الفصل الثامن

133 21 0
                                    

~~
استرخى على الأريكة بعدما ألقى التحية على والدته وشقيقته وتبادل العناق معهما، تلاقط أنفاسه عاجزًا عن تفسير ما إن كان يحلم أم أنه قد نجا بالفعل، لتقاطعه والدته بجلوسها على كرسي يجاوره :
- لا بد و أن الأمر كان صعبًا عليك، لازلت شاحبًا حتى بعد دخولك إلى المنزل. كيف لي أن أطمئنك؟

بقى "تايلور" صامتًا بُرهةً ثم تحدث محدقًا بالنافذة  جانبه :
-لا زال صعبًا، لا أنكر.. لستُ متأكدًا كيف ستجري الأحداث القادمة، أخشى أيضًا أن تتأذي أنتِ من حديث رفيقاتك، لربما فقدت إحداهن ابنًا لها في هذه الرحلة، أو أي عزيزًا عليها في العموم ونجوتُ أنا..
ضحكت "كارما" ثم خففت عنه :
- لا داعي لأن تكترث لذلك، سأتحمله بنفسي،
ولديّ... خبرٌ سيء. أنا آسفة. لكن تبليغك بنفسي أفضل.

التفت إليها في غرابة لتتابع :
- أثناء رحلتك، مرضت والدة "هيلين" ثم توفت، أنت تعلم لقد كانتا يعيشان بمفردهما لذا لقد أصبحت "هيلين" بمفردها تمامًا، آمل أن تتحدث إليها حينما تتحسن، لعلها تحتاجك.

عقد حاجبيه في صدمةٍ و لم يُجب ثم نهضت والدته لمتابعة أعمالها بالمطبخ وأعدت له وجبة متكاملة تُعالج ما فيه من ضعفٍ وإجهاد ألمَّا به في الرحلة.
~•~
سار "جونيور" إلى منزله بعدما أوقفه "سيلفا" بالقرب منه، ظل ناظرًا لأسفل مشمئزًا مما قد يراه على وجوه أفراد العائلات المتضررة من عارٍ و كراهية. 

رفع رأسه ونظر إلى اقتراب غروب الشمس وهو يقف أمام باب المبنى ثم دخل إليه لتقاطعه "أوليفيا" مازحة :
- مم..لأول مره أرى شخصًا ما يُفلت من يدي العدالة.
نظر تجاهها ضاحكًا :
- لستُ كأمثالهم.

ضحكت هي الأخرى ثم تساءلت :
- ما هذا على ثيابك؟
نظر تجاه الوسام ثم أعاد نظره تجاهها :
- ماذا تظنين أنت؟
حركت رأسها قليلًا ثم أجابت في سخرية و هي تسجب بعض الملاحظات دونًا عن النظر لـ "جونيور":
- لا أظنه تكريمًا على قتل أكثر من نصف البحارة.
ضحك "جونيور" ليجيبها :
- بل هو كذلك!

عقدت حاجبيها غرابةً ثم تابع :
- أصبحتُ رئيس الملاحة الحالي، بالمناسبة.. حينما تتراكم ديوني في دفع الإيجار لا تسرقيه، اتفقنا؟ حسنًا؟
-- فكرة رابحة! أظنني سأفعلها.
ثم تابعت في جدية صارمة :
- على كُلٍ، لقد قرأت كل ما كُتب عن الحدث في الجريدة، ومقالات "ليام بيرت" المشتعلة، يبدو لا منطقيًا لكنني أصدقه نوعًا ما.. بالتوفيق في الخطوات القادمة دون إبادة ما تبقى من الرجال.

ضحك "جونيور" و صعد إلى غرفته. أراد أن ينال قسطًا عميقاً من الراحة، و قد امتد ذلك لصباح اليوم الآخر، قاطعه طرقات متتالية على الباب في التاسعة كي ينهض حائرًا، قام بفتحه إذ به يقابل غضب "كارول" الطاغي :
- هل رأيت أحدث القرارات!

حك "جونيور" رأسه وهو لا يستطيع فتح عينيه كليًا بعد وأجاب في صوت متلعثم :
- "كارول" للتو استيق..
قاطعه "كارول" وهو يرمي بالجريدة في وجهه :
- اقرأ هذا ولا تجعلني أدفنك في مكانك!

أمسك "جونيور" بالجريدة ثم سمح لـ "كارول" بالدخول للغرفة وأغلق الباب، مال بظهره على الباب وهو يقرأ عنوان أحد الأخبار بصعوبةٍ نسبية في صوت مسموع :
- "رسميًا، تم تعطيل أعمال الملاحة لأجل غير محدد"
عقد حاجبيه في غرابة ثم نظر تجاه"كارول" :
- ماذا يعني ذلك؟
نظر تجاهه "كارول" في غضبٍ :
- أليس أنت من يجب أن يعرف ؟
هز "جونيور" كتفيه لأعلى :
- أنا لا أعرف، لذا أسألك
-- أوليس يجب عليك أن تعرف ؟
- رُبما أنت مُحق، كم ملعقة من السكر تحب؟

نظر إليه "كارول" في احتقار ثم ضحك مستفهمًا :
- هل أنت جاد؟
ابتسم "جونيور" :
- في الواقع أنا متأكدٌ أنك تسألني عما إذا كنتُ أملك حلًا، لديّ الخطة، لكن الإفصاح عنها سيتأجل قليلًا.
عقد "كارول" ذراعيه ساخطًا وتساءل في نبرة صارمة عن السبب.

تنهد "جونيور" ثم أجاب :
- يجب أن أعقد مقابلة مع السيد "جوناثان" رئيس الملاحة السابق، و بعد ذلك سأحدد ما يجب فعله.
حك "كارول" ذقنه ثم أنصت لبقية الحديث :
- اجتمع بي أنت و "فوكس" هذه الليلة في "دوليشيان" وسأحادثكما عما نفعله.
نهض"كارول" من على كرسيه :
- هل أنت واثق من نجاحنا؟
نظر "جونيور" لأسفل ثم أعاد النظر لـ "كارول" و هو يضغط على شفته السفلى :
- مازلتُ لا أدري، لكن سأحاول بنسبة كبيرة فعل ذلك.

أومأ "كارول" برأسه ثم أزاح "جونيور" وفتح الباب :
- التخطيط المسبق لهذا يعني أننا في منحدر الخطر، صحيح؟

ضحك "جونيور" دون أجابه ليعتبرها "كارول" نعم
أغلق "جونيور" الباب خلفه واستلقى على السرير مرةً أُخرى :
- "إيقاف العمل؟" ألا يبدو غريبًا بعض الشيء..لقد نفى هذا الجنرال ذلك! ظننتُ أن صدفة موت "هيكتور" ستجعلني أحصل على منصبه و قد كان، لكن..يبدو أنه لم تتوافر لي صلاحيات المنصب بعد
نظر إلى الوسام على الطاولة :
- ألا يعد قدمًا في القوة الحاكمة؟
نظر لسطح الغرفة :
- بلى إنه كذلك، مقابلة"جوشوا"، الوصول للقصر الملكي..هذه قدمٌ مهمة!

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن