ذراعيه عن بعضهما ثم ضحك ساخرًا و تساءل :
- "وولف"، ألا ترى أنك تماديت؟
جث "جونيور" على أسنانه ليتابع "فيليب" :
- لماذا تلجأُ لي؟ أليس لأنني من القوة الحاكمة! إذا لم أكن.. لِمَ قد تجمعنا هذه الطاولة؟
تلاقط "جونيور" أنفاسه ليسأله "فيليب" مرةً أُخرى :
- ألستُ محقًا ؟
رمش "جونيور" بعينيه ثم بدت ابتسامة ساخرة على وجه "فيليب" مُعقبًا :
- رُبما إذا لم أكن في ذلك المنصب لما تمكنت من أن تحلم بإيصال مطالبك حتى، أليس كذلك؟

أعاد ظهره للخلف مراقبًا ملامح وجه "وولف" وعقد ذراعيه معًا مرةً أخرى :
- "جونيور" أنا لن أخبرك خطابًا عن تضحية أحدهم كي تنجو السفينة أو ماشابه، كل ما أقوم به هو وظيفتي و ليس واجبي الوطني، أنا بمثابه قط الحكم الأليف و قد أُرسلت لهنا لمطاردة الفأر المشاغب.
أشار بأصبعه السبابه ناحية "جونيور" :
- إنه أنت

ضحك "جونيور" ثم تساءل :
- أنا لستُ فأرًا واحدًا، لدي الكثيرُ من الفئران المدربة، فهل لدى الحكم العديد من القطط؟
صمت "فيليب" و هو يرمق "جونيور" بنظرات يملؤها الاحتقار ثم تساءل :
- أفهم من ذلك إصرارك على إثارة الشغب، أليس كذلك؟

حك "جونيور" لحيته ثم تابع :
- أيُ شغب؟ سترى القصة واضحة فيما بعد.
كانت القصص تنتهي عند نقطة ما، و تستر الستائر الحمراء مطاردة القط للفأر تاركةً الأطفال تعلو أصواتهم مطالبةً بأن يكمل رجل الدمى القصة، لربما قد عُقِد صُلحٌ بينهما خلف الستائر؟ أم انتهت القصة بلون ستائرها!

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن