الفصل الثالث

253 30 2
                                    

ضحك "جونيور" ثم أجاب :
- لا بأس دعنا ندخل في الأمر مباشرةً
أومأ "تايلور" برأسه ليتابع "جونيور" :
-متابعةً لما توقفت عنده صباح اليوم، سيزور الجزيرة رجال أعمالٍ مهمون يودون وضع استثمارهم في أسطول تجاري سيتحرك إلى "بلاديوم" كما رويتُ لك عن سفن تحمل علم "بلاديوم" ، و يودون أن يتعرفوا حال الجزيرة لربما قد يشاركون ببعض الإصلاحيات فيها قد تدفعها للتقدم نسبيًا

هز "تايلور" رأسه مستمعًا باهتمام لبقية حديث "جونيور"
- لذلك يريد رئيس الجزيرة و الملاحة الظهور بأفضل ما لديهم، متأكدٌ أنه سيتم إعلام الأسواق في الجزيرة غدًا بعد اجتماع الرؤساء بالاستعداد لفعاليات الاستقبال، كما تعلم.. الأجواء الشعبية أفضل وسيلة للاستقبال

كتم "جونيور" بداخله العديد من السخرية حيال ذلك الأمر و قاطع تشوش عقله صوت "تايلور" الذي ابتسم وتحدث في حماس :
- إذًا، آمل أن يسير كل شيء على نحوٍ جيد! قد تكون خطوة كبيرة للغاية في رحلة شاقة.

قاطعه "جونيور" قائلًا :
- أعتقدُ أنك تفهم الأمر نوعًا ما الآن، هذا ما كل ما أملك من المعلومات في منصبي لأكون صادقًا.
صحيحٌ! سأخبرك عن المفاجأتين التي احملهما إليك.

لم تختفِ ابتسامة "تايلور" عن وجهه :
- كلي آذان صاغية!
ضحك "جونيور" ثم تحدث :
- أري..لا ، سأجعلها الثانية، الأولى هي أنني سوف أقوم بتعديل حلاقة لحيتي و شعري و سترى "وولف" يحمل وسام ملك جمال الجزيرة الأسبوع القادم
ضحك "تايلور" :
- آمل أن يزورنا ضيوفٌ مهمون كل أسبوع إذًا، و لكن ماذا عن الثانية ؟

عقد يديه خلف رأسه و أغمض عينيه متحدثًا في غرور مازح :
- أنني سأجعلك تنال الشرف و تُعيرني كتابًا ما

اتسعت عينا "تايلور" دهشةً كما الحال مع ابتسامته :
- أنت تمزح، صحيح؟

عاد "جونيور" لوضعيته الطبيعية و طرق بإصبعين على الطاولة :
- لا ، لم أكن!  أتحدث بجدية ألا يبدو ذلك ؟

استمرت صدمة "تايلور" و لم يتمكن من التحدث جيدًا حتى عاد لطبيعته :
- اسمع. أنت؟تريد كتابًا؟مني؟تريد تصديقي؟ نحن أصدقاءٌ لسبعة أعوام تقريبًا! لم تفعل ذلك يومًا!
-- نعم أنا متأكدٌ أن مكتبة منزلك تختنق غبارًا لأنك لن تقرأ كل ذلك بمفردك لذلك قررتُ المشاركة.

ضحك "تايلور" متحدثًا في حماس :
- أنا مدينٌ لتلك المشاركة و بشدة! سأحضر لك كتابًا صباح الغد ، و لكن؟أي نوعٍ؟

قام "جونيور" بحك لحيته قليلًا ثم تساءل :
- شيءٌ ما.. يتحدث عن "بلاديوم" و ما يشابهه من موارد، هل لديك ؟
أومأ "تايلور" برأسه متابعًا في سعادة غامرة :
- إذًا اتفقنا! سأحضره إياك غدًا!
قدم "جونيور" يده للأمام :
- اتفقنا، صافحني!

مد "تايلور" يده و صافح "جونيور" ثم نهض :
- ينتابني بعض الإرهاقِ لذا سأعود للمنزل و أحاول النوم قبل بدء العمل الشاق، آمل أن تفعل ذلك أيضًا، لنتقابل غدًا
أجابه "جونيور" مبتسمًا :
- طابت ليلتُك.

سبقه "تايلور" في المغادرة بينما أطرق "جونيور" يفكر لبعض الوقت مشاهدًا هدوء الجزيرة من زجاج المقهى بجواره.
~~
بدا وسامه لامعًا يحمل اسمه الذي ترتجف لرؤيته الجزيرة من كبيرها لصغيرها، جلس في نهاية الحانة على كرسيٍ بعيد عما يجاوره بمسافة ثلاثة كراسٍ و أخفى ملامحه جيدًا متلثمًا بقناع أسود أخفى نصف وجهه و ترك العنان لعينيه الزرقاوتين و شعره ينسدل البعض منه على جبهته، رمق "جونيور" بنظرات حادة بين الحين و الآخر دون أن يلاحظ أنه يراقبه، حادث نفسه بابتسامة حادة من أسفل قناعه :
- يجب عليّ دومًا تحملُ حماقات المملكة حتى من قبل حدوثها.

أعاد شعره للخلف و أزال القناع ليتلاقط أنفاسه بطريقة أفضل، لمحه نادل المقهى الذي يعمل موازيًا لمكانه على الحانة و تحدث في قلقٍ :
- سي..سيد "فيليب سايمون" ! ما طلبُك ؟

نهض "جونيور" عائدًا إلى منزله دون أن يلاحظ مراقبته، أدرك بعد نظرة إلى السماء أنه لا يملك الكثير من الوقت كي يرتاح قبل العمل، لكن القليل كان أفضل من ألا يرتاح أبدًا.

أمواج هيلين { مكتملة ♡ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن