الفصل الخامس عشر

80 16 0
                                    

~ مرت الأيام بلا شفقة على أحد، كعادة الحياة فهي لا تنتظر آلام وجروح المرء كي تُشفى، بل تمضي وتزيد همومه بأنه إن لم ينهض الآن فسيفوته كل شيء، هذا هو مبدأها الحتمي لا تبديل فيه.

لذلك، مرت الحياة في جزيرة "إفروديت" رغمًا عن جروح السيدات الللاتي فقدن أزواجهن في الرحلة الكارثية أو أُعدموا إثرها او اختفوا بلا أثر، رغمًا عن انتظار الأطفال لآبائهم كي يلعبوا معهم غير مدركين ما يحدث، رغمًا عن تضرر البحارة الأحياء من نظرة الشعب لهم والفوضى الأشبه بالثورة ضدهم واعتبارهم أقلية لا احترام لحقوقهم ولا تُقدم لهم أية مساعدة ويُنظر لهم إما بشفقة وإما باستحقار

جلس "جونيور" في مقهى "دوليشيان" صباح يوم ما، هناك رأى "فوكس" يلتقي بأحد الأصدقاء، فالقى عليه التحية والتزم الجلوس في ركن بعيد في آخر كراسي الحانة، طلب قهوته وشرد جوارها لم يدرك أن أبخرتها قد تصاعدت بما يكفي وأنها بردت، كان يلتقي بكارول أحيانًا ليلًا فهو يعمل طوال النهار بينما ظل "جونيور" عاطلًا عن العمل لا يتحمل أن يبحث عن وظيفة وسط أنظار الشعب وانتظر حتى تخمد تلك النيران الباغضة لهم ليباسر بالبحث عن وظيفة، كان يدبر أمر الطعام جيدًا، وأحيانًا يدعمه كارول وفوكس، وأما عن المسكن فكان يعرف أن أوليفيا لا تمانع بتأجيل الدفع.

حينها اقتحم أحد الرجال المقهى بكل حماسية واندفاع :
- يا رجال! ألا تسمعون الأخبار؟ إن بعض ساكني المنطقة "جيم" هرولوا لهُنا يزفون الأنباء! إن قصر "باتريك" خيَّم عليه الدمار في ظروف غريبة! لا أحد يعلم إن كانوا على وشك الحياة! لكن المنظر من مسافة يبدو محطمًا فما بالكم الآن؟

عقد "جونيور" حاجبيه :" مُحطم؟ ومن قد يفعلها؟ لكن.. أكل النعيم داخله وأتعاب فئة ما من الشعب وعقود العبودية لنسلهم.. نُثرت هباءً؟ "

دهش "فوكس" من سماع الخبر ولم يحتفل به على عكس رجال المقهى الآخرين، رجلٌ عاصر أسطوله يتدمر دمارًا كليًا وأوشك أن يُرجم بالحجارة لن يصدق أن تحطم قصر الملكية أمر هين، نظر حينها تجاه "جونيور" الذي ظهرت عليه ملامح الحيرة واضحة مدموجة بالقلق.

~ ما توارى عن هذا الشعب الذي يظن أنه سينال راحة البال والحرية بسبب انتهاء حكم "باتريك" هو الحادثة الفظيعة التي أحدثتها "فلاديميريا" .

أحاط الضباب بقصر "باتريك" بطريقة كثيفة، كانت الرؤية عسيرة على القانطين داخله لمشاهدة ما بالخارج، لكنه استطاعوا رؤية سنون مدببة وذيول وأجنحة زواحف عابرة في حدائق القصر، ثم تلاشى الضباب وظهرت هياكل الزواحف كامله وسيدتها ذات الرداء الأبيض، كان المنظى مفزعًا لدرجة أن بعض الخدم الواقفين جوار النوافذ صرخوا بقوة وبحثوا عن ملجأ للاختباء.

صاحت "فلاديميريا" :
- يا له من قصر جميل يا أسياد "باتريك"
من الرائع تدمير الأشياء الجميلة.
إنه أكثر متعة عن تدمير الأشياء البشعة.

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن