الفصل الخامس

116 31 0
                                    

أفلت "كارول" دفة السفينة متلاقطًا أنفاسه :
- لا أستطيع تحريكها يا للهراء لا أستطيع إدراك ما يحدث!
شعر بالإعياء يتملكه ليتحرك "إيفانز" ممسكًا بالدفة هو :
- لا تُرهق نفسك، سأتصرفُ أنا.
كان "فوكس" لازال ساكنًا في مكانه، تلاقط أنفاسه بعد مشاهدة الكائنات في السماء و الحجارة التي هبطت بجواره متمنيًا أن يصبح كل ذلك كابوسًا أو هلاوسًا لا دليل على صحتها.

رفع "جونيور" رأسه لمشاهدة ما رآه"تايلور"لكنها بدأت بالاختفاء شيئًا فشيئًا بعد أن اتخذت مسارًا بين السحب البيضاء وتلاشت :
- أي نوع من تلك الكوارث فأنا لا أهتم، يجب فقط التعامل معها الآن قبل الدقيقة القادمة.

أسرع تجاه "كارول" متشبثًا بأعمدة الأشرعة الثلاث الأُخرى في كل خطوة يأخذها، كانت نبرتُه مضطربة :
- "إيفانز"، يجب تغيير مسار السفينة.. الآن قبل أي شيء! يجب أن تعود للجزيرة.
عقد "كارول" حاجبيه معًا :
- الجزيرة ؟ أتعني أن نجعل كل ما قطعناه لهنا سرابًا؟
-- إنه سرابٌ بالفعل، لا شيء لدينا سِوى أقل من ثُمن البضائع على متن سفينة"هيلين"، ولا يوجد أية ذرة من الأمل أن نصل إلى تلك الدولة سالمين!

أمسك "كارول" بياقة قميص"جونيور"، صاح في نبرة حادة :
- لكن كيف سنعود للجزيرة أيضًا! أُفضل الموت في عرضِ المحيط عن العودة!

أزاح "جونيور" يد "كارول" متحدثًا في غضب :
- برأيك هل يمكننا الذهاب لدولة عظمى نخبرها أن سلعك قد صارت تالفة في عمق المحيط؟ من ينوي تصديقنا حقًا أن تلك الكائنات قد هاجمتنا؟ إما أن نكون رهينة حتى يعوض الملك الساذج في الجزيرة هذه الخسائر و إما أن نُذبح فور ذلك! أن تعيش ذليلًا على جهدك المبذول أم أن تموت بهذه الطريقة ؟!

صمت "كارول" و بدت على وجهه ملامح الاشمئزاز و الحسرة ليتابع "جونيور" في أسى :
- أنا أعتذرُ لك على ذلك.. حقًا أعتذر.. لكن لا يوجد قرار سِوى العودة.
لم يختلط في حديثهما "إيفانز" بل تابع محاولة التحكم بالسفينة، ظل يتابعهما "فوكس" في نظرات حادة تخرج من عينين يُشعلهما الغضب، التفت "جونيور" وسار ناحية "تايلور" كي يناقش الأمر مع بقية الطاقم داخل السفينة ، نظر تجاهه "كارول" بطرف عينيه :
- إذا كُنتَ خائفًا من أن تموت رهينة لدى "بلاديوم" أو أيًا يكن اسمهم، لا تظن أنك ستتهرب من أهل الجزيرة.

توقف "جونيور" لكنه لم يستدر لـ"كارول"الذي تابع قائلًا في صوت مشمئز :
- يجب أن تتدرب على تلك النظرات تجاهك و هي لا تصدقك أيضًا، من يضمن لنا أن الجزيرة قد تصدق هذا الجنون الذي حدث للتو؟ ينبغي أن تعرف أن هناك أهالٍ ستتمنى أن تدفنك حيًا مقابل عودة ابنائها.

