أمواج هيلين { مكتملة ♡ }

الفصل السابع عشر

~ قرر "جونيور" قضاء الصباح الممل في مقهى "دوليشيان"، كان المكان هادئًا لأنها أوقات عمل الشعب المعتادة، مما زاد من راحته.

تفاجأ بمن يقطع شروده، "دوليشيان" نفسه، ابتسم وهو يسحب كرسيًا يجاوره :
- من الجيد رؤيتك هُنا! لم نتحدث منذ مدة.
ابتسم "جونيور" مجيبًا :
- أنت محق. كيف أحوالك؟
هز "دوليشيان" رأسه بابتسامة معبرة عن الأحوال الجيدة، نظر في تفاصيل مجلس "جونيور" ليجد فنجان قهوة به القليل لم يُشرب بعد، قداحته على الطاولة، علبة من السجائر لم يبقَ بها سِوى واحدة، وقرر أن يفتعل دعابة عليه.

سحب "دوليشيان" علبة سجائره الخاصة ووضعها أمام "جونيور" :
- إذًا، هوِّن على نفسك بها! اعتبرها هدية عيدمولدك القادم.

ابتسم "جونيور" قائلًا :
- أعتقد أنه.. لا داعي.. سأتولي أمور نفسي.
ضحك "دوليشيان" وأخذ علبة السجائر مجددًا وقال بنبرة ساخرة ومازحة :
- بالطبع لم أكن لأعطيك إياها! هل تمزح؟ هل سأعطيك سجائر؟ كلا! إنها مضرة، وألا ترى كيف تسوء صحتك وتنحف وتبدو شاحبًا عما قبل؟ ستكون هدية عيدمولدك إفطارًا على حسابي غنيًا بما تحتاجه!

رفع "جونيور" حاجبيه قائلًا بغرابة :
- "دوليش" لكنك تدخن أنت الآخر؟
-- أجل أنا أفعل، أنت لا تفعل.
هز "جونيور" رأسه :
- هذه ازدواجية بحتة
-- إنها ازدواجية لصالحك أنت!

تنهد "دوليشيان" وقال بنبرة لطيفة :
- إنني حتمًا أرغب بمساعدتك، أنا أراك بالأسواق أحيانًا، ولازلت تقنط غرفتك في مبنى "بن" لذا أنا متأكد أنك تتدبر أمورك المادية ولكن ماذا عنك أنت؟ تبدو مختلفًا، عهدتك هادئًا أجل ولكنك كنت هادئًا بصحة جيدة. هل هناك طريقة أقدم بها الدعم لك؟ و، لا لن أقدم السجائر.

ضحك "جونيور" مجيبًا :
- أشكرك "دوليشيان" أنا لا أحتاج لشيء بعينه كي تقدمه، هذا لطفٌ منك. تستحق جزيل الشكر على تحمل صديق مثلي.
-- هوِّن على نفسك! أنت شخص جيدٌ يا "جوني" !

ضحك "دوليشيان" مشاهدًا ابتسامة "جونيور" ثم نهض لمباشرة عمله، بينما أراح الآخر رأسه على الطاولة مدة، قاطعه بعدها شخصٌ وضع ورقة صغيرة على طاولته ثم غادر المقهى، كان حينها المقهى فارغًا والعاملون منشغلون بإعداد طلبيات اليوم في غرفتهم الخاصة فلم يلحظ أحدٌ الرجل، رفع "جونيور" رأسه بغرابة متنهدًا ثم أمسك الورقة وقرأ ما فيها :" في المنطقة "ب" ، شارع ٨ ، منزل يسد نوافذه أخشاب مستطيلة ، الحاكم يستدعيك "

عقد "جونيور" حاجبيه غرابة، "الحاكم؟"
توقف عقله عن العمل للحظات، لم يكن ليحتمل نجاة "جوشوا" وأنه هذا الحاكم، كل ما فكر فيه هو أن لفظ الحاكم تعود على فرد من آل "باتريك"، ولكن من هذا الفرد؟

لفظ "جونيور" أنفاسه تذمرًا، ثم نهض ورحل، بالاقتراب من منطقة الأسواق الشعبية تفاجأ بما لم يكن ليتوقع رؤيته أبدًا، الأمر كان أشبه بحصار، كل متجر أو تاجر يفترش قطعة الأرض بسلعه، يجاوره حارس أو حارسان ذوا ملامح حادة وعيون يبدو فيها التعالي، البغضاء، الانزعاج، وأخيرًا، القدرة على القتل في أي وقت بتلك البنادق بين يديهم.