الفصل العشرون

69 14 0
                                    

ظل "جونيور" محدقًا في هذه الخريطة بينما تتحدث "أوليفيا" وهو لا يستمع لها، التفتت له واقتربت منه قائلة :
- هل يروقك شيءٌ ما في هذا الجدار؟

نظر لها "جونيور" بطرف عينه مستفهمًا :
- هذه الجزيرة والخريطة، ما الذي تعرفينه عنها؟ أرجوكِ ابلغيني بكل ما تعرفيه!

سيطرت الملامح الحادة المنزعجة على وجه "أوليفيا"، ليصرخ "جونيور" :
- أرجوكِ! ساعديني سيدة "بن" !
كنت أشعر بشيء ما غريب تجاهك حينما لم تعاتببني على كارثة البحر وصدقتي بوجود الكائنات الغريبة، بماذا تفسرين هذا؟ فسري لي رجاءً. ساعديني لإنهاء هذه الأسطورة وإيقاف أية هجوم ودمار قد يلحق بجزيرتنا

نفثت "أوليفيا" بتذمر :
- لن أساعدك.

توجهت لتتابع ترتيبها ليغضب "جونيور" :
- "أوليفيا" لا داعي لهذه الطريقة.

سخرت منه "أوليفيا" قائلة :
- حقًا؟ لماذا أساعدك؟
ثم.. أساعدك على ماذا؟ على انتحارك المتهور؟ عذرًا، لكنني أرى أن بؤس حياتك كافيًا لإنهائها دون تدخل مني.

ضغط "جونيور" على يديه :
- سأتظاهر أنني لم أسمع شيئًا.

استمرت "أوليفيا" في الترتيب ومع ذلك لم يتحرك "جونيور" من مكانه لتصرخ معاتبة إياه :
- ما الذي تنتظره مني؟
لماذا قد أعاونك؟ كي تفقد قوات عقلك لمدة ثلاثة أيام قبل أن تنتحر بأبشع الطرق على مرأى من ابنته الوحيدة؟

صاح "جونيور" غاضبًا :
- لا تتعاملي معي كما لو أنني طفل ساذج لا يهم خطورة ما يقبل عليه، إنك تقولين بالفعل أن حياتي فيها من البؤس ما يكفي، لماذا لا أجعل لها قيمة؟ لربما أنجح، لربما أفشل.. هل يعني فشلي شيئًا؟ لا. إن فشلت فستتدمر الجزيرة، إن تقاعست عن وضع حد الأسطورة وكتابة السطر الأخير في قصتها فستتدمر الجزيرة وسأموت نادمًا.

تنهدت "أوليفيا" ووجدت أن لا مفر من عناد "جونيور" لتقف أمامه مستفهمة :
- هذه الخريطة كانت ممحية تمامًا، حتى قبل يومين، عادت لها خطوطها.. هل لهذا علاقة بمن تعمل معه؟

ابتسم "جونيور" وسحب الإطار وتفحص كل شبر بالخريطة :
- من أعمل معها.

رفعت "أوليفيا" حاجبيها :
- تعرف النساء إذًا؟ هذا يثبت أنك إنسان طبيعي سيد "وولف"، اطمأننت عليك الآن. أشعر أنه لولا إجبارك على السكن هنا لما أدركت وجودي على نفس الجزيرة معك

ضحك "جونيور" ونظر لها بابتسامة دافئة :
- "أوليفيا"، لا شك أنني سأظل مدينًا لكِ بهذا للأبد. إنكِ مفتاح اللغز، لم أكن لأقوى على فعل شيء بدون قبولك.

طرقعت "أوليفيا" أصابعها وشعرت بالندم على القرار، لكنها ابتسمت ابتسامة مصطنعة :
- أتمنى لك التوفيق. عد حيًا.
أنت تستحق المزيد من الحياة المطمئنة يا "جونيور"

ضحك "جونيور" ورحل بعد توديعها، بدخول الغرفة، ضحك تلقائيًا، نظر للخريطة وود لو ذهب لمنحها لهيلين فورًا، لكنها تذكر كل ما ينتظره إن نجحت "هيلين"، البحث عن مكان لحجر في جبل على جزيرة لا يعرفها.. منازلة ساحرة لا يعلم كيف ستواجهه. مغامرة غيبية لا يدري عنها شيئًا.

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن