أومأ "إيميليانو" برأسه وتابع بجدية :
- أجل! لقد قمت أنا و "روبيرتو"بتجربتها، إنها قادرة على الإطلاق واختراق الصناديق الأخرى. ليست فاسدة أو مظهر تجريبي! إنها مشابهة تمامًا لما أراه في أيدي رجال الجهة الأخرى من المحيط.. ماذا يُدعون؟ أولئك، حراسة الميناء عندما أحمل بضاعة الأسطول التجاري للدول الأخرى خارج السفن ويراجعون عددهم بصرامة، لم أكن أظن أبدًا أنني قد أحملُ أسلحتهم أو آراها أعلى جزيرتنا..
قاطعه"تايلور" ووجهه ممتليء بالدهشة :
- الأسلحة بمثابة ثروة عظمى سواءً لنا أو لتجارتنا إن كنا حقًا نبيعها.. إن الملك يستخف بالجزيرة بشدة لدرجة أنه ترك هذا في مكان يعلمه شخص كاره لأفراد الحكم كالسيد "جوناثان" بل وبدون حراسة.
هز "جونيور" كتفيه لأعلى مجيبًا :
- هذا أمرٌ طبيعي، وضع حراسة يجعله محل شُبهة.
ضحك"فوكس" ثم أردف بنبرة يملؤها الفخر :
- نحن ضيقنا عليه الأمر أكثر، فبعدما كسر "روبيرتو" مقبض الباب قمنا بتغييره وأصبح هذا المكان تحت سيطرتنا، بمعنى أصح تحت سيطرة "جونيور" فهو المتحكم الأول.
ابتسم "كارول" مجيبًا :
- لا يمكن إنكار كونها خطوة رائعة وذكية، "جونيور"ماذا ترى؟
نظر"جونيور"إلى مكان الرجل الذي راقبه المرة الماضية ثم أعاد نظره إلى"إيميليانو" :
- أشكرُ جهدك أنت و "فوكس" و "روبيرتو"هذا أولًا، ثانيًا يجب نقل عددٍ من هذه بل و عدد كبير لمكان تحت وضع يدنا وليس تحت يد الملك، أيضًا يجب أن يكون قريبًا منا إذا كنا نريد مقاومة واضحة أمام "بلاديوم".
بدا التوتر على "فوكس" و "إيميليانو" ثم تحدث "إيميليانو" :
- نعم سيدي..و لكن..كيف سنحمل عددًا منها طوال هذه المسافة الشاهقة.. لقد أخذ الأمر مدة طويلة وجهدًا كبيرًا حتى وصلنا للمنطقة"د"، فماذا إن تم حمل الكثير؟
عقد "جونيور" ذراعيه معًا متحدثًا :
- ولا نريد الكثير من الرجال كي لا يتم كشف أمرنا قبل أن نتأكد نحن منه.. لديّ خطة لكن ليست ذات نسبة كبيرة في النجاح.
نظر إليه أربعتهم في حيرة ليتابع :
- "سانتوس"ذاك الرجل المسئول عن تأجير الخيول و لديه خبره في العربات التي تجرها، إنه جاري في نفس المبنى، سأحاول إجراء محادثه معه إن استطاع إعارتنا و لو عربتين لنقلهم.
قاطعه"كارول"و هو يضربه في كتفه متحمسًا :
- افعل ذلك الليلة!
سحب"فوكس"صندوقًا كان قد وضعه بجوار قدمه و وضعه على الطاولة أمام"جونيور" :
- هذا لكَ.
قام"جونيور"بفتح جزءٍ من غطاء الصندوق ثم أخفضه مرة أخرى و نظر لـ"فوكس"مبتسمًا :
- سلاح؟ أثق بك"فوكس"لا تحتاج لهذه الإثباتات.
سحبه"كارول"من ظهره :
- نحن في المساء و.. الاشخاص الطبيعية تسترخي في منزلها الآن. عُد للمنزل وفكر في الأمر مع"سانتوس"، سنتولى بقية الأمر! نعتمد عليك
ضحك"جونيور"ثم حمل الصندوق وألقى تحية ليغادر، ألقى نظرة على المُراقب المُلثم ثم ذهب.
~ كان صوت خطواته هادئًا، حيث يعم الهدوء و الصمت في الجزيرة بحلول العاشرة، طرق على باب "سانتوس" طرقتين ثم فتح له "سانتوس" متساءلًا :
- هل نسيتُ باب الإسطبل مفتوح؟
وجد "جونيور" في وجهه لكي يضحك :
- آه "جونيور" وطواط الليل، ماذا تريد في هذا الوقت!
ابتسم"جونيور"متساءلًا :
- هل تسمح لي بالدخول؟
شعر"سانتوس"بالارتياب وتفقد هيئة"جونيور" ثم ضم حاجبيه معًا في توترٍ :
- ما ذلك الصندوق بيديك؟ لا أفهم شيئًا لكن.. اسمع، تفضل.
سعد"جونيور"لسماع تلك الموافقة و دخل الغرفة ثم أغلق"سانتوس"الباب خلفه و أشار له بالجلوس على الكرسي :
- ماذا تود أن تشرب؟
تنهد"جونيور"مجيبًا :
- لا شيء، أريدُك في أمر أهم
نظر له صاحب الشارب الداكن في تعجب وقام بحك ذقنه :
- أصبحتُ أشعر بالارتياب أكثر..
وضع"جونيور"أمامه الصندوق، ثم بدأ بالتحدث :
- لقد وجدنا مكانًا في المنطقة"د"، هذا المكان يُعد مخزنًا للحكومة، إنها تختزن به أسلحة.
أشار"جونيور"تجاه الصندوق ليعقد"سانتوس"حاجبيه معًا وقام بفتحه ولاحظ"جونيور"اتساع حدقتي عينيه البنيتين :
- سلاح في منزلي !!!
أشار له"جونيور"بالهدوء :
- هديء من روعك، أنا أعرف أنك بارعٌ في قيادة الخيول، أريدُ منك استئجار عربة كي يتم نقل عددٍ من هذه الأسلحة في مناطق تحت يدنا نحن- مواطني الجزيرة -إن لم تحب ذلك فلن أجبرك، لكن هذا أمر ضروري؛ الحكومة ترفض حماية الجزيرة من هجوم قريب ستشنه الدولة التي تدمرت بضائعها في أسطولنا.
ملأ الاستحقار وجه"سانتوس"متحدثًا :
- لقد أدركتُ الآن، تريد أن أتحمل عبء كارثتكم؟ لأنني لا أصدق أبدًا هجوم الكائنات الغريبة.
أجابه"جونيور"في تذمر :
- أيًا يكن ما تصدقه و تكذبه لكنك تصدق في ضرورة حمايه أرضك و خيولك الجميلة من الموت.صحيح؟ كما أنني سأدفع ما تريد ولكن على أقساط شهرية ، تعلم أنني عاطلٌ. أليس كذلك؟
ضحك "سانتوس" على تعبيرات"وولف"و ظل ينظر تجاه المسدس في الصندوق الصغير ثم أعاد نظره لـ"جونيور" :
- لدي عربة فارغة، أنتهيتُ من صيانتها ليلة أمس و لم يستأجرها أحدٌ بعد.. رُبما تفي بالغرض، يمكنك استخدامها و لكن بحرص!
ضحك"جونيور"و تحدث بصوت تملؤه اللهفة :
- سأكون مدينًا لذلك كثيرًا! و أيضًا سأدفع لك حق إيجارها أقسم لك!
ضحك"سانتوس"ثم قام بصب فنجان من الشاي :
- في الواقع، أنا أحب خيولي إنها بمثابه عائلتي بعدما ماتت زوجتي، هي سبب أن أبقى حيًا ولا أفكر في الانتحار مثلًا، لذلك إن أصبتها لن أرحمك
رفع"جونيور"حاجبيه لأعلى و قال مبتسمًا :
- ما رأيك أن تشارك؟!
نظر إليه"سانتوس"في ملامح متعجبة بينما بقت الابتسامة ثابته على وجه"جونيور"حتى أجاب"سانتوس" :
- سأفعل ذلك و أتولى قيادة العربة.. لأجل خيلي الجميل"أوليفر"!
نهض"جونيور"في غاية من السعادة :
- تعرف البحَّار"فوكس"صحيح؟ إنه بمثابة قائد لنا، قابله في"دوليشيان"و اذهب معه إن أردت.
أنهى"سانتوس"فنجان الشاي ثم نهض :
- حسنًا أظنني سأفكر.
ضرب"جونيور"بيده ركبته :
- رجاءً وافق الآن!
نظر إليه"سانتوس"بغرابة و أطرق مدة صامتًا ثم أجاب :
- لا أملك شيئًا أخشى أن أخاطر لأجله سِوى حياتي و خيولي.. لذلك.. أظنني سأوافق.
نهض"جونيور"وعجز عن كبح السعادة أن تملأ ملامحه، شكر"سانتوس" عدة مرات ثم قام بفتح الباب وصعد لغرفته، سحب كرسيه سريعًا كما بحث عن ورقة و قلمٍ، قام بكتابة :" المنطقة"د"منطقة مسلحة، ما رأيك أن تتأكد بنفسك؟ زر هذا؛ سيجلب لك خبرًا مفيدًا لجريدتك البلهاء."
قام بطويها، ووضعها في ظرفٍ و أرفق معها ورقة أُخرى تناولت العنوان الذي أعطاه إياه"جوناثان"و تركها على طاولته :
- سأحتاجك في نهاية الأسبوع.
أعاد ظهره للخلف متلاقطًا أنفاسه ثم ابتسم سائلًا نفسه: "هناك الآن بصيص من الأمل للنجاح صحيح؟"
استلقى على سريره وهو يضغط على أسنانه محدقًا في سقف غُرفته :
- أود حقًا فعل ذلك..
~•~
في الصباح الأخير من ذلك الأسبوع تقابل مع "كارول" و "فوكس" في"دوليشيان" بالحادية عشر صباحًا، تلاغم دخان قهوته الساخنة مع دخان تبغ "كارول" ، بدأ "فوكس" الحديث :
- لقد استعملنا كتب"تايلور" - الخاصة به او تلك التي استعارها من معارفه - التي تضم معلومات عن الأسلحة واستعمالها، تم تدريب الطاقم على استعمالها وبدأوا يتمكنون منها تدريجيًا.. لكننا لاحظنا انبعاث أدخنة من الجبل في المنطقة "د" ، ليست كثيرة، لا أظنها خطيرة.. آمل هذا
حتى و لو.. استمرار التدريب هناك أفضل من هُنا بسبب صوت إطلاق النيران، بالإضافة أننا اكتشفنا وجود أسلحة لا تصدر صوتًا عند إطلاقها.
أومأ"جونيور"برأسه ثم تحدث :
- حسنًا، سأخبركما! لأن الطاقم عددٌ محدود، قمت بوضع رسالة على باب منزل "ليام بيرت" قبل قدومي لهُنا، أنا متأكدٌ أنه سيرسل من يتفقد تلك المنطقة بعد الرسالة، سيضعها خبرًا طويلًا وبخط عريض في إصدار الجريدة الصباحيو سرعان ما يعرف، و هذا سيكشف..إذا كان من الممكن انضمام أحدهم لهذا أم أنهم ينحازون للخضوع للملك.
نفث"كارول"دخانه ثم صاح "فوكس" :
- لا أظن أن أحدًا ينحاز لسياسة الملك، لا أحد يضمن النجاة معه، و أيضًا.. رغم اهتزاز أيدينا لأول مره نمسك فيها سلاحًا، لكنه دومًا شعور عظيم أن تقتل جزءًا من عدوك الذي جاء لتدميرك وتدمره بنفسك حتى و إن شربت نفس الكأس بعدها.
أومأ "جونيور" برأسه ثم تحدث "كارول" :
- أعتقد أن"بلاديوم"قد يهاجمون في أي وقت، الأفضل استغلال أوقاتنا في العمل بدلًا من تفاخركما بالخطوات التي قمنا بها.
ضحك "جونيور" ثم مازحه قائلًا :
- أذلك لأنك أفضل قناص؟
ضحك "فوكس" هو الآخر ثم نهض ثلاثتهم للمغادرة.
~•~
تجول "فيليب" بقاعات القصر الملكي، رتبة رئيس الشرطة بالنسبة للمجلس الحاكم هي مكانة هامة، وذلك يعود لمبدأ أن السيطرة على الشعب هي مفتاح سلامة الحكم الأول، وإن تم السيطرة عليهم عبر الجرائم والعقوبات وتنفيذ القوانين بحذافيرها، فلا شك أن الحكم سيستتبب لهم، ولم يؤدِ رئيس شرطة سابق مهنته بكل قسوة ودقة كما فعل "فيليب"، حتى حينما كان مجرد محققًا صغيرًا وشابًا مراهقًا أدى مهامه بكل قسوة، لينال ثقتهم ويصبح رئيس الشرطة في منتصف عشريناته منذ ثلاثة أعوام، بعدما قرروا إبعاد "مارتن باتريك" عن هذه الوظيفة لمنع احتكاكه بأمور الشعب "البلهاء" والاهتمام بنسله الملكي.
أنت تقرأ
أمواج هيلين { مكتملة ♡ }
Fantezie" كيف تظنين العالم ينظر إلى هذه الجزيرة؟ "...تبدأ أحداث الرواية على واحد من شواطئ جزيرة إفروديت المنعزلة فلا يبلغها إلا القلائل حيث يتشارك البحار الشاب تايلور روفلر أفكاره - التي لطالما أعتبرها زملاؤه غريبة الأطوار - رفقة صديقة طفولته هيلين ديليس. ي...