بقى"جونيور"صامتًا ثم نظر "كارول" تجاه المحيط في اشمئزاز و صاح عاليًا بسخرية :
- بإمكانك أن تخبرني ما احتمالك ألا تظهر كائنات غامضة أخرى تخرق هيكل السفينة الآن أو حتى ترمي كلينا بالحجارة؟ بالطبع الاحتمال صفر بالمائة ماهذا الهراء الذي أقوله، كان ذلك قبل تدمير الأسطول لكن ماذا الآن؟

استدار "جونيور" تجاه"كارول"قائلًا في نبرة باردة :
- "كارول"، إذا كانت حالتك لا تسمح بالقيادة الآن يمكنك الاسترخاء و الاعتماد على "إيفانز" كما كنتما تتبادلان الأدوار طوال الرحلة
ضحك "كارول" ساخرًا :
- ليس هذا هو الأمر، الأمر هو أنني لا أتهرب من الحقيقة كما تحاول أن تفعل الآن.
أنهى "جونيور" الحديث :
- هل تريد القدوم للتحدث في الأمر النهائي معي رفقة الطاقم؟

ضحك "كارول" ساخرًا :
- أصبح الأمر النهائي بيدك أنت "جونيور وولف" ؟
تحدث "جونيور" في صوت صارم :
- "كارول"، هذا ليس وقت السخرية.
رفع "فوكس" صوته عاليًا في كراهية :
- هذا ليس وقتًا للشجار بينكما أيها الغبيان، اتركا خلافاتكما إلى حينٍ آخر.
ضرب "فوكس" العمود الخشبي بجواره بقسوة :
- لا قرار أصح من قرار"جونيور"، و إن كان مؤلمًا لجميعنا ليس فقط أنت "كارول" .
نظر"جونيور"في أنحاء السفينة بحثًا عن "تايلور" حيث لم يجده في المكان الذي تركه فيه، سمع أصوات الطاقم لذلك ظن أنه قد أتجه إلى داخل السفينة، فور نزوله إلى داخلها لحق به "فوكس" و شاهد كلاهما "تايلور" يُهدئ أمرَ البحارة

تقدم"جونيور"ناحيته و ضغط على كتفه هامسًا :
- انتهى عملُك هُنا، اترك البقية لي..

التفت "تايلور" إليهما ليهز "فوكس" رأسه اتفاقًا مع"جونيور"ثم رفع صوته :
- الضجيج الذي تحدثونه لن يغير شيئًا، إما أن تستمعوا الآن و إما أن تندموا فيما بعد.

نظر إليه كل من "جونيور" و "تايلور" في ملامح عابسة فتفهم أن حديثه كان قاسيًا بعض الشيء، أغمض عينيه عدة ثوانٍ ثم فتحها قائلًا في نبرة هادئة :
- رجاءً استمعوا للحديث للنهاية، و بإمكانكم تقديم أرائكم و تعليلها كما تشاءون.

أشار "جونيور" لـ"فوكس"بالتوقف ثم تابع :
- أنا فقط أود منكم وضع تلك المسئولية على عاتقي و سأحاول أن أكون على قدر من ذلك، لكن.. لا يمكننا الاتجاه إلى "بلاديوم" دون بضائعهم، تلك الحمولة الباهظة، دون استثماراتهم.. سمعتُ أن الملك قد تسلَّم حقَ تلك البضائع قبل وصولها لمينائها لذلك ما سنفعله سيكون جنونًا، هل تعرفون السارق الذي يسلم نفسه للشرطة؟ سنكون أشبه بهذا، تعلمون جيدًا أننا إن وصلنا بهذه الحال و حاولنا التبرير لن يقبل أحدهم به و على الأرجح سيتم حبسنا بتهمة أصحاب أمراض عقلية.

توقف عن الحديث برهة ثم تابع :
- أعتذر لجهودكم في هذه الرحلة لكن القرار النهائي هو العودة إلى الجزيرة، ولا أود نقاشًا في ذلك.

غادر "جونيور" للأعلى تاركًا فوضى بين الطاقم، انهالت الأسئلة من جميع الألسنة و لم تتوقف القلوب عن الخفقان لحظةٍ، حاصرهم الفزع بأن يكون مصيرهم كمصير من سبقوهم، أشلاءً في أعماق المحيط، حاول "فوكس" تهدئة الفوضى بينهم بينما تسلل "تايلور" دون أن يلاحظ أحدهم وسط هذه الضجيج :
-"جونيور"!

