أمواج هيلين { مكتملة ♡ }

الفصل السادس عشر

~ على أراضي جزيرة "أثينا"، وهي الجزيرة التي يقنطها أسرى فلاديميريا، يعيشون حياة بدائية تمامًا منعزلة عن كل شيء، يقطفون طعامهم المعدود من الأشجار وينامون مستخدمين اغطية من جلود الحيوانات ويشربون المياه من الآبار القليلة، وغالب الجزيرة حشائش خضراء ومرتفعات تتنوع بين الهضاب والجبال، جلس "تايلور" على أحد الشواطيء، لايزال يشعر بتشتته منذ قدومه لهذه الجزيرة، لا يعرف كيف حدث ذلك، ومتى جاء، وكيف أحوال أمه وأخته، وكيف أحوال رفاقه، وماذا عن "هيلين"، ومعلمه "جوناثان"، شعر بأنه يفتقد الجميع للغاية ولا يعرف طريقًا للعودة.

ثم تفاجيء بسماع ألحان موسيقية متقطعة بنبرة رقيقة

" فلا "
" دي "
" مير "
" يا "

كانت هذه الساحرة ذات الرداء الأبيض تدور حول نفسها بعد خروجها المفاجيء من المياه، رغم عدم وجود إي أثر لها بعد جلوسه اربع ساعات أمام الشاطيء، مع كل دورة كانت تنطق إيقاعًا مُختلف، وظلت قطرات المياه في ثيابها ترتمي عليه، إلى أن أخفى وجهه بذراعه وحادث نفسه في ملامح مندهشة : " فلاديميريا؟.. "

توقفت عن دورانها ونظرت إليه في عيون متسعة متلاعبة :
- "تايلور روفلر"مرحبًا بك في جزيرتي، هل ستحب المجيء لعرض موسيقي؟

وفجأة ربت على كتفه أحدهم، التفت "تايلور" في ذعر ليتأسف الرجل :
- وو، هون عليك أيها الشاب لم أقصد إفزاعك. كنت أجلس على مسافة من هُنا وشاهدتك تجلس لأكثر من ساعة الآن. يبدو أنك على علاقة وثيقة بالمحيط.

ارتعد "تايلور" قليلًا وظل ينظر حوله بضع ثوانٍ ثم تنهد وأجاب :
- آسف أنا فقط كنت شاردًا فاجأني طلبك..

ضحك الرجل ثم جلس جوار "تايلور" ، كانت خصلات شعره طويلة وشعثة غير مرتبة، ولحيته طويلة، ولديه عصبة على إحدى عينيه، وبيديه العديد من الندوب، ثم تساءل :
- هل تعرف أحدًا هنا؟
-- أعرف رجلًا يُدعى "إيستون" شاركني المجلس هنا عدة مرات ودلني على غطاءٍ وطعام.

هز الرجل رأسه :
- أجل! أجل! أنا أيضًا أعرف "إيستون"
مهلًا، شاركك الجلوس هنا؟ لديك علاقة بالمحيط، أنا متأكدٌ من ذلك، رجال البحر يعرفهم حدسك من على مسافة.

ابتسم "تايلور" بخفة متذكرًا آخر رحلاته البحرية :
- أجل.. لا أعلم إن كانت هذه العلاقة جيدة أم سيئة.. لكن في الواقع، أنا بحارٌ.

ضحك الرجل وصاح بحماسة :
- بحار! لسنا بعيدين، أنا قرصان.

سعل "تايلور" متذكرًا رحلته الأولى التي خرج فيها للمحيط وهو مراهق ليكتسب الخبرة من الطاقم ويساعدهم في أعمالهم المناسبة لمستواه حينها التي تعرضت للقرصنة ونهب حوالي نصف بضائعهم :
- أعتقد أنه.. أممم.. لسنا قريبين أيضًا.

-- حقًا؟ هممم، إذًا لديك ذكريات سيئة مع القرصنة!
هز "تايلور" رأسه ثم تحدث بسخرية :
- ليس القرصنة فحسب..