أمواج هيلين { مكتملة ♡ }

الفصل الثامن عشر

نظر "جونيور" لكليهما وهو يقبض على يديه :
- إنني.. ليس بوسعي القيام بشيء بدون توجيه أحدهم. على الأقل أنتِ، أنتِ ساحرة، تعرفين ما تقومين به لأنك قد ورثتي هذا الأمر عن جدك كما قال لي سيد "جوناثان"، لكن ماذا عني؟ شاب لا يفقه في الحياة شيئًا سِوى حياته المعتادة، يتفاجئ بترقية منصبه بطريقة ماكرة، وبعد هذا المكر يتعرض لأكبر كارثة في تاريخ الجزيرة، وبعد هذا ماذا يحدث له؟ يعاتبه الشعب، يثورون على البحارة، ثم.. ثم يتدمر الميناء أجل! أصبح عاطلًا، يصبح كل شيء في الحياة عائقًا، كيف لي أن أواجه لعنة؟ هل تصدقين نفسكِ حينما تقولين أنك بحاجة للمساعدة؟ أنتِ أيتها السيدة توقفين ساحرة عن العبث بجزيرتنا، ترغبين بالمساعدة؟

عضت "هيلين" على شفتها السفلى ثم صاحت :
- أنتَ.. أنتَ "جونيور وولف" ربان السفينة الأخير صحيح؟ سيد "وولف".. اسمعني، أنا لم أقصد تحميلك ما لا تقدر عليه، لكن، بمعنى أكثر دقة، أريد أن أعمل خلف الستار وتعمل أنت أمامه، هنالك بعض المعلومات الأشياء التي ينبغي أن أحصل عليها، والتي إن حصلنا معًا، سنفوز معًا، وسيفوز الجميع!

نظر لها "جونيور" بغرابة :
- أشياء؟ معلومات؟ ما هذا؟
-- أريد حجر ألكسندريت، خريطة للجزيرة التي تقنط فيها فلاديميريا، وأخيرًا دماء باتريك والتي لا أعلم كيف أصل لها بعد دمار قصرهم وأمر الحاكم الجديد هذا الذي لا أعلم من هو، يقال أن لديهم طفل ما ولد لساحرة لا يتأثر بأي من أعمال السحر ولكنني لا اعلم من هذا الرجل وإن كان على جزيرتنا أم لا.. ساعدني رجاءً سيد "وولف"

تلاقط "جونيور" أنفاسه :
- سأحتفظ بهم سيدتي، سأجمع لكِ ما تحتاجين، لا شيء لدي لأخسره، سأحاول بما يكفي بذل أقصى جهدي.

ابتسمت "هيلين" وشعرت بالارتياح تجاه "جونيور" :
- أشكرك على ذلك سيد "وولف"، بالمناسبة.. لقد حادثني عنك "روفلر" بالمديح والثناء دومًا، آمل أن تلتقيا معًا على خيرٍ فيبدو أنك نعم الرفيق له.

لم يتمكن "جونيور" من كبح ابتسامته العريضة ثم قالت "هيلين" :
- أدعى "هيلين ديليس"، بإمكانك الاجتماع فور جمع هذه المعلومات عند السيد "جوناثان".
-- "هيلين" ؟ حادثني أيضًا "تايلور" عنكِ.

قال "جونيور" ذلك بتلقائية ثم ابتسم :
- إذًا، لنتقابل سيدة "هيلين" .
نفث "جونيور" بعدها كنوع من الراحة :
- سأغادر الآن، وفي الصباح الباكر سأخرج بحثًا عن كل ما تتحدثين عنه
-- أرجوك.. لو بإمكانك فعل ذلك الآن، فلتفعل، لا وقت يداهمنا قبل انكسار الحجر.

توسلت له "هيلين" بملامح مضطربة وقلقة أثرت في "جونيور" ووعته خطورة الوضع ثم نظر تجاه السيد "جوناثان" :
- هل تدعم ما نقوم به أيها السيد؟
ابتسم "جوناثان" :
- خير شباب يدافعون عن مصير شعب كامل.

بادله "جونيور" الابتسامة ثم قصد الرحيل، كانت خطواته متثاقلة أثناء ذهابه إلى المنزل الذي يسكنه "جوشوا" ومساعده، كما ملأه التردد، لكنه استجمع ثقته في نهاية المطاف، وظهر ذلك في طرقته القوية على الباب، فتح له "مارتن" بذهول :
- تفضل سيد "وولف" ، هل من أخبار طارئة؟
هز "جونيور" رأسه ليفسح له "مارتن" الطريق تجاه إحدى الكراسي، كان "جوشوا" يدخن أمام النافذه ذات الأخشاب المستطيله بالكاد يتخللها فتحات بسيطة تستطيع منها عيناه رؤية ما يدور في الخارج، سخر منه "جونيور" :
- لا أعلم لماذا كل هذه الأخشاب هنا.
-- تواجد شخص مثلي بين الشعب أمر يجب إخفاؤه.
- في ظروف كهذه، لا أرى أبدًا وجودك يستحق الإخفاء. هل تخشى أن يقتلوك؟