جلس الربان على سطح السفينة و ضم ركبتيه بذراعيه مشوشًا لا يستطيع أن يفكر فيما قد يحدث ليجلس بجواره "تايلور" :
- بإمكاني تقديم المساعدة، ذلك إن طلبت بالطبع.
ضحك"جونيور"دون إجابة ليتعجب "تايلور" ثم أجاب "جونيور" في ابتسامة :
- في هذا الوقت العصيب دفعتني كي أضحك..يا إلهي
-- لا أفهم، ما الذي أضحكك؟

تلاقط"جونيور"أنفاسه ثم استلقى بظهره على الأرضية الخشبية، كانت مبللة بكثرة و لكنه لم يهتم لذلك :
- و من الذي لا يملك عقلًا قد لا يطلب مساعدة في هذا الأمر خاصةً من شخص مثلك؟
قام "تايلور" بتوبيخه :
- الآن عرفت أهميتي!
نظر"تايلور"بعيدًا في المحيط، كان ظلام الليل قد بدأ يحكم ظروف الطبيعة بالفعل، لم يكن يجوارهما سِوى سواد السماء و المحيط مع ضوءٍ خافت؛ وكانت السماء غائمة تُخفي لمعان النجوم :
- كنتُ لأتعجب من حال أولئك الرجال كيف يرفضون العودة و يريدون متابعة التحرك، بل كيف هم عاجزون عن التفكير في هذا الوقت العصيب..ألم يفكر أحدهم في فقدان رفيقٍ له على السفن الأُخرى؟ لكن اتضح لي أنني أيضًا مختل عقليًا بالمزاح في هذا الوقت.

ابتسم "جونيور" ثم تساءل و هو يعتدل في جلسته :
- هل حقًا تصرفي صحيح؟ العودة للجزيرة..أنا محقٌ أليس كذلك؟ أعني..أهل الجزيرة قد يكونون أكثر رفقًا عن "بلاديوم"
عقد"تايلور"حاجبيه :
- لا يمكنني أن أخبرك استمر بالإبحار إلى"بلاديوم"بالطبع، إن هذا لأمر فظيع! أنا سعيدٌ أنك تملكُ استراتيجية كهذه.
و أيضًا..العودة للجزيرة، كيف سنقابل الأهالي و الحاكم؟

رفع "جونيور" رأسه ناظرًا للسماء الضبابية
- لا أدري، لكن هذا إن وصلنا بالطبع، هل لديك أية ضمان أن نصل في سلام؟
أومأ"تايلور"برأسه بالإيجاب لينظر تجاهه "جونيور" في غرابة حتى تابع "تايلور" :
- لعنة هذه السفينة هي الدليل القاطع الوحيد
-- أرجو منك إغلاق فمك.
ضحك "تايلور" ثم نهض :
- لا تنسَ أن تعطي أوامرك بالتحرك مرةً أُخرى حتى لا نُصاب بالحجارة كغيرنا، و أود لفت نظرك أن الميرة على السفينة قد لا تكفي، فالمسافة التي تبقت إلى"بلاديوم"هي نصف شهر و قد كنا سنعيد التخزين من"بلاديوم"، و المسافة للجزيرة تتمثل في شهرين..و أيضًا سأتأكد رفقة الفنيين من أن السفينة لم تصب بأية ثقوب إثر الهزات.

أجابه "جونيور" :
- نعم أدرك ذلك، سأعطي الأوامر بإلقاء الشباك لاصطياد بعض الأسماك عندما تهدأ الأوضاع بالداخل..هل سيطر عليها"فوكس" ؟
عقب على حديث نفسه في سخرية :
- رغم أنها وظيفتي أصلًا.

غادر"تايلور" مبتسمًا، وتابع"جونيور"النظر إلى السماء و ضجيج أفكاره لا يتوقف، حتى أتى "كارول" و جلس بجواره :
-"وولف"
نظر إليه "جونيور" ثم تابع "كارول" بعدما ضغط على العلكة بين أسنانه بقوة :
- لقد درستُ قرارك، و وجدتُ أنك محقٌ نوعًا ما، و معظم من بالداخل يشعرون بذلك حتى و إن أخفوا هذا تحت رداء الشرف أن يموتوا في عرض المحيط  فهم يودون منك إعطاء الأوامر بالعودة للعمل و الوصول إلى الجزيرة سالمين.

تنهد "جونيور" دون إجابة ثم نظر تجاهه "كارول" قائلًا :
- رُبما في البداية كنت أنوي بصقك بالعلكة لكنني سأنتظر للوصول إلى الجزيرة، كما أنني أنتظر الأمر بالاتجاه للعودة، لن يسرني أن أكون أول المأمورين لكن لا بأس بذلك.
-- آمرُك بذلك إذًا!
ضحك "كارول" ثم نهض :
- آمل ألا تقتلك الحجارة قبل أن أفعل ما وعدتك به.

ابتسم "جونيور" ثم نهض هو الآخر و دخل إلى السفينة ليلتفت له الجميع :
- آمل أن تباشروا في العمل رغم ذلك الموقف العصيب، سيبدأ "كارول" في توجيه المسار صوب العودة إلى أرضنا، لكن قبل العودة، أود منكم إلقاء الشبكات لصيد بعض الأسماك كي نضمن وجود غذاء كافٍ على متن السفينه، بالتوفيق للجميع.

~ اتحدت أراؤهم تلك الليلة في تنفيذ قراره، لم يكن هنالك شيءٌ أفضل من فرصة النجاة من حادث دمار شامل رغم العواقب التي ستلاحق الناجي في كوابيسه.

بدأ العمل يدبُ في السفينة مجددًا، بعد مرور سبع ساعات تقريبًا لم يكن ظلام الليل تلاشى بعد، قاموا برفع الشباك و تجميع الأسماك في صناديق الغذاء التي فرغت من قبل، طرق "فوكس" باب غرفة"جونيور"، فكانت غرفة الربان منفصلة عن أماكن استراحة بقية الطاقم و ذلك ما تمناه دومًا؛ ليس استعلاءً إنما هروبًا من ضجتهم التي لا تهدأ :
- "جونيور" لقد تم جمع كمية جيدة من الأسماك، بالإضافة للطعام المتبقي، وبدأ "كارول" في الإبحار بعدما تأكدنا من أن بقايا الأخشاب و الحجارة لم تصب سفيتنا، تريد شيئًا آخرًا؟

ابتسم "جونيور" قائلًا :
- عملٌ جيد، و أجل رجاءً استدعي"تايلور"
أومأ "فوكس" برأسه، ومرت عشر دقائق حتى جاء "تايلور" :
- ماذا هناك؟
أشار "جونيور" تجاه الكرسي :
- تفضل بالجلوس، حديثنا قد يطول ولا بد أنك منهكٌ طوال اليوم.
جلس "تايلور" ليتابع"جونيور" :
- بخصوص ما حدث صباح اليوم يبدو أنك تعرف هذا الكائن، همستَ باسمٍ ما لكني لا اتذكره.
-- أجل ، "تيروصور"

أومأ"جونيور"برأسه :
- نعم أظن أنني سمعتُ ما يشابهه، هل لك أن تحدثني عنه أكثر؟
سحب "تايلور" من جيبه ورقة مطوية و قدمها على الطاوله أمام"جونيور" :
- هذه رسمه بسيطة له، توقعتُ أنك ستطلب تقريرًا عما حدث، إنه نوع من الزواحف الطائرة - من المفترض أنه قد انقرض- لكن..يبدو و كأنه لا

بدت ملامح سعيدة على وجه "جونيور" سرعان ما تلاشت، قام بفتح الورقة ثم تساءل :
- هل هناك كائنات مشابهة له قد تواجهنا ؟
هز"تايلور"كتفيه لأعلى مجيبًا :
- كي أكون صريحًا، نعم هناك..
كما أنهم قد يكونون أسوء منه، إذا افترضنا أن أشباهه من سيهاجموننا فإنهم أسوء من الحيتان المفترسة، كون أن لديه من الأشباه كائنات بحرية..قد يهاجمون من أسفل السفينة، ربما هم السبب في الهزات السابقة.

عقد "جونيور" حاجبيه في ملامح حادة ليتابع "تايلور" بينما يقدم ورقة أُخرى :
- هذا المثال أيضًا منقرض، لكن..
-- نعم ، نعم أفهمك..أراك أحيانًا تقرأ حينما تنتهي من العمل، ألا يوجد معك كتابٌ يتحدث عن هذا النوع من الكائنات؟

- أعتقد أنه يوجد، في حال وجدته سأعطيه إياك صباح الغد.
أجابه "جونيور" في نبرة صارمة :
- لا، رجاء أعطه لي الليلة..لا أظنني سأنام لذلك يجب الاستفادة من الوقت.
أومأ"تايلور" :
- كما تشاء سأحاول البحث عنه، هل يمكنني الانصراف الآن؟
-- تفضل، بإمكانك الذهاب.

انصرف "تايلور" و أخذ "وولف" ينظر تجاه الورقتين أمامه، طرق بإصبعيه يتأمل تفاصيل رسم "تايلور" :"هذا الشاب..سيكون مفيدًا في التوصل لحلٍ و لو مؤقت للخروج بأمان من هذا الخطر الذي يحيط بنا من كل جانب."

نظر في النافذة المجاورة و عقد حاجبيه يشاهد امتزاج ظلام الليل مع سواد المياه :" لعنة سفينة"هيلين"؟ أي سفينة قادرة على السير في أجواءٍ كهذه هي ملعونة."

أعاد رأسه للخلف و قد غمره الإرهاق، حتى غفل لمدة لم تكن طويلة، واستيقظ على هزات متتالية و نهض في فزعٍ متجهًا لأعلى السفينة :
- "إيفانز"! "كارول" ماذا هناك؟!
تحدث "إيفانز" في صوت عاجز متوتر :
- لا أدري، رُبما هُناك شيءٌ ما يحتكُ بالسفينة من أسفلها، "كارول" عمل لأيام دون نوم حتى أُصيب بإجهاد شديد و لا يمكنني طلب المساعدة منه.

ضغط "جونيور" على يده بينما يقف أمام "إيفانز" ثم تساءل في صوت صارم ناظرًا إلى المحيط :
- أيوجدُ شيءٌ يمكنني تقديمه إليك قد يمكننا من الخروج؟

اهتزت السفينه مرةً أُخرى هزة أقوى كادت أن تُسقط "جونيور" ليحذره "إيفانز" :
- تماسك فلا وقت لعلاجك إن سقطت
على الجهة الأُخرى، شعر "تايلور" بالهزة و المستيقظون من البحارة، حتى النائمون فعلوا، قام بالنظر إلى "فوكس" الذي كان يسترخي بجواره :
- "فوكس"! ماذا هناك؟
-- لا أدري، أعتقد أن علينا النظر في الأمر.

نهض كلاهما إلى الجزء العلوي من السفينة :
- "تايلور"، تولَ مهمة الأشرعة رجاءً، لا يوجد حلٌ سِوى اللجوء لفتح الأشرعة الإضافية حتى أرى ما يحدث مع"إيفانز".

أومأ "تايلور" برأسه ثم بدأ بعمله لتعود الحجارة و تتساقط في المياه بجواره و قد تسبب سقوطها في تطاير الكثير من المياه على السفينة، تمتم"تايلور"في ارتباك :
- لم أكن أتمنى أن أموت مرميًا بالحجاره أبدًا!

ازداد عدد الحجارة حتى انتهى من عمله و أخذ ينظر لأعلى لكن السماء كانت عاتمة و سُحبُها رمادية :
- لا أستطيع رؤية أي شيء..أين هي؟ ما مصدرها؟

اهتزت السفينه مرة أخرى مما أخل بتوازنه وسقط المزيد من الحجارة حولها ليمسك به "جونيور" :
- عملٌ جيد و سريع، لكن آمل أن ننجو أولًا لكي أُثني عليك.
أبقى"تايلور"عينيه في الجوار بينما رفع "جونيور" رأسه لأعلى و أغمض عينيه متلاقطًا أنفاسه :
- رُبما قد يُكتب لنا النجاة، لماذا قد ننجو من العاقبة مرتين ولا ننجو في النهاية ؟! إنها قصة سخيفة بهذه الطريقة.

كان "تايلور" صامتًا حتى اعتدل "جونيور" و نظر تجاهه متساءلًا :
- ماذا؟ ماذا بك؟
تحدث في صوت متقطع :
- يبدو و كأننا لم ننجُ بعد.

نظر "جونيور" في نفس اتجاه نظر "تايلور" ليجد رأس حيوان بحري خارج المياه، ذي رقبة طويلة رغم صغر الجمجمة نسبيًا، وله عيون جاحظة مال بالشبه إلى الزواحف كما كانت فكُه مدببة بالعديد من الأسنان الحادة الطويلة ليتابع"تايلور"حديثه :
- يبدو و كأنه "بليزوصور" ! اسمع "جونيور" إن كانت النهاية، فإنني قد كرهتُك بعد هذه الرحلة الأخيرة!

تساقطت العديد من الحجاره فوق "بليزوصور" و أطاحت بالكثير من المياه على كليهما،
ثم حاول "جونيور" فتح عينيه، صعَّب الأمر عليه دخول المياه فيهما و الشعور بملح المحيط واحتراقه، وجد "تايلور" مستلقيًا على الأرضية المبللة تتسارع أنفاسه كما كانت ثياب كليهما قد تبللت بالمياه، تحدث "تايلور" بصوت متقطع :
- ظننتُها النهاية حقًا!
~•~

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن